غربة الإسلام
إياد عطاطرة -22 عامًا - جنين
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
العينُ من فَقْدِ الأحبَّةِ تَدمعُ
كَيفَ البُكاءُ لأُمَّةٍ تَتَصَدَّعُ
شَطّوا وَما للوصلِ مِنْهمْ مُسعفٌ
وَعلى التَخاصُمِ وَالتَّشَتتِ أَجمَعوا
أَضحى بَنو الإسلامِ لا يُرجى لَهمْ
مِنْ بَعدِ ما ابْتَدعوا النّوى مَنْ يَجمَعُ
لا شَامهمْ فِيها لِقاءُ جَنوبهمْ
والشَرقُ عَن غَربِ البِلادِ مُقَطَّعُ
جِسمٌ تَداعى بالسّقام جميعهُ
حَتى قَضى مَيتا أَتاهُ المصرعُ
أبناءُ دينِ اللهِ أَينَ مُقامُهمْ
يا وَيحَ قَلبي أَينَ تِلكَ الأَربُعُ
تَركوا كتابَ اللهِ وهوَ ضِياؤُهمْ
حَتى تَواروا فِي الظَلام ِوضُيِّعوا
كَربٌ قَديمٌ ما لَه مِنْ كاشفٍ
غَيرُ الإله يَزيدهُ أَو يَقْشَعُ
هُنّا بَوجهِ عَدونا مِنْ بَعدِ ما
كُنّا لِغَيرِ إِلهنا لا نَخضَعُ
ذَلَّتْ بِنا هَاماتُنا وَهي التي
كَانَت بِعزّتنا تُعَزُّ وَتُرفَعُ
فَالزرعُ إنْ لمَ يستفِضْ طِيبَ الجَنى
والسّيلُ أَهلكهُ، فَمَنْ ذا يزرعُ؟!
وَلنا بِدينٍ واحدٍ وَمُوحِّدٍ
رَفعُ اللواءِ فَما لنا لا نَرْجِعُ
كَانَ الفؤادَ لأُمّةٍ مَلكتْ بهِ
طُولَ المَدى وَهيَ الحِمى والأضْلُعُ
لله دَرُّ السابِقينَ وَسَعيُهمْ
كَانتْ بِهم شَمسُ الهِدايةِ تسطُعُ
صَنعوا لَنا مَجداً تَألّقَ شَأنُهُ
يا أُمتي ماذا تُرانا نَصنعُ؟
مَنْ لمَ تَكنْ غِيَرُ الزَمانِ تُعيدهُ
صَوبَ الهُدى أَيُ الخطوبِ ستُرجعُ
خُضْنا الغِمارَ وبأسُنا قَبْل َالوَغى
طَيفٌ يَفرُ مِنَ اللقاءِ وَيفزعُ
صَلُبَتْ بنا كَفُّ العِدى وَهَوتْ بِنا
صَوبَ الرَدى وَتلقفتنا الأَذْرُعُ
السيفُ فِي الحربِ الضَروسِ مُمَحصٌ
لَيس الذي عِنْدَ المَفاخِرِ يَلمَعُ
كُنّا مَلكنا للأَنامِ زِمَامَهُمْ
نَمشي بِهم سُبَل السِّلامِ فيتبعوا
وَاليومَ مُدَّتْ للعبيدِ رِقَابُنا
مِنْ وَهنِنا طَوعا نَذلُّ وَنصدَعُ
يا قدسُ يا خيرَ المدائنِ كُلِّها
النفسُ مِن ألَمٍ دَهاكِ لَتُفْجَعُ
يا حرةً في القيدِ إِنّا هَاهُنا
صَدحَ النِّدا... لَكننا لا نَسمعُ
يا سَائرينَ بِقُربِنا أَلقُوا السَّلامَ
عَلى جُموعِ رُكامِنا وَاستَرجِعوا
العَزْمُ فِينا كَالغمامِ بِلا حَيا
واليأسُ فِينا شَامخٌ لا يَهجَعُ
لَسنا لَها يا قُدسُ لَسنا أَهلها
لَسنا سِوى صَوتٍ يمورُ و يَخشعُ
وَلّى صلاحٌ في الترابِ وَعهدُهُ
مِن بَعْدِهِ لا يَستَجيبُ فَيطْلُعُ
لكنما في مَنْطقِ الأيامِ خَيــ
ــيرُ معلمٍ يهدي كنجمٍ يسطعُُ
ريحُ الزمانِ بكلِّ حالٍ لم تَدُمْ
في وُجهةٍ... وَبذا الوَرى قَدْ أَجمَعوا
يَروي لَنا التّاريخُ نَسقَ فُصولهِ
حِكمَاً تَمرُّ عَلى العُقولِ وَتَقرَع
المَجدُ لَيسَ بِضاعةً مَعروضَةً
يَجنيهِ كُلّ مجانب يتبضَّعُ
المجدُ يَصنعهُ الرِّجالُ بِرفعَةٍ
وَبِعنفِ ذَاكَ لَهمْ يَخرّ وَيركعُ
يا أُمّتي إِنَّ المُهيمنَ قَادرٌ
أن يحييَ المَوتى وَفِيهِِ المَطْمَعُ
يَا أُمتي الأُفقُ دَربٌ قَدْ بَدا
والجِدُ مِنْ ثَوبِ التَوهُمِ أَفْرَعُ
فَلتَنهَجِي نَهجَ النَّبي مُحمدٍ
فَلَعَلّهُ يَومَ القيامةِ يَشْفَعُ
وَلْتَحرقي صَفَحاتِ عَهْدٍ قَدْ مَضى
كَي تَنْظُمي مَجداً وَأنت المَطلَعُ
كُشِفَ القِناعُ عَنْ الخُصومِ فَهلْ تُرى
مِنْ بَعدِ مَا ذُقْنا الخَديعةَ نُخدَعُ
يَا أُمتي فَلنَستَفِق لِيَثورَ مِن
دِمِنا الرَصاصُ وَيستهمَّ المِدفَعُ
قُوموا نُنوِّر بِالكتابِ قُلوبَنا
فَبِنورهِ يُمحى الضَلالُ ويُلقعُ
قُوموا لِتَنٍْهَلَ روحُنَا شَهْدَ الحَياةِ
وَحسبُها سُمَّاً تَذوقُ تَجْرَعُ
هَلا التَفَتُمْ صَوبَ آسادِ الوَغى
كَي تَعلموا كَيفَ الأسنّةُ تُشَرعُ
أُسْدٌ إِذا ضَاقَتْ عَليهمْ حَالهُم
سَألوا الإِله وَسيلةً فَاستوسعوا
زَأَروا مِنَ الأَقصى فَكَبّرَ بَاسِماً
فَإذا بِأَفئِدةِ العَدوِّ تُرَوّعُ
هُمْ فِتْيَةٌ لمَ يَكتَفُوا سَرْدَ الجِهادِ
وَنَظمهِ وَصَدىً يَجوبُ وَيوضَعُ
فَاستَبْسَلوا والحربُ تَضْرمُ نَارُها
فَتَلُفّهمْ وَلها حَريقٌ يَسفَعُ
هِي كُلّما عَظُمَتْ لِتَفتِكَ جَمعَهُمْ
رَدّوا لَها مِنْ كَيْدِها فَاستَجمَعوا
بِيَدَيهمُ القرآنُ أَعظمُ مَنْهَجٍ
والسُّنّة ُالغراءُ نورٌ يسطعُ
لَهمُ الحياةُ إِذا الشَّهادةُ أُدْرِكَتْ
حُورُ الجِنانِ تَحثهمْ كَي يُسرعوا
فَجَزاهمُ رَبي نَعيماً خَالداً
وَحَباهمُ بِمكانةٍ لا تُنْزَعُ