أعلى ما في خيل العرب
د. فايز أبو شمالة
تمنى قادة العرب وزعماؤها على "نتان ياهو" أن يحفظ لهم ماء الوجه، وأن يبدي موافقة على رزمة الإغراءات الأمريكية مقابل التجميد المؤقت للاستيطان، تمنى العرب أن يحدث ذلك قبل اجتماع لجنة المتابعة العربية لعملية السلام؛ الذي تأجل انعقادها حتى يوم الجمعة، على أمل أن يعقد اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي، ويناقش موضوع التجميد المؤقت للاستيطان قبل اجتماع لجنتهم، ولكن "نتان ياهو" فاجأ الجميع، وبدل أن يرسل حبل النجاة لهم، أرسل لهم حبل مهانة يلتف على رقابهم، وأعلن عن نيته الطرح على مجلس الوزراء اقتراحاً يقضي بتعديل قانون الجنسية، بحيث يصير الاعتراف بدولة اليهود الديمقراطية، والإخلاص لها شرطاً للحصول على الجنسية الإسرائيلية!.
قد يفسر البعض مقترح "نتان ياهو" بأنه يستهدف مليون ونصف عربي يعيشون في وطنهم فلسطين تحت سيادة الدولة العبرية منذ سنة النكبة 1948، ولا علاقة لهذا المقترح بمفاوضات السلام مع الفلسطينيين، وهذا غير صحيح، لأن توقيت الإعلان عن المقترح قبل يوم واحد من اجتماع لجنة المتابعة العربية لعملية السلام، فيه من الدلالة والإشارات السياسية ما يتجاوز تأثيره عرب 48، ليصل إلى القدس العربية، وأراضي الضفة الغربية المحتلة.
بهذه الخطوة الاستفزازية الحارقة التي تسبق اجتماع لجنة المتابعة العربية يكون "نتان ياهو" قد أعلن أمام العرب جميعهم عن نهاية زمن المفاوضات، وأن للعرب مطلق الحرية في اتخاذ أي قرار يريدونه في اجتماع لجنتهم، وليركبوا أعلى ما في خيلهم، لأن ما تم التوصل إليه من اتفاقات الأمر الواقع، والذي يعمل بموجبها الفلسطينيون رعاة أمن للإسرائيليين، هو غاية ما ترجوه إسرائيل من استمرار المفاوضات، ولما كان الفلسطينيون يقومون بهذا العمل الأمني القذر رغم إعلانهم عن توقف المفاوضات، فلا بأس في ذلك من وجهة نظر "نتان ياهو". لتتوقف المفاوضات! ولا داعي لها إطلاقاً ما دام البناء في المستوطنات قد تواصل، وما دام السيد محمود عباس لا يحيد عن المفاوضات، وما دام قادة الأجهزة الأمنية الفلسطينية، ومحافظ بيت لحم فلسطيني الجنسية، يستقبلون رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية "جابي اشكنازي" في مدينة بيت لحم، وينسقون معه خطواتهم الأمنية.
إن دولة إسرائيل اليهودية لا تطمع من مسيرة السلام بأكثر من هذا التنسيق الأمني!!!.