يستشهد المصري ليشبع السعودي
د. فايز أبو شمالة
لولا شهداء الشعب المصري، ولولا دمهم الذي سال في عروق الحرية، وحناجرهم المليونية التي صرخت بجملة: ارحل. لولا ذلك لما تحسن حال المواطن السعودي، مع جملة الإصلاحات التي أعلن عنها الملك. ولما ساء حال المواطن الليبي، ولما نزف دمه تحت جنازير دبابات القذافي، والفضل في كل ذلك يرجع إلى الدم التونسي الذي أضاء ليل العرب.إن ما يجري على أرض العرب من تغيرات دراماتيكية لتثير اهتمام الباحثين، وتحفز الشباب العربي لمتابعة المستجدات على عدة محاور:أولاً: وحدة حال الأمة العربية من شرقها حتى غربها، والتجاوب الوجداني بين الشعوب بشكل يوحي بضرورة فرز جسم سياسي شعبي نابض، يحس بحال العرب، ويحاكي تطلعاتهم، ويناظر جامعة الدول العربية، التي تعبر عن النظام الرسمي.ثانياً: توظيف الإمكانيات العربية الاقتصادية المهدورة لما يخدم مصالح العرب جميعهم، فالذي تابع حجم الأموال التي قرر الحكام العرب إنفاقها على الشعوب بعد الثورات، ليستغرب من هذا الكم الهائل للمدخرات، ويتساءل: أين كانت كل هذه الأموال من قبل؟ ولماذا لم تتم هذه الإصلاحات الاقتصادية والسياسية والأمنية قبل ثورات الشعوب العربية؟ثالثاً: إذا كان نجاح ثورتين في بلدين عربيين قد أحدثا كل هذه الإصلاحات، فمعنى ذلك؛ أن في بلاد العرب مزيداً من طاقة التغيير، وأن مزيداً من الضغط على الحكام سيفرز مزيداً من الحريات، والديمقراطية، ومحاربة الفساد الذي استوطن بلاد العرب. رابعاً: لماذا بلاد العرب دون غيرهم من شعوب الأرض يستوطنها البلاء؟ لماذا تم استهداف الإنسان العربي كل تلك السنين؟ وتم سحق كرامته وإرادته، ولصالح من؟ ومن هي تلك القوى الخارجية والداخلية التي دعمت حكاماً طغوا على الإنسان العربي، وتعمدوا إخراجه عن دائرة القرار، وأهدروا ثروات الأمة عن عمدٍ مع سبق الإصرار. في هذا المقام استرجع ما قاله الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية عاموس يادلين في 30 أكتوبر من العام الماضي، قال: لقد تقدمنا إلى الأمام كثيراً في نشر شبكات التجسس في كل من ليبيا وتونس والمغرب، والتي أصبح فيها كل شيء في متناول أيدينا، في السودان أنجزنا عملاً عظيماً للغاية؛ لقد نظمنا خط إيصال السلاح للقوى الانفصالية في جنوبه، ودرّبنا العديد منها، لقد أعدنا صياغة عدد كبير من شبكات التجسس لصالحنا في لبنان، وفي مصر عملنا حسب الخطط المرسومة منذ عام 1979، وأحدثنا الاختراقات السياسية والأمنية والاقتصادية والعسكرية في أكثر من موقع، أما حركة حماس فإن الضربات يجب أن تتلاحق عليها في الداخل والخارج، فحماس خطر شديد على الدولة اليهودية، إنها تستنهض المنظومة الإسلامية في البلاد العربية والعالم ضدنا!.