سورية في مواجهة مشروع الشرق الأوسط الجديد جلال السفان الطائي
فكرة الشرق الاوسط الجديد لم تغب عن بال الأدارةالأمريكية كأستراتيجية ملزمة للشرق الأوسط وبخاصة العالم العربي منذ ان طرحتها وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس أبان حكم الجمهوريين ولم تهدأ منذ ذلك الحين مراكز الدراسات الأستراتيجية الأمريكية بدراسة معالم وأدوات ولادة هذا الحلم الأمريكي بمشروع الشرق الأوسط الجديد الذي سيضمن دورا رئيسا ومركزيا لهذا العالم الجديد تذوب فيه دول الممانعة والمقاومة وينقسم العالم العربي إلى دويلات وإمارات دينية صغيرة تخدم المشروع الأسرأمريكي في هذه المنطقة من العالم ولتنفيذ هذا المشروع كان لابد من البدء بمؤامرة كبيرة أعدت مسبقا لتفتيت الأمة العربية والأسلامية وذلك بتطبيق ما سمي بالفوضى الخلاقة حتى يتحقق شرقهم الذي يريدون فبدأت أدوات تلك المؤامرة بالعمل داخل الوطن العربي وأنطلقت حملات التحريض والتشهير حتى وصلت إلى حدوث الثورة التونسية ضد نظام أبن علي وتبعتها مصر وكانت ليبيا الهدف الثالث وأطلقت على تلك الثورات مسميات عدة {ثورة الشباب والتغيير والفيسبوك} وطبلت وزمرت لها وسائل أعلام عربية وعالمية ولاقت تلك الثورات تأييد دولي واسع على رأسه أمريكا وأوروبا وقد أختلف مع من أختلف حول بدايات وأحداث تلك وهل هي كانت بمعزل عن التدخل الخارجي أو حتى الأيحاء بذلك وهل بالفعل حققت تلك الثورات هدفها في إقامة نهضة عربية واعية تدرك مصالح الأمة العربية وتعمل على صونها وأسترجاع الحقوق أم مازالت تبحث عن الخيارات حول تركها للمستقبل ولا ننكر أن من مزايا تلك الثورات إعادة مصر العربية إلى الحضن العربي الذي فارقته منذ عقود وأن هذه العودة التي رأت فيها سوريا أنها أنتصار للعرب كلهم وهزيمة نكراء لإتفاقية كامب دايفد والتي كانت سببا مهما في التعجيل في إطلاق التخريب والجماعات السلفيه وإشاعة الفوضى والرعب في سوريا وإطلاق حملات ضخمة ممولة بكل وسائل العداء مستخدمين الإعلام المحرض ورجال الدين المتعصبين أمثال القرضاوي وما سموا برجال الفكر العربي أمثال عزمي بشارة ليعبر هؤلاء عن مواقفهم السيئة ويشنون حملة هوجاء لا تستند إلى مهنية أو حياد لتقوم بقولبة الأفكار التي أعدت مسبقا في الغرف السوداء وصور ومعلومات مفبركة بقصد تكريس مبدأ الفوضى في سوريا وخلق الفتن داخل سوريا وأهمها الفتنة الطائفية التي لم لم تجد لها من مؤيد داخل سوريا يوما ولكن أرادوا نشر أفكار وثقافة جديدة أسمها الطائفية لذلك أنطلقت الفتاوى ودعوات الجهاد قام بها مجموعات مأجورة سواء من رجال دين أختبأوا تحت عباءة الدين أو ممن عرفوا بالمخربين والمندسين بقصد إشاعة الفوضى وتميل مادي وبتجييش إعلامي غير مسبوق من قبل المتصهينين بندر وعلوجه الحريري والخائن خدام وما لف لفيفهم فبعد أن تخلصوا من بعض العرب المعتدلين أمثال مبارك وبن علي شعروا بأنهم دخلوا نفقا مظلما مجهول المعالم وخاصة عندما أعلن المجلس العسكري الأعلى في مصر عن تقارب سوري-مصري يعيد الدوري العربي الممانع في المنطقة إلى واجهة الأحداث في الشرق الأوسط لذلك كان لابد من الأستعجال في ضرب هذا التقارب الذي سيثأر من إسرائيل وأمريكا ويكون الشوكة التي ستقف في زردومة الشرق الأمريكي في المنطقة فكان ما حصل في سوريا ولم يكن إستهداف سوريا بغريب فالقيادة السورية لطالما كانت حجر العثرة في كل ما تحلم به أمريكا وإسرائيل في المنطقة ولكن ما أستغربه السوريون السقوط الكبير للألة الإعلامية العربية وخاصة الجزيرة والعربية التي أخذت على عاتقها شن حرب إعلامية شرسة مفبركة تقوم فيها بتزوير الحقائق وتثير الفتنة والتحريض بإستخدامها بما يسمى شهود العيان وممن سموا بنشطاء حقوق الإنسان وشيخ الفتنة وممن أطلق عليهم مفكرون عرب وأمثالهم لندخل متاهات الكذب والتزوير ولكن السوريون شعبا وقيادة أستطاعوا إمتصاص الصدمة الأولى وكشفوا حجم المؤامرة فأبطلوا كعادتهم المشروع الجديد وقطعوا خيوط المؤامرة رغم حجمها وما جيش لها من أدوات مؤكدين ما قاله قائد الوطن السيد الرئيس د بشار الأسد{إننا نعترف لهم بذكائهم ولكننا نقر لهم بغبائهم بأختيار الوطن}