المطران ايلاريون كبوتشي صورة مشرقة للنضال الفلسطيني
بقلم : أ . تحسين يحيى أبو عاصي – غزة - عضو تجمع الشخصيات الفلسطينية المستقلة –
{ 27 – 6 – 2010م }
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
لم يأخذ المطران كبوتشي حقه في المعاملة الوطنية التي تليق به ، والتي يحب أن يَحظى بها هذا الرجل الذي يعتبر عملاقا من عمالقة النضال ،ومدرسة من مدارس الثورة والعطاء.
رجل اقترب من التسعين عاماً فهو من مواليد 1922 ولا زال يعيش بروح الثورة وبحب التضحية ، ولم يجلس على قارعة الطريق ينتظر الموت ، كما لم تنكسر عزيمته ولم تضعف همته رغم كبر سنه وسوء حالته الصحية ...
رغب المطران ايلاريون كبوتشي رغبة عبّر عنها بدموعه التي طالما سالت على وجنتيه حباً لوطنه ، رغب في العودة من منفاه إلى وطنه لعله يحقق رغبته وهي أن يموت في القدس ، أن يدفن تحت ثرى القدس ، لم تكن رغبة المطران ايلاريون كبوتشي في منصب ولا في مال ولا وظيفة ... رغبته أن تلامس روحه نسيم فلسطين ، وأن يلامس جسده تراب وطنه الذي ترعرع عليه وفي أحضانه ...
ما أعظمك يا كبوتشي وأنت تزود رفاقك في الثورة الفلسطينية بالسلاح ...
ما أعظمك أيها الرجل في زمن أنصاف الرجال والمتشبهين في الرجال ، لقد ذقت مرارة السجن وظلم السجان أربع مرات ؛ وحكم عليك الجلاد الصهيوني بالسجن اثني عشر عاما ، فأمضيت أربع سنوات من عمرك في باستيلات العدو لأنك أبيت الخنوع وآثرت خدمة شعبك العربي الفلسطيني ، ثم أبعدك عدوك عن وطنك منذ أكثر من اثنين وعشرين عاماً ( 1978 ) متنقلا بين دول أمريكا اللاتينية وروما وفرنسا وسوريا ولبنان تدافع عن قضيتك وتشرح ظلم الجلادين ولا زلت عملاقاً شامخاً ...

ما أعظمك أيها الرجل كبوتشي وأنت تكابد مشقة السفر في أسطول الحرية – سفينة مرمرة – من أجل أن تقر عينيك برؤية وطنك وعمرك يقترب من التسعين عاما ً، فأنت لم تيأس من معانقة وطنك ، ولم تستسلم للوهن الذي أصاب جسدك ... على الرغم من أن الإعلام لم يعطك حقك ولم يتعامل معك بوزنك الحقيقي كمطران للكنيسة الشرقية ، وكرجل كبير السن ، وكمناضل تستحق المكانة في العيون والقلوب ، وكمبعد عن وطنك ، وكمطران للقدس ....
ما أعظمك أيها الرجل وأنت سوري الأصل رفضت العيش في حلب بلدك الأصلي ، وآثرت العيش مع المضطهدين المستضعفين المشردين من أبناء الشعب الفلسطيني تخدمهم بنور عينيك ...
ما أعظمك أيها الرجل وأنت تعتلي سفينة الإخوة اللبنانية في شباط من 2009 من أجل أن تصل إلى فلسطين فاعتقلتك عصابات الصهاينة مرة أخرى ...
ما أعظمك وانت لا تخشى ظلم السجن ولا قمع السجان ...
ما أعظمك وأنت لا زلت تحن للقدس وتتمنى العودة إليها والموت فيها ...
ما أعظمك في صلابة نضالك وقوة عزيمتك وأنت الكهل الثابت الذي اقترب من التسعين عاماً ولا يزال يدعم نضال الشعب الفلسطيني ...
ما أعظمك وأنت الأب والأخ والجد الحنون المهذب اللطيف مع الجميع ...
ما أعظمك يا كبوتشي وأنت تعكس عظمة الإخوة المسيحية ونضالها وحبها لشعبها وتضحياته من أجله ...
ما أعظمك يا كبوتشي وأنت تعبر تعبيراً ميدانياً حياً عن رفضك لحصار غزة ورفضك للاحتلال والقهر والقمع ...
ما أعظمك وأنت تدعم الشعب الفلسطيني من خلال المؤسسات المسيحية والكاثوليكية في العالم ...
فهل يمنحك الساسة العرب والفلسطينيون في جميع مشاربهم حقك ؟
وهل يمنحك الإعلام الفلسطيني والعربي حقك ؟
وهل ستُحقق أمنيتك بأن تموت في القدس ؟
www.tahsseen.jeeran.comمدونتي : واحة الكتاب والمبدعين المغمورين
للاتصال بالكاتب :
جوال رقم : من داخل فلسطين 9421664
من خارج فلسطين 00970599421664