ماذا وراء سفيرى أمريكا وفرنسا فى سوريا ؟ فى العرف وعندنا كناس بسطاء أن السفير هو حمامة سلام بين دولته والدول الأخرى ولكن عندما يتعلق الأمر بسفراء الدول المستكبرة فالأمر يختلف . بالأمس كما تقول وكالات الأخبار أن سفيرا الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا زارا مدينة حماة السورية وتضاربت التحليلات حول الغرض من الزيارة هل هو إيقاف المذابح التى قد تتعرض لها حماة كما حدث فى ثمانينات القرن العشرين أم تجميل صورة نظام بشار أم شىء أخر ؟ هناك مقولة شائعة تقول : وهل يأتى من الغرب شىء يسر القلب ؟وسواء كان المقصود بالغرب الحضارة الغربية أو الأجانب الأغراب فإن هذه المقولة تنطبق على الزيارة الزيارة تذكرنا بزيارات السفيرة الأمريكية لصدام حسين قبل حرب الخليج عندما كانت تبلغه أن الكويت تسرق بترول العراق حتى يشعل حرب الخليج وتتدخل الولايات المتحدة وتهدم ثم تبنى بلدا وتجلس مرتاحة فيها وتتقاضى أموالا طائلة من الدولتين الكويت والعراق ومعهم باقى دول الخليج . الهدف من أمثال هذه الزيارات مزدوج فهما يرسلان رسالة للثوار نحن معكم وسندافع عنكم ورسالة للنظام نحن نجمل صورتكم فنزولنا دون حراسات أمنية يعنى وجود أمن وأمان فى البلاد . هذه الرسالة المزدوجة الهدف منها الدفع بالفريقين إلى آتون المعركة فالثوار سيزيدون من ثورتهم والحكومة تزيد من قمعها وفى النهاية تحدث حرب أهلية أو انهاك للقوى يضعف البلد ويسهل فى النهاية إما عملية غزو محتملة وإما أن يظل العدو الاسرائيلى بعيدا عن تفكير السوريين فيكون فى راحة وعدم قلق من الجبهة السورية التى لن تتعافى إلا قبل مرور عقد من الزمان على الأقل وبذلك يكون العدو آمنا من كل الجبهات الأردنية بفضل النظام الملكى والسورية والمصرية بفضل الثورات المنهكة للبلد بخلافات الثوار واللبنانية بفضل الخلافات الداخلية اللبنانية وحتى الجبهة الداخلية حيث الشعب الفلسطينى المنهك بخلافات فصائله التى لا تنتهى .