السلام عليكم

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


الرياض– أحمد المصري




تحولت الإنترنت من مجرد وسيلة للترفيه لدى شباب سعوديين إلى ملجأ للبحث عن وظيفة أو تعلم مهن معينة أو مهارات متنوعة تعينهم في الحصول على فرصة عمل، لا سيما أن البطالة بلغ معدلها 8.5% عام 2005، وفقا لتقرير لمصلحة الإحصاءات العامة.

وترفع المصادر الدولية نسبة البطالة إلى 12%، وهذا يعني وجود ما يقرب من مليون عاطل عن العمل. يضاف إلى هؤلاء سنويا نحو 160 ألف خريج، وتلتزم الدولة بتوظيف 30 ألف سعودي فقط كل عام، وفقا لتقديرات الميزانية الحكومية. لكن هناك تهديدات بتقليص نسبة التوظيف الحالية، في ظل اتجاه الدولة للخصخصة، وتحايل القطاع الخاص على برامج السعودة.

وتبدو أهمية الإنترنت كمجال لتقليل حدة البطالة في السعودية بالنظر إلى زيادة عدد مستخدمي الويب الذين بلغوا نحو 2.6 مليون نسمة، وهم يشكلون أكثر من 10% من المجتمع.

موقع كفاءة

البحث عن فرص العمل الشاغرة التي يتم الإعلان عنها في مواقع الشركات الإلكترونية أو مواقع الصحف هو أول استخدام يقبل عليه العاطلون عند التعامل مع الويب، كما يقول الشاب السعودي محمد العبد الله. ويشير إلى أنه بعد تخرجه لم يجد فرصة عمل فاتجه إلى الإنترنت للبحث عن الوظائف الخالية.

ويوضح محمد أن هذا الاستخدام أخذ منحى أكثر موثوقية، بعد قيام مجلس الغرف التجارية والصناعية السعودية في عام 2005 بإطلاق موقع كفاءة كأول موقع إلكتروني رسمي للتوظيف.

ووفقا للقائمين على الموقع، فإنه يضم قاعدة معلومات ضخمة على مستوى المملكة، تضم بيانات متنوعة عن الوظائف المتاحة أو المطلوبة سواء في القطاع الحكومي أو القطاع الخاص وبيانات لطالبي الوظائف.

بالإضافة إلى ذلك، يقدم موقع كفاءة خدمات تحليل المعلومات واستخلاص النتائج لرسم السياسات التي تسهم في توجيه الموارد المتاحة؛ لتحقيق الاستفادة القصوى لمعالجة مشكلة البطالة، وتحويلها إلى مورد اقتصادي يسهم بشكل فعال في الدخل القومي.

تدريب وتعليم

وهنالك مواقع سعودية أخرى للتدريب والتوظيف، أبرزها: موقع المشروع الوطني للتدريب والتوظيف بإمارة منطقة مكة المكرمة الذي يحتوي على صفحات خاصة بالشركات المسجلة بالموقع وآليات البحث عن المتقدمين، وعرض وظائفهم وربطها آليا، كما يحتوي على صفحات خاصة بنماذج السيرة الذاتية للمتقدمين، وطرق الالتحاق بالوظائف المتاحة بالموقع للمتقدمين.

ويقدم الموقع أيضا العديد من الخدمات لرجال الأعمال وطالبي الوظائف؛ فهو يصنف المتقدمين للوظائف حسب احتياج الشركات، كما يمكن أيضا الشركات من استخدام تقنية البحث المتقدم للحصول على الموظف المناسب، وكذا التنسيق مع الموقع لإجراء عمليات التقييم واختبارات القبول عبر الإنترنت، وباستطاعة المتقدم متابعة المتغيرات التي تحصل على طلبه من خلال لوحة التحكم الخاصة به، بعد استكماله طلب التوظيف.

منتديات العاطلين

وفي نفس السياق، توجد منتديات للعاطلين مثل منتدى الدمام للعاطلين عن العمل، ويتناقل القائمون على المنتدى أخبار الوظائف المتاحة، كما يتم من خلاله نشر عناوين لشركات بحاجة لموظفين.

كذلك هناك مواقع تقدم تمويلا للمشاريع الصغيرة؛ حيث أطلقت مبادرة عبد اللطيف جميل، بالتعاون مع شبكة التمويل الأصغر للبلدان العربية "سنابل"، والمجموعة الاستشارية لمساعدة الفقراء، إحدى مؤسسات البنك الدولي للقضاء على الفقر، موقع البوابة العربية للتمويل الأصغر.

ويعد هذا الموقع هو الأول من نوعه كمصدر رئيسي للمعلومات عن الإقراض الأصغر في العالم العربي، ويقدم قروضا صغيرة وخدمات مالية أخرى للأفراد الذين ليس لديهم دخل مالي خصوصا السيدات؛ وذلك لتحسين المستوى المعيشي لهم.

المرأة الأكثر استفادة

كما توجد مواقع إلكترونية يمكن تعلم حرف مختلفة منها. وقد تكون المرأة السعودية أكثر استفادة من دور الإنترنت في مكافحة البطالة. وقد بلغ عدد السعوديات ممن هن في سن العمل نحو 5 ملايين امرأة، لا يعمل منهن سوى 5.8%؛ بسبب خصوصية التعامل مع المرأة في المجتمع، ورفض عملها بحسب الأعراف.

وتروي هـ.أ، إحدى السعوديات، تجربتها في منتدى للإنترنت قائلة: إنها تعلمت كيفية التفصيل والخياطة بشكل تفصيلي ميسر من خلال أحد مواقع الإنترنت، والآن أصبح لديها مشغل. وتشير إلى أن هناك منتديات لتعليم الخياطة والكروشيه والتريكو والتطريز، وتراعي هذه المنتديات تقديم شرح مرفق بالصور للعملية برمتها، بدءا من الأقمشة وأنواعها، ومرورا بالتعامل مع ماكينة الخياطة، وانتهاء بالتفصيل.

وبالإضافة إلى ما سبق، فيمكن استغلال تقنية الإنترنت في حد ذاتها كفرصة عمل؛ وذلك من خلال إما: إنشاء مقاهي إنترنت، أو للتسويق الإلكتروني أو التجارة الإلكترونية.

تنشيط التنمية

ورغم عدم وجود إحصاءات دقيقة عن فرص العمل التي وفرها الإنترنت، فإن د. عبد الله شرف الغامدي، الأستاذ بكلية علوم الحاسب والمعلومات بجامعة الملك سعود، يرى أن الإنترنت ساهمت في حل مشكلات لم تحلها الوظيفة التقليدية في المجتمع، والتي تحتاج إلى أوقات دوام محددة، ومقر ثابت، ووسائل انتقال. وكل هذه الأمور تم التغلب عليها من خلال العمل عبر الإنترنت، حسب الغامدي.

وأوضح لـ"إسلام أون لاين.نت" أن العمل من خلال الإنترنت أصبح توجه معظم الشركات الرائدة، لا سيما في مجال هندسة البرمجيات؛ حيث تتعاقد الشركات مع الموظفين بغض النظر عن أماكن تواجدهم؛ وهو ما أدى إلى توفير فرص عمل جديدة مثلا لمن يجيد تقنيات بناء مواقع الإنترنت، فيستطيع التعاقد والتسليم لصاحب العمل من خلال الإنترنت.

وحسب الخبير السعودي، فلقد أثبت هذا الأمر جدواه في السعودية؛ حيث قام طلاب وطالبات الجامعة بتسليم مشاريع من هذا النوع في الهند وبريطانيا، كما أن هناك فرص إدارة المواقع وصيانتها، وعمل أبحاث وتحليلات وإرسالها لمحتاجيها؛ نظرا لتوفر عدد كبير من التقارير ومصادر المعلومات على الشبكة العنكبوتية. أيضا فإن الإشراف على المنتديات الإلكترونية بأنواعها المختلفة (اقتصادية- سياسية- ثقافية- إخبارية) يمثل فرصا لبعض الشباب السعودي.

خلاصة القول: إن تقنية الإنترنت خلقت فرص عمل كبرى، وبمزايا مالية أفضل من الوظائف التقليدية التي تتعامل مع الموظف من خلال ساعات الدوام، وتغفل الجانب المهم وهو الإنتاجية التي تحدد مدى الاستفادة الحقيقية لصاحب العمل من العامل، وهذا معيار حضاري، بحسب الغامدي.