ساعة صفر المصالحة الفلسطينية
د. فايز أبو شمالة
ساعة صفر المصالحة الوطنية الفلسطينية هي ليلة السابع والعشرين من شهر سبتمبر لهذا العام، فإن سألت: كيف ذلك؟ ولماذا؟ سأقول: في تلك الليلة تتعامد شمس الحقيقية الوطنية على خط الاستيطان اليهودي، ولا مناص للسلطة الفلسطينية إلا مواصلة الانزلاق، أو الإعلان عن فشل مشروع التفاوض، ولاسيما أن ألاف المتطرفين اليهود، سيبدؤون تلك الليلة الاحتفالات الرسمية بمشاركة شخصيات سياسية، ووزراء، وأعضاء كنيست، سيراقبون شاشات عرض كبيرة، تظهر عليها ساعة الوقت التي تعد نهاية زمن تجميد الاستيطان تنازلياً.، لتبدأ مع ساعة الصفر الآلات الثقيلة العمل في بناء المستوطنات من جديد.
قد يقول بعض المسئولين الفلسطينيين: ما هذه الإعلانات اليهودية عن ساعة الصفر إلا وسائل ضغط إسرائيلية على السلطة الفلسطينية، كي تستأنف المفاوضات المباشرة مع إسرائيل، مقابل مواصلة التجميد المؤقت والشكلي للاستيطان!. وقد يقول بعض السياسيين الفلسطينيين: إن أنسب الطرق لحماية الأرض الفلسطينية هو استئناف المفاوضات المباشرة، وذلك؛ لقطع طريق مواصلة الاستيطان على المتطرفين اليهود، حيث يمكن نقل الاشتباك إلى صفوف الحكومة الإسرائيلية اليمينية التي ستنشق على نفسها بين مؤيد ومعارض لتجميد الاستيطان. قد يقول بعض الفلسطينيين ذلك! فماذا تقول استطلاعات الرأي؟
استطلاعات الرأي داخل المجتمع الإسرائيلي مخيبة لكل الأحلام التفاوضية الفلسطينية، فالمزاج الإسرائيلي الصادر عن آخر استطلاع للرأي الذي أجراه المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، وجامعة تل أبيب، يقول: إن أكثر من 81% من مؤيدي حزب "شاس"، و73% من مؤيدي حزب "إسرائيل بيتنا" ينتظرون بشوق للتاريخ الذي سينتهي فيه قرار تجميد البناء في المستوطنات، وهذان الحزبان رئيسيان في الحكومة الإسرائيلية التي جاءت عن طريق انتخابات ديمقراطية، ومن المهم بالنسبة لحكومة منتخبة ديمقراطياً أن تحافظ على حضورها داخل الشارع الإسرائيلي، وأن ترفع أسهمها من خلال توافق خطواتها السياسية مع أهواء الشارع، حيث أكد استطلاع الرأي: أن أكثر من نصف الإسرائيليين مع تجديد البناء في مستوطنات الضفة الغربية، بعد انتهاء صلاحية قرار تجميد الاستيطان، وأكثر من نصف الإسرائيليين يعتبرون مواصلة تجميد الاستيطان استسلاماً للأمريكيين والفلسطينيين.
فما الذي تبقى للمفاوض الفلسطيني غير المباشر، أو المباشر؟
لم يبق أمام السلطة الفلسطينية إلا الاستسلام التام والشامل للمشيئة الإسرائيلية، أو قلب طاولة التفاوض على رأس المزاج الإسرائيلي، والالتصاق بفصائل المقاومة، التي ترفض حتى هذه اللحظة تذويب الشخصية الفلسطينية المقاومة في فنجان قهوة المستوطنين!