قال الله تعالى :" يا أيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون .كبر مقتاً عند الله أن تقولوا مالا تفعلون "
انظر إلى عناية الله بك ، وحرصه على استقرار إيمانك .يحذرك من الوقوع فيما يخل بإيمانك ويحدث فيه ثلمة خطيرة .لعلك تقول : ما هو تلكم الثلمة الخطيرة .لعلك تقول: ما هو المقت .أشد أنواع الغضب .بل يبلغ الغضب ذروته وأقصاه خاطبك بأثمن شيء وأروعه وأحبه إليه وإليك وهو الإيمان وقرن خطابه بلهجة الاستنكار الشديد لما يصدر عنك من قبح .يريد منك ألا تقول مالا تفعل .بل عليك أن تتبع قولك بالفعل عملياً .
وهذا الذي حزر الله عز وجل منه يقع فيه الكثير من المسلمين عمداً أو عن حسن نية في بعض الأحيان ، ويترتب على ذلك سلبيات شتى ، مشكلات تحدث ، حقد وشحناء ، سجال وارتفاع أصوات وغير ذلك .وها أنا أعرض هنا أمثلة لما ذكرت :
1-أب يعد ولده أو ابنته بمكافئة إن حققا النجاح بدرجة مميزة في شهادة دراسية، فيلهب ذلك الملكات ويستنفر الطاقات الجسدية والفكرية وإذا بهذا أو تلك يعملان بجد ودأب وينتهي العمل بالنتائج المرجوة . وهنا ترى الأب يخلف وعده .قال ولم يفعل .وعد ولم ينجز وعده أسخط ربه لأنه ارتكب ما نهاه عنه وتضاءل في عين ولده أو ابنته لأنه ارتكب كبيرة الكذب ، ناهيك عما استكن في القلب من الكراهية له لا يرى أثرها في تصرفات ولده أو ابنته لكنها في مكنون القلب .
2-رجل وقع في شدة تحتاج لعون مالي ، فجاء أحد أصحابه من أولي الغنى وفال له أن أعطيك المال اللازم لتخرج من هذه الشدة ثم تراجعن قوله هذا بعد حين مع أنه يستطيع أن يفعل ما قال.
3-مدين بمبلغ من المال شدد عليه الدائن المطالبة,رأى ذلك أحد أصحابه,فجاء إلى الدائن,وقال:دعه.وعليّ أداء دينك بعد شهر.ولما حان الأجل,تراجع عن ذلك.
4-شاب فقير يريد الزواج,وعنده قدر يسير من المال,حضه أصحابه على الزواج وقالوا له:" نحن نقدم لك بعض المال ." ولما اطمأن إليهم,بدأ الشروع في ترتيبات الزواج,من خطبة وعقد قران وتجهيز أثاث البيت الزوجي . لنهم تركوه ومضوا,وولّوه ظهورهم.
5-تقول مثلاّ:لله عليّ صوم يوم ,أسبوع,شهر....ثم تمضي الأيام .تسوّل لك نفسك,
يهجم عليك الشيطان بوساوسه,يوهمك بمشقة الصوم وثقله,قد يسبب لك ضعفاً في بدنك
فإذا بك تتراجع عن نذرك.ومثل ذلك من عزم على حج أو عمرة,أو ختم القرآن في وقت محدد بداية ونهاية.
6-لعلّك تقول:إن تعرّض بلدي لغزو فإني سأحمل السلاح مجاهداً في سبيل الله,لدحر العدو,وحماية الدّين والمال والعرض والبلاد.وبد فترة حصل ذلك.فهربت إلى بلد آخر
مستجيباً لتسويل نفسك,وتخويف الشيطان لك من القتل.
وهكذا تفتح أمامك أبواب لوقائع كثيرة يعجّ بها واقع المسلمين اليوم.إنهم يقولون ما لا يفعلون.وهذا شقاء,وأي شقاء؟!تراهم قد عرّضوا أنفسهم لبغض الله ومقته الشديد.وهذا انحدار في علاقتهم عم الله تعالى.وأحدثوا في المجتمع ألواناً من الضرر والأذى على الصعيدين الواقعي والمعنوي.أخي المؤمن :إذا قلت فاقرن قولك بالفعل.فهذا هو الكمال والتوازن.والسبيل لإرضاء مولاك.وتجنّب ما حذّرك منه ربك,وأنكر عليك الانغماس فيه.على أنّ هذا مرض من أمراض الشخصية,وعلامة على ضعف إيمان المسلم.يرفضه العقلاء وأصحاب الرأي الصائب.وربما ترى ذلك على مستويات أعلى,كثير من المسؤولين وصنّاع القرار,وحتى الحكام,يقولون أمام شعوبهم أشياء تمس حياتهم وسبل عيشهم ويعدونهم بإحداث التغيير الّذي يخدم مصالحهم ثم يتراجعون عن أقوالهم.فأي التزام هذا , بل أيّ قبح هذا ؟!

- بسم الله الرحمن الرحيم -
الأخت الفاضلة السيدة ريمة الخاني , السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الموضوع أعلاه خاص بمنتديات فرسان الثقافة حصراً. وهو هدية مني للمنتدى. أود قبولها
تلطفاً منكم إدارة المنتدى. وجزاكم الله خيراً

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أختنا أم فراس, سألتني عن سبب الهدية . الهدايا لا تتوقف على الأسباب في كل الأحيان.فهديتي جاءت تقديراً مني للموقع الراقي
ألذي أحببته وأحببت جميع القائمين على إدارته.ولعلي أسجل ما أتميز به عن غيري من الأعضاء. أو أكون من المتميزين,إذاأتيح ذلك. جزاك الله خيراً.

هدية رائعة من كريم
بوركت وبورك طريقك
هشام