قصرُ العروبةِ
في بلادِ النيلِ ينتظرُ الخلاصْ
ومنارةٌ بالقصرِ ترتقبُ المدارْ
كلُ الشوارعِ في بلادِ النيلِ
يحبو في ضواحيها البوارْ
في كل ضاحيةٍ رغيفُ العيشِ
أحلام الصغارْ
عند (الحُسين) ترى هنالك أمةً
تجثو وراء الفقرِ
تنقلها المجاعة للقبور
ماذا جرى؟
هذي ضفافُ النيلِ
راحلةٌ بأحلامِ الصغارْ
هذي ورودُ النيل ذابلةٌ
وتلعن كل ساحات القصور
قصرَ العروبةِ
كيف أنتَ الآن
وانقشع الغبارْ
كيف الصباحُ يجئُ
منتصرا إليك
وأنت مجزوءُ المسارْ
ما كنتَ تحلمُ بانبلاجِ الحلمِ
في سنةِ الصباحْ
ما كنتَ تسمعُ بالبلابلِ
شدوها الحادي تسطره الجراحْ
أسرجْ لساحتك الجميلةِ
من خزائن صبرها هذي اللقاحْ
وهناك تنجبُ من بطونِ الصبرِ
أغنيتي يرددها الصغارْ
وفوق سنبلتي الوحيدة
تلعن الأخرى النواحْ
قصرُ العروبةِ في بلاد النيلِ
والأمجادُ قاصدة سناه
وهناك تنتفضُ القصائدُ
والشعورُ يدور في شفقٍ مداه
وتمرُ رغم الليلِ أشرعتي أنا
والنيلُ مبحوحُ الحناجرِ
فاغرٌ بالشوقِ فاه
هذا أوانُ الركبِ
حين تجودُ بالغيث السماءْ
هذا عبورُ المجدِ
للثوارِ حول النيلِ
ينتفضون في الميدان
والميدان مبسوط يداه
وتعفّرت قدمي غبار الأمس
في حلقي يخالطه المرار
النفسُ تشهقُ بالأنينِ
إذا انتهى الحلمُ المسجّى
في القناديل البوارْ
سيجئ تحمله البشائرُ
للقصيدِ تزفه في الليلِ
محبرتي ويرصده النهارْ
وتعودُ يا قصرَ العروبةِ
في بلادِ النيلِ تستبق المدارْ
هذا أوانك لا تهاب الليلَ
عاد الفجرُ
وانتصف النهارْ