اهمية التحدث الى الطفل

أن التحدث مع طفلك عن موضوع صعوبة التعلم أمر بالغ الأهمية، وقد يكون من أحد المواضيع الحساسة و التي يمكن من خلال التحدث بها تشجيعه ودفعه للتعلم. فعندما يعاني الطفل من صعوبة في التعلم دون أن يفهم طبيعة ما يحدث له فإنه يتخيل الأسوأ، ويتساءل: ما سبب بطء تعلمي؟ ولماذا أبقى في الفصل وقت الفسحة لأكمل واجباتي فيما يتمتع باقي الأطفال باللعب خارج الفصل؟ وقد يتخيل هذا الطفل أن عقله ناقص أو أن لديه مرضا ما، وقد يصف نفسه بأنه (غبي) أو (أحمق).
ولكن عندما تتحدث مع طفلك بصراحة وبوضوح عن الصعوبات التي يواجهها في تعلمه، فإنك توفر لطفلك حقائق تساعده على مواجهة المعلومات الخاطئة والتي قد يسمعها في المدرسة أو في أي مكان آخر عن حالته. وغالباً يشعر الطفل بالارتياح ويجتهد في دراسته بشكل أفضل عندما يشرح له والده المعلومات ويتحاورا معه عن اجتهاده في الدراسة. ولتحقيق ذلك لابد من إتباع الخطوات التالية:

1- فهم طبيعة ما يعانيه طفلك:

إن الوعي الكامل بطبيعة المعاناة التي يواجهها طفلك في تعلمه يعد الخطوة الأولى. فيجب عليك التحدث مع معلميه لمعرفة الأمور التي قد تضر تقدمه في تعلم القراءة والكتابة والرياضيات.

2- السيطرة على الإحساس بالإحباط:

فعندما يعاني طفلك من صعوبة في التعلم فمن الطبيعي أن تشعر بالقلق والإحباط وخيبة الأمل. فعادة ما يتأثر الطفل بشعور والديه السلبي والذي يتكون لديهم تجاه تعلم طفلهم في المدرسة. لذلك فإنه يتحتم عليك إيجاد طريقة مناسبة للتخلص من ذلك الشعور. وقد يتحقق لك ذلك من خلال التحدث مع الأصدقاء أو المتخصصين أو مع العائلات التي لديها أطفال يعانون من نفس المعاناة لإيجاد حل لتلك المشكلة.

3- أنتقاء الكلمات التي تتحدث بها مع طفلك:

إن اختيار الكلمات التي تتحدث بها مع طفلك عن مشكلته في التعلم يتطلب براعة ودقة. فعندما تقول له: إن عقلك رائع ويعمل بطريقة تختلف عن البقية أو إن الاختلاف في عمل عقلك عن البقية يجعلك متفوقا في جوانب لا توجد عند غيرك من الأطفال. كل ذلك قد يساعد طفلك على فهم أن لكل إنسان عقلا مختلفا عن الآخر. إذاً يجب أن تنتقي عباراتك بدقة وأن تستخدم الكلمات التي يشعر معها طفلك بالراحة، واجعل بقية أفراد عائلتك يستخدمون نفس الكلمات من أجل تعزيزها لدى طفلك ، واضرب له أمثلة عن بعض الأشخاص والمشاهير الذين حققوا نجاحات بالرغم من معاناتهم من صعوبات التعلم.

4- استخدام المصطلحات الصحيحة:

عندما يلتحق طفلك في فصول التعليم الخاص فمن الأفضل استخدام المصطلحات المناسبة لوصف نوع التعليم الذي يتلقاه، والفصل الذي يتلقى فيه هذا النوع من التعليم. فقد يسبب مصطلح (التعليم الخاص) إحباطا شديداً لطفلك وسيؤدي ذلك به إلى أن يقاوم ما يتلقاه من تعليم. لذا يمكنك استبدال مصطلح (التعليم الخاص )بمصطلح (مساعد القراءة) أو (المصدر المساعد).

5- حدد المشكلة التي يعاني منها طفلك:

إن إخبار طفلك بأنه ببساطة يعاني من صعوبة في تعلم القراءة لا يساعده على فهم هذه المشكلة، كما أن إخباره لا يؤدي إلى حل تلك المشكلة. ولكن على الجانب الآخر، إن أخبرته بأن لديه بالتحديد صعوبة في تذكر أحداث قصة ما أو أنه بحاجة إلى زيادة سرعته في القراءة فستكون المشكلة أكثر وضوحاً وتحديداً له. وقد يفضي ذلك إلى إيجاد حل مناسب لتلك المشاكل التي يعانيها. كما أن التحدث إليه بوضوح سيعطيه انطباعا بأن لديه مشكلة في القراءة فقط وأنه ناجح أو متفوق في المواد الأخرى التي لا تعتمد على القراءة كالرياضيات والعلوم والرسم. ومن أجل التغلب على تلك الصعوبة ولتشجيعه أطلعه على ما أنجزه سواء كانت إنجازات إيجابية أو سلبية.

6- أعد ما شرحته لطفلك سابقاً عن حالته:

ينبغي أن تقوم بعمل مناقشات مستمرة مع طفلك لتوضيح ما يعانيه من صعوبة تعلم، ويُفضل أن تبدأ المناقشة بأن تطلب منه التحدث عن الصعوبة التي يعانيها، وعن التقدم الذي أحرزه حيالها. وقد يتطلب منك الأمر إعادة ما قمت بشرحه سابقاً عدة مرات حتى يعي جيداً ما يعنيه ذلك.

وفيما يلي بعض المعلومات التي يحتاجها طفلك عن صعوبة التعلم في بعض مراحله العمرية:
1- من الروضة وحتى الصف الثالث الابتدائي:

يبدأ الطفل منذ السنوات الدراسية الأولى في تحديد الإنجازات التي يستطيع تحقيقها والصعوبات التي قد تواجهه، فعادة ما يقارن الطفل نفسه مع أقرانه، ولكن عندما تتحدث معه عن اجتهاده في الدراسة أخبره بأنك أنت ومعلميه تعملون سوياً لمساعدته على النجاح في المدرسة.

2- من الصف الرابع وحتى الخامس الابتدائي:

يجب أن يكون لدى طفل الصفوف العليا إحساس بنقاط القوة والضعف في إنجازاته المدرسية. فعندما يصف الطفل نفسه بأنه طالب بطئ ومتدني المستوى فساعده على فهم الفرق بين الصعوبة في تعلم مادة معينة وبين النقص العام في الذكاء وفي القدرات. وأخبره بأن الطفل الذي يعاني من صعوبة تعلم يتمتع بذكاء متوسط أو فوق المتوسط وأنه يحتاج إلى استراتيجيات معينة لتساعده في التغلب على الصعوبة التي يعاني منها في بعض المواد الدراسية وليس جميعها. كذلك كُن صريحاً معه عما يعانيه من صعوبة في التعلم وفي الوقت ذاته أخبره عن جوانب الذكاء التي يتمتع بها، فذلك كله سيعزز دافعيته للتعلم.
قد يشعر طفلك في هذه المرحلة بالإحباط عندما يحصل على درجة ضعيفة في الإملاء مثلاً، وقد يعتقد بأنه لن يتحسن أبداً، ولكن عندما تجده يقول ذلك أخبره بالمقابل بأن لا يقلق من تلك الدرجة الضعيفة التي حصل عليها وأنك ستخرج معه بطريقة لتحسين أدائه في الاختبار المقبل ليؤديه بإذن الله بطريقة مختلفة.
وإجمالاً فأنك عندما تتحدث مع طفلك عن الصعوبة التي يعانيها في بعض المواد يساعد على تعزيز ثقته بنفسه وإلى تطوير استراتيجياته في التعامل معها ، ويتعلم تقدير شخصيته المختلفة عن غيرها داخل وخارج المدرسة. وأخيراً فأن شعور الطفل بذاته واحترامه لنفسه والعمل الجاد من شأنه أن يكون المفتاح الذي سيحقق من خلاله النجاح.