دراسة: فيتامين "د" ضروري لصحة القلب والشرايين

أبرزت دراسة أمريكية دور فيتامين "د" في المحافظة على صحة القلب، مؤكدةً أن انخفاض مستويات هذا الفيتامين عند الأفراد، خصوصاً من كبار السن، قد يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين ويرفع من احتمالية حدوث الوفاة لديهم.
وكانت بحوث كثيرة، نفذت في السابق، أبرزت دور فيتامين "د" في تنظيم الكالسيوم الذي يقوي العظام، إلا أن دراسات أجريت في فترة لاحقة ربطت بين هذا الفيتامين ومسألة تنظيم العديد من المهام في الجسم بما في ذلك تنظيم ضغط الدم، السيطرة على مستويات السكر، والتحكم بإمكانية حدوث الاحتقان (الالتهابات غير الجرثومية)، وجميعها من عوامل الخطورة الهامة المرتبطة بأمراض القلب.
وفي هذا السياق؛ أجرى مؤخراً باحثون من معهد القلب التابع لمركز "انترماونت الطبي" بمدينة "سولت لييك" الأمريكية دراسة، بهدف إيضاح المزيد حول الارتباط بين نقص فيتامين "د" وأمراض القلب.
وشملت عينة الدراسة نحو 28 الف شخص ممن بلغوا الخمسين أو أكثر، ولم يسبق لأي منهم أن أصيب بأمراض القلب والشرايين.
وتضمنت الدراسة إجراء فحص مستوى فيتامين "د" المخبري، ومن ثم جرى توزيع المشاركين إلى ثلاث مجموعات اعتماداً على نتائج هذا الفحص، بحيث ضمت المجموعة الأولى الأشخاص الذين أظهروا مستويات طبيعية من فيتامين "د" (ما زاد عن 30 نانوغم / ملليتر)، والثانية جمعت المشاركين الذين كانت مستويات الفيتامين لديهم منخفضة (15 -30 نانوغم/ مللتير). أما المجموعة الأخيرة فقد تألفت من الأشخاص الذين أمتلكوا مستويات منخفضة جداً من هذا الفيتامين (أقل من 15 نانوغم/ ملليتر).
ويتوقع أن يتم استعراض نتائج الدراسة ضمن فعاليات المؤتمر العلمي لرابطة القلب الأمريكية، والمنعقد خلال الفترة ما بين 14-18 من شهر تشرين ثاني (نوفمبر) الجاري في مدينة "أورلاندو" بولاية فلوريدا.
وبحسب ما توصل إليه الباحثون؛ ظهر أن الأشخاص الذين امتلكوا مستويات منتخفضة جداً من فيتامين "د"، كانوا أكثر عرضة للإصابة بأمراض الشرايين التاجية وبمقدار زيادة وصل إلى 45 في المائة، مقارنة مع الأشخاص الذين يمتلكون مستويات طبيعية من هذا الفيتامين.
كما ارتبط انخفاض مستوى فيتامين "د" بشكل كبير (أقل من 15 نانوغم/ ملليتر) بارتفاع مخاطر الإصابة بالسكتة (78 في المائة) والتعرض للوفاة (77 في المائة) بشكل واضح، إلى جانب ذلك تضاعفت فرص حدوث الفشل القلبي في تلك الظروف.
وحذرت الدراسة من وجود ارتباط بين انخفاض مستوى فيتامين "د" عند الأشخاص الذين بلغوا الخمسين أو أكثر- حتى وإن ظهر الانخفاض بدرجة متوسطة- و نشوء أمراض الشرايين التاجية، والإصابة بالسكتة والفشل القلبي ومن ثم حدوث الوفاة.
ويعلق على نتائج الدراسة الطبيب برينت موهليستين، مدير بحوث القلب من المعهد وأحد مؤلفي الدراسة ، حيث يقول:" هذه الدراسة فريدة لأن الارتباط بين نقص فيتامين "د" وأمراض القلب لم يكن راسخاً، واستنتاجاتها حول كيفية الوقاية من تلك الأمراض وعلاجها قد يساعدنا على إنقاذ المزيد من الأرواح"، بحسب تقديره.
ومن وجهة نظر الباحثين؛ فإنه على الرغم من أن الدراسة الأخيرة كانت رصدية، وهي لم تحدد صلة قطعية بين نقص فيتامين "د" وأمراض القلب، إلا أن نتائجها تقدم دافعاً لإجراء المزيد من الدراسات، وتنفيذ تجارب سريرية حول تناول المكملات الغذائية التي تحوي الكالسيوم عند المصابين بنقص فيتامين "د"، بغرض معرفة ما إذا كانت تلك المكملات تقلل من مخاطر إصابتهم بأمراض القلب.
تاريخ النشر: 2009-12-15 22:29:40منقول

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . تنبيه مهم