دراسة النص الشعري القديم
د. عبد الكريم الأشتر/مجلة المعرفة العدد 537 حزيران 2008
ملخص:
لعل تاريخ النقد الأدبي منذ أيام أرسطو هو تاريخ المحاولات الدائبة للتوفيق بين الذاتية La Subjectivite والموضوعية
L,Objectivite في فهم العمل الأدبي وفحصه وتقويمه ,إن المادة الأدبية نتاج ذاتي قبل كل شيئ تدرس من خلال المحتمعات
الإنسانية في مواقفها ومراحل تطورها التاريخية,غن النص هو تفسير ذاتي لهذه المواقف او لهذه المراحل . فهو وثيقة كل قيمتها في انها
شاهد , فبمقدار صدقهاتعلو قيمتها والنقد معرفة تقوم معرفة اخرى.
وغرض الناقد منذ أيام أرسطو ان يرسم للأدب طريقا يراها أصلح في تقريبه من غاياته التي يستهدفها الأدب.
فالأدب معرفة فنية والنقد معرفة فنية أيضا ولكن لها خصوصية فهي ملزمة بالإقناع والاقتناع يتطلب ان نتلمس ما هو مشترك بيننا وبين الآخرين لنحتج به لديهم.
للعملية النقدية طرفان : ذاتي يقع في جانب التاثر بالنص وموضوعي يقع في جانب تقصي هذا التاثير وتامله وتسويقه للاخرين عن طريق اللجوء الى ماهو عام
بين الناقد وبينهم.
ويبقى اختلاف النقاد قضية قائمة نعم
مانريده هو الدخول الى عالم النص واستكناه حقائقه الداخلية.
العلاقة جدلية بين الانسان والنص كاتبا او ناقدا : من النص الى الانسان ومن الانسان الى النص.
مااقوله لاينفي استعانة الناقد بمعطيات العلوم الانسانية في الكشف عن خبايا النص وتفسيرها.
ولايمنع ماقلناه من ان يكون للادب رسالة اجتماعية اوسياسية او انسانية عامة على ان يؤديها من خلال قيمته الفنية التي ينبغي ان تكون هي القيمة الاولى للنص الادبي.
من هنايبرز الجانب الموضوعي في العملالنقدي فدوره يقوم على تعزيز الاحساس بقيمة النص الفنية وتسويقها وتعميقها وتوسيعها .
لامفر من ذكر بعض الحقائق:
1- النص الشعري مختلف البيئات منهابدوي مغرق بالبداوة ومنها حضري مغر ق بالحضارة.
2- ينسب النص حسب العصور التاريخية والانظمة الاجتماعية والسياسية
3- المصدر اما من الرواية الشفوية او الاوراق واحيانا لاصلة للكاتب به بل له علاقة بصانعي التدوين مثل:
ابي بكر الصولي او اصحاب المجموعات الشعرية مثل المفضل الضبي او الاصمعي او ابي تمام او البحتري.
4- خضع لعمليات تزييف واسعة بدواعي سياسية او مذهبية او عصبية قبلية او ..
5-اصحابها مختلفوا العروق والاجناس منهم عربي خالص ومنهم فارسي او هندي او رومي.
6-قد اتت بعض القصائد محزاة من عدة مصادر.
7-هناك ضرورة لحصرها لتسلم لنا جملة الموروث الشعري في جميع العصور.
8- نحتاج عملية نخل واسعة عن طريق النقد الداخلي.وقد قمت بصنعتي لشعر دعبل بم علي الخزاعي
9-هناك قصائد سقطت اقسام منها ,قد يكون اسقطها الراوي لاعتبارات تخصه.
إذن:
لابد من توثيق النص قبل ان ندرسه
تلك النصوص حكمتها المرحلة الجاهلية لغة وموسيقا ( عروض)وموضوعات وطرائق وصورا في كثير من الاحيان.
وان اتساع الازمنة تحتاج دراسة عميقة تعكس تكوين الفرد والمجتمع
إن بيئة الشعر الجاهليتعكس البيئة تماما والمراة وهكذا اما العباسي فجوانب الحياة المادية والفكريى الخ...
ومن غير الطبيعي ان ننقد النص بمصطلحات عصرية كالديالكتيه ووو غنما بلغة العصر ماامكننا ,
ويجب ان نلفت النظر ان هناك من ذهب بالشرح ابعد مما قصده الشاعر نفسه:
البحتري:
نحن ابناء يعرب اعرب النا=س لسانا وانضر الناس عودا
يريد به العرب وهو في الحقيقة يريد الفخر بقومه من اليمانية على المضرية.مااردناه من هذا المنهج الذي يجمع بين الذوق والمعرفة في تقويم النصوص الشعرية
القديمة , هو ان نحفظ عل النصوص حقائقها التاريخية والنفسية وان تلمس اقرب الطرق الى فهمها فهما سليما , ونفتقد الى مواطن التاثير فيها ونتبين الوحدة
بين عالمها الداخلي وكيانها الفني ونستخلص في ضوئها خصائصه ونتملاها ونقيم عليها تقويمنا العام لهذه النصوص