الانزلاق الغضروفي( الديسك)

--------------------------------------------------------------------------------

تعتبر آلام الظهر من المشاكل الصحية الشائعة في وقتنا الحاضر حيث بينت بعض الدراسات الطبية بأن ما يقارب من 70 إلى 80 % من الناس يعانون من آلام بالظهر مرة أو أكثر خلال حياتهم.

وعكس ما هو شائع فان الانزلاق الغضروفي المعروف بالديسك ليس السبب الأول لآلام الظهر فالأسباب الأكثر شيوعاً لآلام الظهر هي الإجهاد المستمر للعمود الفقري والأوضاع الخاطئة التي يمكن أن تضع العمود الفقري في إجهاد متعاظم، واضعين بالاعتبار أن آلام الظهر يمكن أن تنتج من أعضاء قريبة من الظهر مثل أمراض الكلى، البنكرياس، الأثني عشر والأوعية الدموية.

ما هو الديسك:-

الديسك عبارة عن قرص غضروفي موجود بين الفقرات العظمية يعمل على أعطاء العمود الفقري المرونة اللازمة للحركة و بدونه لا يمكن لنا أن نحصل على مرونة الظهر التي نشاهدها في الإنسان، فلقد خلق الله سبحانه وتعالى العمود الفقري للإنسان بأحسن شكل ليقوم بأفضل وظيفة له فلا يمكن لأي مفصل آخر أن يحل محل هذا الديسك.

دائماً أشبه الديسك بالوسادة الدائرية المصنوعة من الجلد وتحتوي بداخلها على الماء، فهذا القرص الغضروفي يحتوي على جزئيين، الجزء الأول هو الغلاف الخارجي من القرص مكون من ألياف قوية تحمي في وسطه الجزء الثاني من الديسك وهو ما يسمى بلب النواة وهو عبارة عن مادة جيلاتينية وتتكون من 85 % من الماء والنسبة المتبقية من المواد البروتينية الأخرى.

الأسباب والأعراض:

لا يوجد سبب واحد للانزلاق الغضروفي فهناك مجموعة من الأسباب وفي كثير من الأحيان تعمل هذه الأسباب مجتمعة على بروز الغضروف أو الديسك من موقعه الطبيعي بين الفقرات إلى داخل القناة العصبية وتضغط على أحد الأعصاب المغذية للسيقان، فمن أهم تلك الأسباب هي:

الإجهاد المتكرر للعمود الفقري، مثل رفع الأثقال بالطرق الخاطئة أو الانحناء الخاطىء المتكرر ويعتبر هذا من الأسباب الرئيسية، مما يؤدي إلى تآكل الديسك وتحوله من مادة جيلاتينية متماسكة مليئة بالماء إلى قطع متكتلة صلبه جافة من الماء.
عوامل خلقية تجعل من الغلاف الخارجي للديسك أضعف من اللازم وتحت ضغط الجهد المتكرر يتمزق هذا الغلاف مما يجعل مكونات لب النواة للبروز في اتجاه القناة العصبية.
يكثر بروز الديسك في الفقرات العظمية السفلى للعمود الفقري من الفقرة القطنية الرابعة إلى الفقرة العجزية الأولى، وذلك لكثرة الحركة بين هذه الفقرات وبالتالي زيادة الإجهاد عليها وهذا ما يفسر كثرة الآلام في الجزء الأسفل من الظهر وعندما يبرز الديسك يقوم بالضغط على الأعصاب في تلك المنطقة وهي عادتاً الأعصاب المغذية للأرجل فتتلخص أعرا ض الديسك كالتالي:

آلام عادتاً حاده وشديدة بدون مقومات بأسفل الظهر تمتد إلى أحد الساقين اليمنى أو اليسرى.
تكون هذه الآلام مصحوبة بتنمل في الساق أو القدم أو الإحساس بوخز الإبر.
صعوبة في الانحناء إلى الأمام وعادتاً تكون هذه الآلام مستمرة طوال الوقت تزداد حدتها في فترة الجلوس المطولة ويمكن أن تخف بعض الشيء خلال المشي واضعين في الاعتبار بأن في بعض الحالات القليلة تكون الآلام شديدة لدرجة أن المريض لا يستطيع الجلوس أو الحركة.
في بعض الأحيان تكون هذه الأعراض مصحوبة بضعف في عضلات الساق وخاصةً القدم حيث لا يستطيع المصاب تحريك قدمه إلى الأعلى خلال المشي، وهذه الأعراض تدل على تأثر العصب وعلى المصاب استشارة الطبيب بأسرع ما يمكن.
نادراً ما يصاحب الأعراض صعوبة في التبول أو انحصار البول، وذلك نتيجة ضغط الديسك على أعصاب المثانة البولية وكذلك في هذه الحالة يجب استشارة الطبيب بأسرع ما يمكن.
علاج الديسك:

لحسن الحظ أن الغالبية العظمى من الأشخاص المصابون بالانزلاق الغضروفي الحاد يتم شفائهم بالعلاج التحفظي ولا يحتاجون إلى أي تدخل جراحي ويبدأ الألم والأعراض المصاحبة بالزوال التدريجي خلال فترة من 3-6 أسابيع.

ويمكن تلخيص العلاج التحفظي في الخطوات التالية:

استشارة طبيب العائلة في تشخيص الحالة وتقدير مدى خطورتها وتحديد العلاج اللازم.
أخذ الأدوية الموصوفة من الطبيب في مواعيدها.
عدم القيام بالأعمال الثقيلة مثل رفع الأثقال أو الانحناء المتكرر.
تقليل مدة الجلوس على الكراسي وتفادي الجلوس على الأرض حيث يكون الضغط على الديسك أعلى ما يمكن.
إذا كانت الآلام بسيطة ويمكن تحملها يجب عدم الانقطاع عن الذهاب للعمل، حيث وجد بأن الأشخاص الذين يأخذون أجازات مرضية ويجلسون بالبيت قد تطول فترة الأعراض عندهم.
العلاج الفيزيائي والطبيعي يساعد على تقليل حدة الآلام والتمارين الخاصة بالظهر التي تتم تحت إشراف أخصائيين العلاج الطبيعي والتي يمكن لها أن تساعد على إزالة الأعراض.
عدم الخوف من الديسك، شعور الخوف من الآلام والعجز الذي يمكن أن يحدثه قد يؤدي إلى حالة نفسية كئيبة توازي الآلام نفسها أهمية وتزيد من حدة الآلام وتطول من فترة شفائها.
التدخل الجراحي، ويكون في الحالات التي لا تستجيب للعلاج التحفظي.
الوقاية من الديسك:

الوقاية خير من ألف قنطار علاج لذلك علينا المحافظة على العناية بصحة العمود الفقري، وذلك بالتالي:

عدم رفع الأثقال والانحناء المتكرر الخاطىء.
الرياضة المنتظمة للمحافظة على اللياقة المطلوبة للعمود الفقري.
إدخال الدورات التثقيفية في مواقع العمل التي تتطلب جهداً مضاعفاً على الظهر وحث العمال على إتباع الأوضاع الصحيحة.