منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 9 من 9
  1. #1

    ثورة أميركية ،،، بخطٍ عربي !!!

    ثورةٌ أميركية بخطٍ عربي ؟؟؟
    في ليل العرب الدامس الثقيل ، وبينما أمراء الحرب والحكم العرب ينغمسون حتى أذقانهم بالليل الأحمر والأخضر والعري ،، وشعوبهم المكبوتة تبحث في (المسنجر) والـ(فيسبوك) عن امرأةٍ مستعدة للمجازفة بشرفها لمدة ساعةٍ أو اثنتي عشرة ساعة ، أو أنثى تزودهم ـ عن بُعد ـ بلذةٍ إلكترونيةٍ عابرةٍ ، مختزلةٍ بكاميرا الويب وبعض العبارات الهابطة التي ترشح انحرافاً وعهراً .
    في هذا الليل العربي الأحمر ،،، كان هناك الشيوخ والنواب والبيت الأبيض وتل أبيب يسهرون جميعاً على وضع اللمسات الأخيرة على خارطة (الشرق الأوسط الجديد) ، الذي تتفتح براعمه (البراقة) التي تأخذ بالأبصار والبصائر ، في جوٍ يهطل برذاذ (الفوضى الخلاّقة) التي ستعصف بالأمة من محيطها إلى خليجها ،، جارفةً في انحدارها أنظمة حكمٍ عفنة المبدأ ، فاسدة الخُلُق والدين ، قذرة النهج والتوجهات ،، تربعت على ظهور شعوبها المقهورة ردحاً من زمانٍ اتسم بالانحطاط والهوان ، انتهى تاريخ صلاحيتها كأجيرةٍ لدى الأمريكان ، وانكشف عريها القبيح لدى شعوبها وكافة شعوب المنطقة ، وانعدمت بينها وبين أمتها أية لغةٍ للحوار والتفاهم إلا لغة النار والحديد ، ونشرت في المحكومين بوليسية التعامل ضمن دستورٍ طينيٍ عفنٍ تشكله أصابع النظام كما تشاء .
    ناهيك عن تغذية الأمة بثقافة الغش والرشوة والمحسوبية التي صار يطبقها الجميع ، من أصغر فرّاشٍ في أصغر مؤسسة، إلى أكبر وزيرٍ في وزارة، حتى أضحت المنفعة والمصالح هي أساس تسيير المعاملات وتسهيل الأمور، بينما راحت تلك الأنظمة وفي غيبوبةٍ من الشعوب النائمة في شراشف التخلف والقهر، تغسل وتبيّض الأموال وتكدسها في مصارف الغرب بأسمائها وأسماء ورثتها الأشقياء، كل ذلك مجتمعاً جعلها غير قادرةٍ على تمرير وتكريس السياسة الأميركية الصهيونية في المنطقة ، بل أصبحت عقبةً في طريق هذه السياسات ، فبات لدى أجهزة التخطيط الأمريصهيونية يقينٌ بحتمية استبدالها كأنظمةٍ فاسدةٍ لا ترضى عنها الشعوب، بأنظمةٍ جديدةٍ ربما تكون أكثر فساداً ولكن ترضى عنها الشعوب بل تنتخبها الشعوب بشكلٍ ديموقراطيٍ حضاري .
    وبما أن أميركا وشركائها في المنطقة تمتلك الأدوات الفعالة للتواصل مع الجميع بحيث بات من السهل جداً تهريب الأفكار وبث الإشاعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي (كالفيسبوك وتويتر) ، وبما أن الشعوب مقهورةٌ ومغلوبةٌ على أمرها الأمر الذي جعلها تتقد حقداً على أنظمتها، ولا تدري ما يُحاك في الظلام لها ولبلدانها، كان من اليسير على أزلام أميركا وإسرائيل على الفيسبوك وغيره إيقاد أول شعلات التغيير على شكل (ثورةٍ) شعبيةٍ تبدو للوهلة الأولى اختراقاً رائعاً برأي المواطن البسيط (الغلبان) ،، الذي تلقاها وتلقفها كالذي يكاد يأكل الثرى من العطش، فالتهم أفكارها الدسمة غير واعٍ لكمية السموم الموضوعة بعنايةٍ فيها، مما جعل التغيير واستبدال الأنظمة التي لا تمثل للولايات المتحدة سوى أحجارٍ على رقعة شطرنج، أمراً سهلاً ميسراً للغاية.
    من هنا نجحت الثورة التونسية والمصرية ،، اللتيْن أريد من ورائهما خلق الفوضى والإتيان بنظامٍ على مقاس المخطط الأميركي ، ولكن حتى الآن، ما زالت الثورتان تتابعان تحقيق مطالبهما الوطنية المشروعة، ولا تدعان مجالاً للعب اللاعبين وعبث العابثين كي يستفردوا بثمرات الثورة . وإن استمرتا في هكذا نهجٍ عظيمٍ فسيفشل الذين خططوا لاستبدال النظام العفن بنظامٍ أكثر عفناً والفرق بينهما رضا الشعب عن النظام الجديد.
    وتلتها ثوراتٌ ما زالت تشتعل في كافة البلاد العربية، تبدأ بطلب الإصلاحات السياسية والدستورية، ثم وحين ترى تنازلاً من النظام، سرعان ما ترفع سقف مطالبها ليصبح (إسقاط النظام) .
    من هنا نستنتج أن القائمين على التخطيط للثورات العربية الحالية هم أنفسهم أعداء الأمة والهدف واضح والدلائل كثيرة من أهمها :
    ـ أن الثورة الليبية تطالب ليل نهار بالتدخل الأجنبي وإن على استحياء، تارةً تطالب بضربات جويةٍ للإطاحة بالقذافي، وتارةً أخرى تطالب بحظر جوي على السماوات الليبية ، أي باختصار طلب العون من الأجنبي الذي نعرفه تماماً، ونعرف تحديداً ما هو الثمن الذي يجب على الليبيين وبالتالي الأمة العربية كلها دفعه للأمريكان ، والعراق الشهيد ما زال شهادةً صارخةً على ذلك ،
    ـ أن جامعة الدول العربية (حفظها الله) تبنت وبشبه إجماع اتخذت قراراً بطلب التدخل الأجنبي، فهل حقيقةً تعجز كل الأمة العربية عن مساعدة (الثوار) إن صحت تسميتهم والإطاحة بالقذافي ؟ أم أن وراء السفن الأميركية التي تحمل المارينز والسلاح للثوار ما وراءها ؟؟؟
    ـ تحرك هذا الجزء من الأسطول العسكري الأميركي نحو ليبيا، قبل طلب التدخل الأجنبي بأكثر من أسبوعين مما يدل على أن النية مبيتةٌ للتدخل، ومتفق على ذلك مع الجامعة العربية وقبلها مع المعارضة الليبية التي تشبه إلى حد كبيرٍ جداً المعارضة العراقية التي حضرت على الدبابة الأميركية.
    ـ لم تطرح أية ثورة حتى الآن بديلاً عكسياً للنظام المُطاح به ، مما يدل على أن المطلوب فقط هو تغيير النظام والباقي على أميركا .
    ـ لا ينسجم الفعل الثوري الذي يدل على الوعي الخارق والثقافة الوطنية الخلاقة مع التخلف والجهل والانحطاط الفكري والثقافي لدى الأمة العربية اللهم إلا من نخبةٍ مثقفةٍ واعيةٍ قليلة العدد بحيث لا تكاد تُذكر .
    ـ إن أميركا هي من اخترع الانترنت والفيسبوك، وبالتالي إن كانت تريد المحافظة على الأنظمة العربية التي تدور في فلكها فكيف تسمح (للشباب) باستعممال هذه المواقع للإطاحة بأزلامها ورجالاتها، إذ ما عليها سوى تقييد حركة المتعاملين المتواصلين من (الثوار) عبر هذه المواقع أو حتى إغلاقها إن لزم الأمر فالأمن القومي الأمريكي أهم من الربح المادي للفيسبوك وتويتر ،
    ـ إذا كانت الشعوب العربية وخلال أقل من شهر تستطيع الإطاحة بأكبر الأنظمة في المنطقة ، فأين كانت هذه الشعوب ولماذا لم تضغط ولو ضغطاً بسيطاً لتغيير المواقف لدى الأنظمة فقط إزاء ما كان يجري من مذابح للفلسطينيين على أيدي القوات الصهيونية في الانتفاضتين ؟؟؟
    ـ ما معنى أن يظهر فجأةً في أفق الثورة المصرية صلبان الأقباط وتحويل مشكلةٍ عائليةٍ إلى أزمة هوية، ومعضلةٍ دينية ؟؟
    أمام كل هذا، نعلم أن الثورة أميركية ,, بملامح عربية ، وتنفيذٍ عربي، ولكن علينا إن كنا على قدر المسؤولية الوطنية، والوعي الثوري، أن نستثمر ثوراتنا ونحرف مسارها الحالي عن الأمركة نحو التعريب وصقلها بأدواتٍ نضالية حقيقية تسقط من حساباتها كل المخططين لمستقبل (الشرق الأوسط الجديد) من خلال (الفوضى الخلاقة) التي رسمتها الولايات المتحدة قبل عشرين عاماً وبدأ تنفيذها الآن .

  2. #2

    رد: ثورة أميركية ،،، بخطٍ عربي !!!

    السلام عليكم
    اخي الكريم مقال ثمين جدا ,
    ادعوك لقراءة مقالات موازية يهمني رايك فيها:
    http://www.omferas.com/vb/showthread.php?29900-صباح-الخير-(-183)-الفوضى-المنظمة!!&p=125549#post125549

    وقسم المواضيع الساخنة الذي يحوي على تلك النظرة العميقة:
    http://www.omferas.com/vb/forumdisplay.php?128-فرسان-المواضيع-الساخنة.
    واهلا باولى بوادر الغيث الذي يفتح شهيتنا للمزيد
    الف تحية وينقل للقسم المناسب
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  3. #3

    رد: ثورة أميركية ،،، بخطٍ عربي !!!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريمه الخاني مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم
    اخي الكريم مقال ثمين جدا ,
    ادعوك بقراءة مقالات موازية يهمني رايك فيها:
    http://www.omferas.com/vb/showthread.php?29900-صباح-الخير-(-183)-الفوضى-المنظمة!!&p=125549#post125549

    وقسم المواضيع الساخنة الذي يحوي على تلك النظرة العميقة:
    http://www.omferas.com/vb/forumdisplay.php?128-فرسان-المواضيع-الساخنة.
    واهلا باولى بوادر الغيث الذي يفتح شهيتنا للمزيد
    الف تحية وينقل للقسم المناسب
    ريما الفاضلة،،،
    يحار المرء كثيراً بين أمورٍ لا تنسجم مع بعضها البعض وحين يجد من يقول ان هناك ثوراتٍ تلقائية وعفوية، بينما نجد أن الشعوب قبل شهرين فقط، فقط، وفقط، كانت تسعى لتفاهات الأمور على النت، فما بالها بعد شهرين تتحول إلى ثوارٍ، وفكرٍ سياسي ، وثقافة مقاومة ؟؟؟ كيف ؟؟
    وها هي الثورة الليبية، ألا يعني استدعائها الأجنبي، واستعدائها أمتها، انها تقف في خندق أعداء الأمة ؟؟؟
    فإن كانت ثورةً شريفة، فلماذا هي ضعيفة الثقة بإرادة وقدرات الشعب نحو التغيير ؟؟؟؟
    ولماذا أصبح التدخل الأجنبي مشَرْعَناً ؟؟؟
    قال احد قادة الثورة الفلسطينية يوماً : (أخشى أن تصبح الخيانة وجهة نظر) ....
    فهل أصبحت كذلك ؟؟؟
    شاكر لمرورك العميق .

  4. #4

    رد: ثورة أميركية ،،، بخطٍ عربي !!!

    السلام عليكم
    أخي الكريم
    ألأا ترى انك غيرت في نص المقال؟
    حتى أنني رأيتني وكانني اجيب على مقال آخر؟
    اظن ان هذا ابسط امر هام في آداب المنتديات!و في امور كهذه
    واظنني ساغير في ردي كذلك!!!
    وكل مسؤول عن كلمته..
    الف تحية
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  5. #5

    رد: ثورة أميركية ،،، بخطٍ عربي !!!

    ينقل الموضوع للمحذوفات للنظر فيه
    وحسبنا الله ونعم الوكيل
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  6. #6

    رد: ثورة أميركية ،،، بخطٍ عربي !!!

    أخي الكاتب المحترم
    هل أحرق البوعزيزي نفسه
    بحسب أجندة غربية كما توحي
    بكلامك هذا ، وهل هم الأمريكان
    الذين أخرجوا ملايين اليمنيين
    ليتظاهروا ضد حليفهم الاستراتيجي
    الرئيس اليمني الذي جند دولته
    وجيشه لمحاربة أعداء الأمريكان
    وجعل من اليمن قاعدة للاستخبارات
    الأمريكية ، على الكاتب السياسي
    أن يكون منصفا ، وألا يشتط في
    قراءة الأحداث ، القذافي قتل حتى
    الاسبوع الماضي ما لا يقل عن
    8 آلاف مواطن ، وهو تعهد أن
    يرجع عدد السكان اما كان عليه
    عند ثورة الفاتح (!!) أي مليونين
    فقط والحفاظ على الكرسي ، الكاتب
    مؤتمن والحرف أمانة وعلينا أن
    نحملها بمسؤولية / تحيتي .

  7. #7

    رد: ثورة أميركية ،،، بخطٍ عربي !!!

    النص قبل التعديل:
    ثورةٌ أميركية بخطٍ عربي ؟؟؟
    في ليل العرب الدامس الثقيل ، وبينما أمراء الحرب والحكم العرب ينغمسون حتى أذقانهم بالليل الأحمر والأخضر والعري ،، وشعوبهم المكبوتة تبحث في (المسنجر) والـ(فيسبوك) عن امرأةٍ مستعدة للمجازفة بشرفها لمدة ساعةٍ أو اثنتي عشرة ساعة ، أو أنثى تزودهم ـ عن بُعد ـ بلذةٍ إلكترونيةٍ عابرةٍ ، مختزلةٍ بكاميرا الويب وبعض العبارات الهابطة التي ترشح انحرافاً وعهراً .
    في هذا الليل العربي الأحمر ،،، كان هناك الشيوخ والنواب والبيت الأبيض وتل أبيب يسهرون جميعاً على وضع اللمسات الأخيرة على خارطة (الشرق الأوسط الجديد) ، الذي تتفتح براعمه (البراقة) التي تأخذ بالأبصار والبصائر ، في جوٍ يهطل برذاذ (الفوضى الخلاّقة) التي ستعصف بالأمة من محيطها إلى خليجها ،، جارفةً في انحدارها أنظمة حكمٍ عفنة المبدأ ، فاسدة الخُلُق والدين ، قذرة النهج والتوجهات ،، تربعت على ظهور شعوبها المقهورة ردحاً من زمانٍ اتسم بالانحطاط والهوان ، انتهى تاريخ صلاحيتها كأجيرةٍ لدى الأمريكان ، وانكشف عريها القبيح لدى شعوبها وكافة شعوب المنطقة ، وانعدمت بينها وبين أمتها أية لغةٍ للحوار والتفاهم إلا لغة النار والحديد ، ونشرت في المحكومين بوليسية التعامل ضمن دستورٍ طينيٍ عفنٍ تشكله أصابع النظام كما تشاء .
    ناهيك عن تغذية الأمة بثقافة الغش والرشوة والمحسوبية التي صار يطبقها الجميع ، من أصغر فرّاشٍ في أصغر مؤسسة، إلى أكبر وزيرٍ في وزارة، حتى أضحت المنفعة والمصالح هي أساس تسيير المعاملات وتسهيل الأمور، بينما راحت تلك الأنظمة وفي غيبوبةٍ من الشعوب النائمة في شراشف التخلف والقهر، تغسل وتبيّض الأموال وتكدسها في مصارف الغرب بأسمائها وأسماء ورثتها الأشقياء، كل ذلك مجتمعاً جعلها غير قادرةٍ على تمرير وتكريس السياسة الأميركية الصهيونية في المنطقة ، بل أصبحت عقبةً في طريق هذه السياسات ، فبات لدى أجهزة التخطيط الأمريصهيونية يقينٌ بحتمية استبدالها كأنظمةٍ فاسدةٍ لا ترضى عنها الشعوب، بأنظمةٍ جديدةٍ ربما تكون أكثر فساداً ولكن ترضى عنها الشعوب بل تنتخبها الشعوب بشكلٍ ديموقراطيٍ حضاري .
    وبما أن أميركا وشركائها في المنطقة تمتلك الأدوات الفعالة للتواصل مع الجميع بحيث بات من السهل جداً تهريب الأفكار وبث الإشاعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي (كالفيسبوك وتويتر) ، وبما أن الشعوب مقهورةٌ ومغلوبةٌ على أمرها الأمر الذي جعلها تتقد حقداً على أنظمتها، ولا تدري ما يُحاك في الظلام لها ولبلدانها، كان من اليسير على أزلام أميركا وإسرائيل على الفيسبوك وغيره إيقاد أول شعلات التغيير على شكل (ثورةٍ) شعبيةٍ تبدو للوهلة الأولى اختراقاً رائعاً برأي المواطن البسيط (الغلبان) ،، الذي تلقاها وتلقفها كالذي يكاد يأكل الثرى من العطش، فالتهم أفكارها الدسمة غير واعٍ لكمية السموم الموضوعة بعنايةٍ فيها، مما جعل التغيير واستبدال الأنظمة التي لا تمثل للولايات المتحدة سوى أحجارٍ على رقعة شطرنج، أمراً سهلاً ميسراً للغاية.
    من هنا نجحت الثورة التونسية والمصرية ،، اللتيْن أريد من ورائهما خلق الفوضى والإتيان بنظامٍ على مقاس المخطط الأميركي ، ولكن حتى الآن، ما زالت الثورتان تتابعان تحقيق مطالبهما الوطنية المشروعة، ولا تدعان مجالاً للعب اللاعبين وعبث العابثين كي يستفردوا بثمرات الثورة . وإن استمرتا في هكذا نهجٍ عظيمٍ فسيفشل الذين خططوا لاستبدال النظام العفن بنظامٍ أكثر عفناً والفرق بينهما رضا الشعب عن النظام الجديد.
    وتلتها ثوراتٌ ما زالت تشتعل في كافة البلاد العربية، تبدأ بطلب الإصلاحات السياسية والدستورية، ثم وحين ترى تنازلاً من النظام، سرعان ما ترفع سقف مطالبها ليصبح (إسقاط النظام) .
    من هنا نستنتج أن القائمين على التخطيط للثورات العربية الحالية هم أنفسهم أعداء الأمة والهدف واضح والدلائل كثيرة من أهمها :
    ـ أن الثورة الليبية تطالب ليل نهار بالتدخل الأجنبي وإن على استحياء، تارةً تطالب بضربات جويةٍ للإطاحة بالقذافي، وتارةً أخرى تطالب بحظر جوي على السماوات الليبية ، أي باختصار طلب العون من الأجنبي الذي نعرفه تماماً، ونعرف تحديداً ما هو الثمن الذي يجب على الليبيين وبالتالي الأمة العربية كلها دفعه للأمريكان ، والعراق الشهيد ما زال شهادةً صارخةً على ذلك ،
    ـ أن جامعة الدول العربية (حفظها الله) تبنت وبشبه إجماع اتخذت قراراً بطلب التدخل الأجنبي، فهل حقيقةً تعجز كل الأمة العربية عن مساعدة (الثوار) إن صحت تسميتهم والإطاحة بالقذافي ؟ أم أن وراء السفن الأميركية التي تحمل المارينز والسلاح للثوار ما وراءها ؟؟؟
    ـ تحرك هذا الجزء من الأسطول العسكري الأميركي نحو ليبيا، قبل طلب التدخل الأجنبي بأكثر من أسبوعين مما يدل على أن النية مبيتةٌ للتدخل، ومتفق على ذلك مع الجامعة العربية وقبلها مع المعارضة الليبية التي تشبه إلى حد كبيرٍ جداً المعارضة العراقية التي حضرت على الدبابة الأميركية.
    ـ لم تطرح أية ثورة حتى الآن بديلاً عكسياً للنظام المُطاح به ، مما يدل على أن المطلوب فقط هو تغيير النظام والباقي على أميركا .
    ـ لا ينسجم الفعل الثوري الذي يدل على الوعي الخارق والثقافة الوطنية الخلاقة مع التخلف والجهل والانحطاط الفكري والثقافي لدى الأمة العربية اللهم إلا من نخبةٍ مثقفةٍ واعيةٍ قليلة العدد بحيث لا تكاد تُذكر .
    ـ إن أميركا هي من اخترع الانترنت والفيسبوك، وبالتالي إن كانت تريد المحافظة على الأنظمة العربية التي تدور في فلكها فكيف تسمح (للشباب) باستعممال هذه المواقع للإطاحة بأزلامها ورجالاتها، إذ ما عليها سوى تقييد حركة المتعاملين المتواصلين من (الثوار) عبر هذه المواقع أو حتى إغلاقها إن لزم الأمر فالأمن القومي الأمريكي أهم من الربح المادي للفيسبوك وتويتر ،
    ـ إذا كانت الشعوب العربية وخلال أقل من شهر تستطيع الإطاحة بأكبر الأنظمة في المنطقة ، فأين كانت هذه الشعوب ولماذا لم تضغط ولو ضغطاً بسيطاً لتغيير المواقف لدى الأنظمة فقط إزاء ما كان يجري من مذابح للفلسطينيين على أيدي القوات الصهيونية في الانتفاضتين ؟؟؟
    ـ ما معنى أن يظهر فجأةً في أفق الثورة المصرية صلبان الأقباط وتحويل مشكلةٍ عائليةٍ إلى أزمة هوية، ومعضلةٍ دينية ؟؟
    أمام كل هذا، نعلم أن الثورة أميركية ,, بملامح عربية ، وتنفيذٍ عربي، ولكن علينا إن كنا على قدر المسؤولية الوطنية، والوعي الثوري، أن نستثمر ثوراتنا ونحرف مسارها الحالي عن الأمركة نحو التعريب وصقلها بأدواتٍ نضالية حقيقية تسقط من حساباتها كل المخططين لمستقبل (الشرق الأوسط الجديد) من خلال (الفوضى الخلاقة) التي رسمتها الولايات المتحدة قبل عشرين عاماً وبدأ تنفيذها الآن .


    رابط للمشرفين
    http://www.omferas.com/vb/showthread...807#post125807

  8. #8

    رد: ثورة أميركية ،،، بخطٍ عربي !!!

    هؤلاء المتأثرون بنظرية المؤامرة
    ونظرية الفوضى

    يظنون كل شيء مدبر

    ولا يعرفون ان العفوية والعشوائية التي نعيشها هي ايضا لها طاقة تدميرية تماما كتلك الاشياء المدبرة والمتفق عليها

    وعموما وضع الشعوب وثورتها ....ليس تدبيرا..ولكن الدول العظمى اظنها ستستغله وستزرع من جديد باسم الحرية والثورة عملائها
    لكي تستمر مصالحها ...ولا شيء سيتغير مالم تعتصم الامة بحبل الله وتكون اهدافها موحدة...وسياسيتها موحدة

    ألا يستحي العرب والمسلمين في كل مكان

    الاتحاد الاوربي رغم اختلاف السنتهم ومذاهبهم وعلى ما كان بينهم من ثارات واحقاد عرقية
    نجدهم الان متحدين بمصالحهم وعملتهم وقراراتهم العسكرية
    ونحن مختلفون رغم ان اهدافنا ودييننا ولساننا واحد

  9. #9

    رد: ثورة أميركية ،،، بخطٍ عربي !!!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريمه الخاني مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم
    أخي الكريم
    ألأا ترى انك غيرت في نص المقال؟
    حتى أنني رأيتني وكانني اجيب على مقال آخر؟
    اظن ان هذا ابسط امر هام في آداب المنتديات!و في امور كهذه
    واظنني ساغير في ردي كذلك!!!
    وكل مسؤول عن كلمته..
    الف تحية
    الأخت ريمة،،،
    حدث لبس في موضوع مضمون المقال فقد أرسلت المقال الذي يحمل عنوان " ثورة أميركية بخط عربي " مرتين متتاليتين (بالخطأ)، ولأني لم أستطع حذف أحدى النسختين إذ لا يوجد هناك خيار الحذف، فغيرت مضمون أحدهما بمقال آخر كنت قد كتبته وأنوي إرساله، وهو بعنوان " ثورات عربية أم أجندات أجنبية " ، وحاولت عبثاً تغيير العنوان من " ثورة أميركية بخط عربي " إلى " ثورات عربية ام أجندات خارجية " ، وقد قمتم انتم بحذف إحدى النسختين لأنهما تحملان نفس العنوان، أو نقل إحداهما ـ لا أعلم بالضبط ـ ... فاكتشفت انكم حذفتم النسخة التي تحمل نفس العنوان ونفس الموضوع وبقيت هذه النسخة التي تحمل عنوان " ثورة أميركية بخط عربي " ولكن الموضوع هو موضوع المقال الآخر " ثورات عبية أم أجندات أجنبية " ..
    لذا اقتضى التنويه ،، وأنا اعتذر بشدة على هذا الخلل وهذا الإرباك . لذلك سأغير مضمون المقال مرة اخرى وأعيده للأصل الذي يحمل نفس العناون كي تبقى الردود مناسبة للموضوع، أعتذر بشدة مرة اخرى وأرجو مسامحتي .
    أخوكم : حمزة السريجي

المواضيع المتشابهه

  1. ثورة ... ثورة ... ردا على زنقه .... زنقة ،، للشاعر : عبد الرحيم محمود
    بواسطة عبد الرحيم محمود في المنتدى الشعر العربي
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 04-08-2011, 02:38 PM
  2. هل كانت ستنجح ثورة مصر لو فشلت ثورة تونس
    بواسطة فتحي العابد في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 03-02-2011, 08:33 AM
  3. قاموس المورد القريب الناطق - عربي / انكليزي / عربي / رائع ولا يحتاج الى تنصيب على جه
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى قسم القواميس ومصطلح اللغة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-17-2009, 12:55 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •