منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 7 من 7
  1. #1

    كاساندرا السورية ،، في الأرض الطيبة ...!!!

    كاساندرا السورية ،، في الأرض الطيبة ...!!!
    في الآونة الأخيرة، بدأت تغزو أسواقنا الدرامية بعض المسلسلات التركية المدبلجة، على نسق المسلسل المكسيكي الشهير (كاساندرا)،،، فالدبلجة هي الترجمة الصوتية لا الكتابية للمسلسل، بمعنى أن تكون الأصوات فقط عربية، بينما التمثيل والإخراج والسيناريو والحوار تركي أو مكسيكي .
    قبل يومين وبينما كنت في غاية السياسة، وفي منتهى الأخبار، أستمع لإذاعتي (المفضلة) الـبي بي سي، لا تستغربوا فأنا أفضل استقاء الأخبار من المحطات العدوة، (فما أجمل أن تدين عدوك من فمه)، إذ سمعتُ صوتاً هاتفاً في السحر، صوتٌ أنثوي لامرأةٍ ربما خطفها (العشق الممنوع) لدرجة أنها أخذت بالتخيل العميق، فابتكرت قصة عشقٍ غايةً في الاستثناء، كانت هذه المرأة شاهدة عيان، تروي للـ"بي بي سي) كيف قتلت أجهزة الأمن السورية طفل جارتها البالغ عشر سنين، قالت :
    لقد قتلوا الطفل بعد أن رأوه يرسم قلباً على الجدار (قلب حب)، ويرسم سهماً يخترقه، وكتب على احد طرفي السهم اسمه وعلى الطرف الآخر اسم حبيبته، فظن رجال الأمن أنه يكتب شعارات ضد النظام، فأردوه قتيلاً ،، فقلنا : رحم الله الشهيد . إن كان هناك شهيد !!
    شاهد عيان ثانٍ وهذه المرة من الجنس الـ(خشن) جداً، يروي عملية القمع التي تقوم بها القوى الأمنية السورية في كل من (بانياس) و (المرقب) في ذات اللحظة، ولم يرتعش له صوتٌ، أخذ يروي الحكاية عن بانياس ولم ينسَ أن يقول : (الآن) تجري عمليات إطلاق النار من القوات الأمنية في بانياس باتجاه المواطنين، ثم أخذ يروي ما يحدث في (المرقب) ولم ينس أيضاً أن يقول : تدور (الآن) مواجهات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن التي دخلت البلدة بالمصفحات .. طبعاً هذه شهادة عيان، لا ينبغي لنا أن نكذبها، وإلا اتُهِمنا بأننا (أنصار الشبّيحة)، فالرجل يشاهد ويسمع ما يدور، لذلك سمي شاهد عيان، ولكن بعد عملية عصرٍ شديدٍ (لأمخاخنا التخينة)، لم نستطع أن نتخيل وجود هذا (الشاهد) في مدينتين في نفس الوقت، أو أن نحيط علماً بهذه (الشهادة الفانتازية)، ولم نستطع أن نحل (الفزورة)، فقلنا : أكيد هي (البطيخة) .
    ونسينا الموضوع، لندخل في الموضوع الرئيسي للثورة السورية (مع تحفظي على تسميتها بالثورة) .
    إن ما يحدث في سوريا هو رديف ما يحدث في الكثير من البلدان العربية، من ثوراتٍ مبرمَجة (مدبلجة)، تماماً كمسلسل كاساندرا المكسيكي أو مسلسل (الأرض الطيبة) التركي، فالحركة والصوت للجماهير العربية الغاضبة من قمعٍ هنا، وتعسفٍ هناك، وظلمٍ هنا، ومحسوبياتٍ هناك، وهذا حقٌ للجماهير لا يستطيع أحدٌ إنكاره، بينما السيناريو والحوار والتأليف والإخراج لأمريكا وأعوانها وإسرائيل وحلفائها، (هذا رأيي)، فقد ارتأى أقطاب السياسة في الولايات المتحدة وإسرائيل قلب الطاولة، وخلط كل أوراق العرب حتى يبزغ من بين ثنايا الليل الطويل فجرٌ أمريكي إسرائيلي جديد، وتبرز من بين ركام الإطاحات المنظمة، قياداتٌ جديدة جداً، تحبها الشعوب وتنتخبها وتثق بأدائها، فكان ذلك سهلاً في تونس بن علي، ومصر مبارك، لما يتمتع به نظامي هاتين الدولتين من كراهيةٍ واحتقارٍ لدى شعبيهما .
    ولما كانت سوريا هي القلعة الأخيرة للممانعة والرفض العربي المبني على خيارات الجماهير وطموحات الشعوب، كان استهدافها هو الأقوى بهذا الشكل القذر، لا أقول هذا انتصاراً للنظام السوري وإن كان ليس عيباً أن أنتصر له، لأن هذا النظام الشاب قد رفع لواء الإصلاح قبل أن تحلم هذه الثورات ومَن خلفها بشيء اسمه (الإصلاح)، وشتان ما بين الإصلاح الحقيقي الممنهج، الذي ارتآه بشار الأسد، وبين الإصلاح الذي ترفع لواءه الشعوب الطيبة، البريئة، المؤمنة بالحرية والديمقراطية، الشعوب المغدورة في عقولها، المخدوعة في أحلامها، التي تُسيِّر قادتَها الخيوطُ الأمريكية الإسرائيلية دون أن تدري (الشعوب وليس القادة)، وتضبط حركتها على إيقاع الأطماع الاستيطانية وأحلام الاستعمار القديم الحديث (القادة وليست الشعوب)، بوسائل الإقناع النفسي الذي تمارسه هذه القوى الغاشمة، وعبر أدواتها العفنة في المنطقة، وقد تنوعت هذه الأدوات بتنوع الأدوار، فقد أحكمت القوى الاستعمارية الأجنبية كل قواعد اللعبة المنحطة من خلال هذه الأدوات، فالثورة العربية الأمريكية الإسرائيلية الجارية الآن، ولكي تنجح وتحقق الحلم الصهيوني، تحتاج لما يلي :
    أولاً : بحاجة إلى حاضنة معنوية مادية للثورة، دولة عربية (مسلمة)، يتمثل دورها في الدفع المعنوي والمادي والديني للثورات، فكانت دولة قطر، قاعدة الصهيونية التي تشارك ليس بالتضليل الإعلامي وحسب، بل وبالطائرات الحربية على صِغر وحقارة الدور العسكري القطري .
    ثانياً : شرعنة هذه (الفوضى الخلاقة) وتلبيسها جلباب الدين الحنيف كي تكون مقبولةً "ومهضومةً" في معدة الجماهير على امتداد الخارطة العربية والإسلامية، فهم يعلمون ان الجماهير العربية مؤمنةٌ بدينها الحنيف، مؤمنة بالحرية المفقودة، والديمقراطية الحقيقية، فكانت الأداة الثانية (الشيخ يوسف القرضاوي) المحسوب على حركة الأخوان المسلمين، المقبول على الكثيرين من المسلمين كونه رئيس رابطة علماء المسلمين، ، وقد رأينا دوره الإفتائي والقضائي، ضد سوريا، ناسياً أو متناسياً ما تمثله سوريا من حضنٍ دافيء لحركة حماس (رديف الأخوان المسلمين في فلسطين)، ودعمها المتواصل لها في (مقاومتها للاحتلال الصهيوني)، فما أن تحركت عصابات الثورة السورية حتى تحركت شفتا القرضاوي ببث سموم الفتنة الطائفية في هذا البلد الأنيق المعطاء، وتلتها حركةٌ تشويهيةٌ تخريبية من العصابات التي تعيث فساداً وفتنةً في هذا البلد الآمن .
    ثالثاً : وسيلة إعلامية ضخمة تكون بوقاً للجماهير (الثائرة)، يثق بأدائها أكبر عدد من الناس، فكانت الجزيرة التي أنشئت لهذا الغرض ولكل غرض دنيء، وتلتها العربية ومن قبلهما أو بعدهما الـbbc ، حتى أن محطة البي بي سي تأخذ الرأي والرأي الآخر في برنامجها الشهير (نقطة حوار)، في حين لا تُبرز جزيرتنا (الغراء) سوى الطرف المطلوب منهم إبرازه وإسماع صوته للناس .
    رابعاً : الأداة التنفيذية ،، (العمل)، وينقسم العمل في الميادين إلى :
    ـ عمل تعبوي تقوم به الخلايا التقنية ووسائل الإعلام الموجه المنحاز، مثل تزوير الفيديوهات والملفات، وما يسمى بشهود العيان، إضافةً للجان حقوق الإنسان التي اختلقتها أمريكا في كافة دول العالم، وخصوصاً العربية منها، بهدفٍ جاسوسيٍ خطر، تكمن خطورته في ثوب الحق الإنساني الذي تلبسه والإنسانية منها براء .
    - وعمل تفاعلي حركي، من خلال تسليح وتمويل العصابات التخريبية ودفعها قُدُماً لإثارة القلاقل وخلخلة الأوضاع الأمنية وإراقة الدم، وإلصاق كل هذا بأجهزة الأمن السورية، وما أضحكني أكثر في هذا المضمار هو تلفيق عملية قتل العسكريين، والتي يروج أفراد العصابات أن النظام يقوم بها، فلو كان المستهدف بضع عسكريين لقلنا ربما يكون صحيحاً، أما أن يقتل عشرات من الجنود وأفراد الشرطة فلا أظن أن الأجهزة نفسها من الغباء لدرجة أن توافق على قتل نفسها بنفسها من أجل ترويجٍ إعلامي كاذب، فهذا تسخيفٌ شديد اللهجة لعقولنا واستخفافٌ أشد بتفكيرنا .
    فبات مكشوفاً ومضحكاً في آنٍ معاً سلوك هذه العصابات الموجهة والممولة والمسلحة من خمسة مصادر رئيسية هي (حركة الأخوان، إسرائيل، أمريكا، بندر، والحريري)، فحركة الأخوان تعلن (الجهاد) ضد بشار الأسد ثأراً لماضٍ بعيد في حماة .
    وإسرائيل التي تريد إجبار سوريا ـ بليّ الذراع ـ على عملية سلام وتطبيع دون أن يكون لهذا السلام عدله الذي يقتضي انسحاباً إسرائيلياً كاملاً من الجولان . والبقية معروفةٌ أهدافهم الطائفية والفئوية . فلا يخفى على أحدٍ دور الحريري الذي ما زال ـ حتى اليوم ـ يسقينا القهوة (السادة) على رحيل والده، وكأن لم يستشهد أحدٌ غيره في الدنيا، لا يخفى دوره في المحاولات اليائسة لتجريد المقاومة اللبنانية من سلاحها لتكون كل الأراضي اللبنانية مستباحةً للجيش الإسرائيلي، ومشاعاً لمن يريد التخريب في لبنان .
    بناءً على ما سبق، ولأني لا أحب أن أعيش في المريخ، ولا في الفضاء الرحب، فإني أرى وبكل حيادية، أن يتقي من يسمون أنفسهم مسلمين الله في هذا البلد، ويفهموا أن من يؤخذ ببريق الثورة الآن، لا بد له أن يسبر الغور يوماً، ويكتشف أن كل ما يدور الآن ، على الأقل في سوريا، هو عبارة عن (كاساندرا سورية) في (الأرض الطيبة) ....!!!
    أخيراً ..... حتى هذه اللحظة، ولأني لا أقبل أن أكون بوقاً، أو أسقط في نار القنديل مبهوراً بالنور، أقول : أنا مع النظام السوري في هذه المعركة بالذات، وفي هذه المحنة بالذات، وفي هذه المرحلة بالذات، حتى تثبت إدانته، وحتى يتبين لي عكس ذلك بالمنطق والمقبول عقلياً، حينها سأكون أول المعادين للقيادة السورية .

  2. #2

    رد: كاساندرا السورية ،، في الأرض الطيبة ...!!!

    السلام عليكم
    احترم محبتك لوطنك ولكل الاوطان العربية اخي حمزة...
    وكلما امتدت الأيام ..سنرى بشكل اوضح...
    لك التقدير
    أسامه
    تعددت يابني قومي مصائبنا فأقفلت بالنبا المفتوح إقفالا
    كنا نعالج جرحا واحد فغدت جراحنا اليوم ألوانا وأشكالا

  3. #3

    رد: كاساندرا السورية ،، في الأرض الطيبة ...!!!

    السلام عليكم
    وجدتك محقا في قدر كبير مما قلته ولكن لايمكنني ان استهين بعقل الشعوب وانت مواطن فلسطيني صميم,نفخر به بيننا..وانت أكثر من يعرف الشعوب العربية المظلومة دائما ..رغم انها قد تشربت قليلا,من مسارب غريبة عجيبة ...
    ندعو الله أن يفرج عنا وينصرنا على أعدائنا
    ناجي-غزة

  4. #4

    رد: كاساندرا السورية ،، في الأرض الطيبة ...!!!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسامه الحموي مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم
    احترم محبتك لوطنك ولكل الاوطان العربية اخي حمزة...
    وكلما امتدت الأيام ..سنرى بشكل اوضح...
    لك التقدير
    أسامه
    الأخ الفاضل أسامة الحموي،،،
    نعم كلما تقدمت الأيام ستخلع الصورة عباءة الضباب وتتضح أكثر، آملين أن يحفظ الله وطننا العربي الكبير من عبث العابثين .
    كل التقدير لشخصك الكريم أخي أسامة...

  5. #5

    رد: كاساندرا السورية ،، في الأرض الطيبة ...!!!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جريح فلسطين مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم
    وجدتك محقا في قدر كبير مما قلته ولكن لايمكنني ان استهين بعقل الشعوب وانت مواطن فلسطيني صميم,نفخر به بيننا..وانت أكثر من يعرف الشعوب العربية المظلومة دائما ..رغم انها قد تشربت قليلا,من مسارب غريبة عجيبة ...
    ندعو الله أن يفرج عنا وينصرنا على أعدائنا
    ناجي-غزة
    أخي الفاضل ناجي (جربح فلسطين)،،،
    أشكر مرورك العبق واحترم رأيك، ولست أقلل من وعي الشعوب ولكن الواعين قلة وبالتالي تأثيرهم يكون ليس ذا فاعلية ملموسة، أما الظلم الواقع عليها فحدث ولا حرج، نحن الذين نعرف هذا جيداً،،،
    كل التقدير أخي وأشكر مرورك المعطر ,,,,

  6. #6

    رد: كاساندرا السورية ،، في الأرض الطيبة ...!!!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جريح فلسطين مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم
    وجدتك محقا في قدر كبير مما قلته ولكن لايمكنني ان استهين بعقل الشعوب وانت مواطن فلسطيني صميم,نفخر به بيننا..وانت أكثر من يعرف الشعوب العربية المظلومة دائما ..رغم انها قد تشربت قليلا,من مسارب غريبة عجيبة ...
    ندعو الله أن يفرج عنا وينصرنا على أعدائنا
    ناجي-غزة
    أخي الفاضل ناجي (جريح فلسطين)،،،
    أشكر مرورك العبق واحترم رأيك، ولست أقلل من وعي الشعوب ولكن الواعين قلة وبالتالي تأثيرهم يكون ليس ذا فاعلية ملموسة، أما الظلم الواقع عليها فحدث ولا حرج، نحن الذين نعرف هذا جيداً،،،
    كل التقدير أخي وأشكر مرورك المعطر ,,,,

  7. #7

    رد: كاساندرا السورية ،، في الأرض الطيبة ...!!!

    السلام عليكم
    أستاذ حمزة شكرا لك جزيل الشكر لجهدك ومتابعتك ومااعرفه وماتربينا عليه جميعا ان الدم العربي يجب ان يكون غالٍ مهما كانت هويته ...
    وحسبنا الله ونعم الوكيل
    إذا كنتَ لا تقرأ إلا ما تُوافق عليـه فقط، فإنكَ إذاً لن تتعلم أبداً!
    ************
    إحسـاس مخيف جـدا

    أن تكتشف موت لسانك
    عند حاجتك للكلام ..
    وتكتشف موت قلبك
    عند حاجتك للحب والحياة..
    وتكتشف جفاف عينيك عند حاجتك للبكاء ..
    وتكتشف أنك وحدك كأغصان الخريف
    عند حاجتك للآخرين ؟؟

المواضيع المتشابهه

  1. الكلمة الطيبة
    بواسطة حسن العجوز في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-06-2015, 03:27 PM
  2. هل الأزمة السورية من الشؤون الداخلية السورية؟
    بواسطة جريح فلسطين في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 09-18-2012, 04:08 AM
  3. اعتراف الفنانة السورية رنا الأبيض بجرأة الدراما السورية،
    بواسطة رغد قصاب في المنتدى فرسان الفني
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-17-2011, 09:48 AM
  4. الحياة الطيبة
    بواسطة صديق الوفا في المنتدى فرسان التفاسير
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 06-01-2011, 03:07 PM
  5. لمناسبة يوم الأرض ...إنانا تعلن قائمة القصائد الفائزة بجائزة الأرض
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الأدبي العام
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 04-12-2008, 01:41 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •