نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

العرب يخسرون أكثر من 20 مليار دولار سنوياً بسبب التلوث البيئي
القاهرة ـ علي العنزي
18/12/2006

الملتقى الإعلامي العربي الأول للبيئة والتنمية في القاهرة
الدول العربية تخسر أكثر من 20 مليار دولار سنويا بسبب التلوث...

*دعا تجمع إعلامي دولي إلى ضرورة تبني قضايا البيئة ضمن أولويات الإعلام العربي وتعزيز قدرات الإعلاميين البيئيين العرب بهدف إيجاد إعلام عربي أكثر تخصصا وقدرة على طرح وتبني قضايا البيئة والتنمية المستدامة، خاصة تلك التي تمس المصالح العربية.وجاءت هذه الدعوة الصريحة في الوقت الذي يعاني فيه الإنسان أشد أنواع التلوث البيئي جراء ما قدمته يداه، حيث شكلت الأضرار الصحية الناتجة عن العوامل والأخطار البيئية ثلث أمراض العالم كما استهلك العالم أكثر من 60 في المائة من موارده الطبيعية، 25 في المائة من مخزون الثروة السمكية خلال الخمسين سنة الماضية.وكشف الملتقى الإعلامي العربي الأول للبيئة والتنمية الذي اختتم أعماله الأسبوع الماضي في القاهرة والذي تدعمه السعودية ممثلة في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أن الدول العربية تخسر أكثر من 20 مليار دولار سنويا بسبب التلوث البيئي من خلال تلوث الهواء والتربة والمياه والسواحل، وذلك استنادا إلى ما أثبته تقرير البنك الدولي خلال السنتين الماضيتين.وقال الأمير تركي بن ناصر الرئيس العام لرئاسة الأرصاد وحماية البيئة الذي رعى الملتقى، إنه من المؤسف أن تتعرض البيئة للكثير من التغيرات والملوثات بعضها بفعل عوامل الطبيعة وأغلبها بفعل الإنسان نتيجة إهماله أو عجزة عن إقامة التوازن بين الأعمال اللازمة لإشباع حاجاته وأطماعه المتزايدة وبين المحافظة على سلامة البيئة وخلوها من التلوث.وأضاف قائلا:إن الاهتمام العالمي بالبيئة بدأ منذ السبعينيات إلا أن الآثار السلبية استمرت في تصاعد وتنوع سريع بالرغم من الجهود المبذولة من قبل جميع القطاعات سواء حكومية أو خاصة ومنظمات إقليمية أو دولية لتفادي الأخطار وتحسين البيئة.

اليورانيوم والنفايات الخطرة
واعتبر الأمير تركي بن ناصر في حديثه أمام الملتقى الذي حضره حشد من الإعلاميين المهتمين بطرح قضايا البيئة في الصحافة العربية أن التكنولوجيا الحديثة التي تهدف بظاهرها إلى توفير الغذاء والمياه وتحسين حياة الملايين من السكان هي المتهم الأول في تدمير الطبيعة نتيجة استخدامها وسائل ومواد مدمرة للبيئة.وزادنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيلقد أدت الحروب والاستعمار البيئي إلى إلقاء آلاف الأطنان من اليورانيوم المستنفد وتراكم حجم كبير من النفايات الخطرة في مختلف أنواعها خاصة في الدول النامية مما شكل تهديدا خطيرا للسكان ولأجيال المستقبل، وامتدت الآثار البيئية السلبية لفترات طويلة ومؤثرة لأجيال متعاقبة، كما أدى ازدياد عدد السكان واتساع نطاق الفقر على مستوى العالم إلى الضغط المتواصل على موارد الطبيعة في الدول النامية).وأشار الأمير تركي إلى أن البيئة تتعرض يوميا للكثير من التغيرات والملوثات بعضها بفعل عوامل الطبيعة وأغلبها بفعل الإنسان نتيجة إهماله أو عجزة عن إقامة التوازن بين الأعمال اللازمة لإشباع حاجاته وأطماعه المتزايدة وبين المحافظة على سلامة البيئة وخلوها من التلوث، وحث الإعلاميين إلى ضرورة المساهمة في دعم الجهود العربية في المحافظة على البيئة، على اعتبار أن للإعلام دورا رئيسيا في رفع مستوى الوعي البيئي في الوطن العربي كما أن للإعلاميين دورا مهما أيضا في طرح قضايا البيئة المعاصرة والتركيز على المخاطر التي تحيط بدولنا العربية وكيفية القضاء على تلك المخاطر وسبل مواجهتها.

إعلام بيئي ناجح
وحدد نجيب صعب ناشر ورئيس تحرير مجلة (البيئة والتنمية) اللبنانية، أربع مهمات محلية وإقليمية ودولية لدعم وسائل الإعلام المختلفة للقيام بدورها الصحيح تجاه قضايا البيئة، باعتبار أن للإعلام دورا أساسيا للمساعدة على وقف التدهور البيئي، موزعا هذه المهمات بين الإعلاميين والحكومات والهيئات الرسمية والمنظمات الإقليمية والدولية.وقال صعب فيما يتعلق بالمهمات المرتبطة بوسائل الإعلام فهي:تخصيص محرر واحد على الأقل في كل جريدة أو مجلة أو إذاعة أو تلفزيون لشؤون البيئة، ومن الضروري أن يكون هذا المحرر ملما بالمواضيع العلمية، الاستعانة بمستشار بيئي للوسيلة الإعلامية، تزويد مكتبة المؤسسة الإعلامية ومواقعها الإلكترونية بمراجع عن شؤون البيئة، إقامة علاقات مع الخبراء المحليين والجمعيات المهتمة بالبيئة، كما أنه على وسائل الإعلام تشجيع المختصين في شؤون البيئة على الكتابة ونشر نتائج بحوثهم بالاعتماد عليها كمادة أساسية في تحقيقات صحافية تربط النظرية بالواقع.

فتح مراكز الأبحاث البيئية
أمام بالنسبة للحكومات وهيئات (البيئة الوطنية)، فإنه يجب فتح أبواب مراكز الأبحاث البيئية والمؤسسات البيئية الحكومية ومكتباتها ومراجعها لوسائل الإعلام، إيجاد حلقات تواصل ثابتة بين الباحثين البيئيين في المراكز العلمية والإعلاميين، فتح باب المعلومات لوسائل الإعلام بلا حدود، لتمكينها من المراقبة والنقد، وليس مجرد نقل الخبر في بيانات ترويجية تكتفي بوصف حفلات افتتاح مشاريع، من دون أن تتكلم عن محتواها أو تراقب تنفيذها.وحول المهام المتعلقة بجامعة الدول العربية ووكالاتها، بين صعب أنه يجب عليها إقامة مركز معلومات إلكتروني يعنى بشؤون البيئة عالمياً وإقليمياً، مهمة المركز تزويد الإعلاميين والباحثين العرب بمعلومات موثقة ودائمة التحديث عن قضايا البيئة، وكذلك نشر وثائق عن شؤون البيئة العربية تصلح مرجعاً للكتابة الصحافية، إضافة إلى العمل على إقامة اتحاد عربي لصحافة البيئة والتنمية.

دورات تدريبية للصحافيين
وفيما يتعلق بمهام برنامج الأمم المتحدة للبيئة يقول صعب: إنه يجب على البرنامج تزويد وسائل الإعلام ومراكز البحوث دورياً بمعلومات ومراجع عن تطورات وضع البيئة العالمي والعربي، مثل المواد الوثائقية والوصفية والتحقيقات الصحافية الجاهزة والصور، وتكليف صحافيين عرب مهتمين بالبيئة بإعداد تحقيقات عن مواضيع بيئية محددة في بلدانهم، بدعم معنوي ومادي من البرنامج، لتوزيعها على نطاق العالم العربي، واختيار بعضها للتوزيع الدولي بواسطة الدائرة الإعلامية للبرنامج، إلى جانب إقامة دورات تدريبية لإعداد صحافيين بيئيين ترشّحهم مؤسساتهم الإعلامية، وذلك من أجل تعريفهم بمبادئ البيئة والإعلام البيئي الاستقصائي، مع التركيز على التجارب العالمية في هذا المجال وكيف يمكن تطبيقها عربياً.

تشكيل رأي عام يحترم البيئة
وخلص رئيس تحرير مجلة (البيئة والتنمية) اللبنانية إلى أن هدف الإعلام البيئي توعية الجماهير وأصحاب القرار بأهمية الحفاظ على البيئة الطبيعية وإدارة مواردها بتوازن، من خلال تَعامُل الأفراد والمجموعات الشخصي السليم مع المحيط الطبيعي، ودمج الاعتبار البيئي في خطط التنمية القومية.
وقالنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيإن القرارات الكبرى التي تحدد مصير البيئة هي تلك التي تبقى في يد السلطات المركزية، ومن هنا، فإن هدف توعية الجماهير لا يتوقف عند حثهم على العمل الفردي، بل يتجاوز ذلك إلى إعدادهم بالمعرفة والدافع لتشكيل رأي عام يحترم البيئة ويضغط على أصحاب القرار لاعتماد خطط تنمية متكاملة تأخذها في الاعتبار).
وأضاف قائلا: إن من مسؤوليات الإعلام البيئي أيضاً التوجه إلى المسؤولين ومتخذي القرار لمدهم بالمعلومات والآراء والتحليلات الدقيقة عن الأوضاع والخيارات البيئية المتاحة.

إشادة بتجربة (الاقتصادية)
هذا وتطرق الملتقى الذي استمر ثلاثة أيام إلى واقع تناول قضايا البيئة والتنمية المستدامة في وسائل الإعلام العربية من خلال دراستين أعدهما برنامج الأمم المتحدة للبيئة والأمانة الفنية لمجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة.وتضمنت إحدى هذه الدراسات إشادة بتجربة (الاقتصادية) كإحدى أهم التجارب الناجحة في مجال التوعية البيئية على مستوى الوطن العربي من خلال تخصيصها صفحة أسبوعية للبيئة تعالج من خلالها أهم القضايا المتعلقة بالبيئة على الساحة المحلية والعربية والدولية.كما عرض خلال الملتقى تجربة الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة في مجال الإعلام البيئي والتوعية إضافة إلى عدد من المستجدات في قضايا البيئة والتنمية المستدامة، من بينها التصحر والجفاف، التنوع البيولوجي والسلامة الإحيائية، المياه، تغيير المناخ، تأثير الإشعاع الشمسي على التغيير المناخي، التلوث والإنتاج الأنظف، والطاقة، إضافة إلى دور التقنيات النووية في المحافظة على البيئة.وتناول الملتقى أيضا حلقة نقاش حول قضايا البيئة والتنمية المستدامة في الدراما العربية، بمشاركة بعض كتاب السيناريو والفنانين العرب، وطرحت الجلسة الختامية للملتقى سؤالاً عريضاً كان عنوانه:ماذا بعد؟ تحدث عن كيفية بناء شراكات مع الإعلام لخدمة قضايا البيئة والتنمية المستدامة .



مجلة العرب الدولية
http://www.al-majalla.com/ListNews.asp?MenuID=11