- أم سليم-
أيتها الفتيات : حفيدات خديجة وفاطمة رضي الله عنهما,لا ريب أنّ قلوبكن تفيض بالحب الصادق لله ورسوله صلى الله عليه وسلم ولأمهاتكن وأمهات المؤمنين رضي الله عنهن.هذا الحب الكامن في كيانكن, أما آن له أن يهب من رقدته الّتي طال أمدها؟وما أروع الحياة! عندما تذوق نساؤنا لذة هذا الحب الذي لايعرف المماراة ولا النفاق لأنه خلا من الشوائب والكدورات,فأضحى برّاقاً يشع نوراً قدسياً يضيء القلب فيمدّه بنسغ الحياة,لا سيّما والناس اليوم ماتت قلوبهم,بل ذبحت بمدية الغول الزاحف من الغرب الممزّق حيث فقدت المرأة كل ألوان السعادة,فليست بالزوجة المصونة,بل خليلة أو عشيقة أو مطلّقة,يلهث وراءها الرجال لإطفاء نيران الجنس المستعرة في كيانهم.إنها ألعوبة بأيدي اللاهين والعابثين.أفضل مكان لها المراقص الملاهي ودور البغاء.
مادام فيها بريق جمال, فإذا ذوى الجمال ونحف البدن وتغضن الجبين,لا مكان لها إلا الملاجئ هروباً من سطوة الزوج أو العشيق الذي لايجد ما يدفعها به عنه إلاّ الضرب وتكسير العظام. ومن يخامرها الشك في هذه الحقائق فلتطالع التقارير عن أخبار المرأة في ملاجئ أمريكا المتحضرة,
مفاتنها مشاع معروضة على قنوات التلفزة وصفحات المجلات,لتكون وسيلة لترويج البضائع,وأدوات الزينة والتجميل.هذا هو الغول القادم من الغرب.فحثي الخطى أختنا المسلمة وانأي بنفسك عنه,واعلمي أن المرأة في الغرب لا تصلح لك قدوة تحتذى.وأصغ إلي أحدّثك عن المرأة القدوة
إنها الرميصاء بنت ملحان من بني النجار هذا الحي من الأنصار الذين ناصروا دعوة الحق وأحبوا من حمل راية الحق.هي من كبار المؤمنات الصحابيات,أم سيّدنا أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قتل زوجها مالك بعد ظهور الإسلام,فأسلمت وحسن إسلامها,عفة وطهر
حياء وخفر عبادة وورع,تقوى والتزام بمنهج السماء.إنها لاتزال شابّة ,
خطبها أبو طلحة,وكان لايزال مشركاً يعبد وثناً من خشب.فأبت الدرهم
والدينار,وقالت:يا أبا طلحة مهري إسلامك,فقال:نعم.أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله,فقالت : قم يا أنس وزوّج أبا طلحة.أليس
هذا مهر غال ونادر من يطلبه ؟ لقد افتتحت حياتها الزوجية افتتاحاً راقياً
قلّ أن يشهد التاريخ مثله!افتتحتها بدعوة أبي طلحة إلى الدين الحق فربح
وربحت أعظم الربح.أم سليم مجاهدة خاضت غزوة حنين مع أبي طلحة
حيث رؤيت مع أمنا عائشة رضي الله عنهما تنقلان الماء بقرب يحملنها
ليفرغنها في أفواه المسلمين والحرب على أشدّها وترجعان فتملآنها من جديد.وقد خاضت من قبل غزوة أحد عم الرّبيع بنت معوّذ تسقي العطاش
وتداوي الجرحى.هذه وأمثالها من النساء هي التي تصلح لك قدوة أختنا المسلمة.الرميصاء عالم رحب تجدي فيه أسمى معاني الإيمان, تجدي فيه الزوجة الصالحة العفيفة التقية,الداعية المجاهدة,والمربية الناجحة
وكفى أنها أم انس بن مالك.الرجل المبارك الذي أطال الله عمره حتى
أدرك مائة من أولاده وأحفاده وكثر ماله والجنة مآله بدعوة الحبيب
المصطفى صلى الله عليه وسلم.أختاه أما لفت انتباهك هذا الامتداد الطيب لهذه الصحابية القدوة ؟ المأمول أن تجد هذه الدعوة أثراً والله المستعان .

السلام عليكم
بورك هذا المداد الورع وبوركت أستاذ أسعد فلاتبخل علينا
ورحم الله نساء المؤمنين كانوا قدوة....
رغد