في مصر..
تهديد بانتحار جماعي بسبب إلغاء تعيين 17 شابًا بوزارة العدل ..

[ أصداء إقتصاديـة ]


فيما ينذر بتكرار واقعة الشاب عبد الحميد شتا، خريج كلية الاقتصاد والعلوم السياسية الذي تخلص من حياته عبر إلقاء نفسه في النيل، بعد رفض تعيينه بوزارة الخارجية رغم اجتيازه لكافة الاختبارات بنجاح، هدد 17 شابا تتراوح أعمارهم ما بين 25 إلى 30 عاما بالانتحار من أعلى كوبري قصر النيل، في رد فعل على إلغاء وزارة العدل تعيينهم في الوزارة قبل استلام العمل.


كانت وزارة العدل أعلنت عن مسابقة للتعيين في وظيفة درجة ثالثة بالقسم المدني بمحكمة شمال القاهرة، ووفقا للاختبارات نجح 17 من المتقدمين دون تدخل أو وساطة، وطلبت الوزارة منهم تقديم أوراقهم الرسمية، وتقدموا بالفعل بمسوغات تعيينهم وقاموا بأداء اليمين وحلف القسم.

لكنهم فوجئوا عندما ذهبوا لاستلام عملهم في اليوم التالي بأن المحكمة تخبرهم بأن تعيينهم قد ألغي وأنهم ليسوا على قوة وزارة العدل فذهبوا إلى مساعد وزير العدل الذي أخبرهم بأن تعيينهم كان خطأ إداريًا "واللي يعرف يعمل معاه حاجة يعملها"، بحسب الشباب الذي أُلغي تعيينه.

وقال عصام علي علي الفخراني- وهو أحد الذين فوجئوا بإلغاء تعيينهم- لـ "المصريون"، إن وزارة العدل أعلنت عن مسابقة للتعيين بمحكمة شمال القاهرة فتوجهت وخضت الاختبارات المطلوبة بعدها أرسلت إليّ المحكمة خطابًا بتاريخ 21 يونيو 2010 تفيد بأنه تم تعييني في وظيفة في الدرجة الثالثة الإدارية بالقسم المدني بمحكمة شمال القاهرة، اعتبارا من 30 يونيو الماضي.

وأضاف: توجهت إلى المحكمة وسلمت مسوغات تعييني، وبعد أسبوع ذهبت لأداء اليمين وفي اليوم التالي هبت لاستلام العمل ففوجئت ومعي زملائي بأن شئون العاملين بالمحكمة تخبرنا بأن تعيينا تم إلغاؤه فذهبنا إلى المستشار مساعد وزير العدل لشئون المحاكم وأخبرنا بأن تعييننا تم إلغاؤه.

وقال: عندما شكونا له من أن هذا يعد تدميرًا لمستقبلنا، لأن الغالبية العظمى من الذين وقع عليهم الاختيار متزوجون وكانوا يعملون في أماكن أخرى واضطروا لتركها بعد تعيينها، رد قائلاً: "اللي تعرفوا تعملوه أعملوه.. أنا مش عاوز وجع دماغ"، على حد ما نسب إليه.

وأشار الفخراني إلى أنه متزوج منذ ثلاثة أشهر فقط وكان يعمل في شركة خاصة ويتقاضى 1500 جنيه راتبًا شهريًا وترك الشركة بعد أن قام بتسليم مسوغات تعيينه في وزارة العدل وعندما أراد العودة إلى عمله السابق رفضت الشركة.

وأوضح أنه يعيش حالة نفسية سيئة بسبب هذا الأمر، وأن الحياة أصبحت سوداء في عينيه، وتساءل: لماذا تكرهنا الحكومة بهذا الشكل ألسنا من أبناء هذا الوطن؟، وأضاف أن الشيطان لعب بعقلي وبعض زملائي بإلقاء أنفسنا من فوق كوبري قصر النيل لكي نستريح ونريح الحكومة منا.

وقال شاب آخر ويدعى أحمد عبد الحميد، إن وزارة العدل بررت إلغاء تعيينهم بأنه جاء لخطأ في تعيينهم، رغم أن الوزارة أعلنت عن إجراء المسابقة من خلال الصحف القومية، وتابع مشككًا: يمكن أن يقع الخطأ في اسمين أو خمسة على الأكثر، لكن أن يحصل الخطأ مع كل هذا العدد من الذين خاضوا اختبارات وأعلن عن نجاهم فهذا أمر محال.

وأضاف: أنا سمعت بعد إلغاء تعيينا من أحد الموظفين في المحكمة بأنه تم استبدالنا بـ 17 آخرين من "معارف" بعض المسئولين وأعضاء مجلس الشعب، وتساءل: هل هذا يرضي الله. ويرضي الحكومة التي تنادي بالمساواة والعدل، وأشار أن فكرة الانتحار راودته لكن الخوف من الله جعله يتراجع عن الفكرة الشيطانية.


أصداء الوطن - المصريون المصرية