نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
إبراهيم الناصر الحميدان
عاشق الجمال.. والحرية


إبراهيم الناصر الحميدان:



قبل سنتين تقريباً وبعد عودتي من خارج البلاد توجهت إلى أحد الأصدقاء لزيارته وبدلاً من أن أحضر له هدية من الخارج أهداني هو كتاب (مجلد الأعمال القصصية الكاملة) للقاص والروائي إبراهيم الناصر الحميدان. وقد كنت قبل ذلك قد اطلعت على بعض روايات كاتبنا المتميز ولكن ليس جميعها. وحينما نظرت إلى الكتاب الذي يحتوي أكثر من ستمائة صفحة قلت في نفسي قد لا أقرأه إلا بعد سنة فلديَّ من الكتب التي لم أفرغ من قراءتها الكثير ووضعت الكتاب مع غيره من الكتب التي تكاد تغتص بها مكتبتي المنزلية.
ولكن بعد ثلاثة أيام لم أستطع منع يدي وهي تمتد لتمسك بالكتاب وتقلب صفحاته ولم يكن من عيني إلا الانتقال بين الكلمات والأسطر تاركة فكري يعيش بين خيال الكاتب الواسع وجمالية اللفظ وإبداع السرد والصور. وما هي إلا خمسة أيام، بل أقل حتى أنهيت الكتاب الذي ما زلت أحتفظ به وأعيد قراءته بين الحين والآخر رغم كرهي الشديد لإعادة قراءة الكتب التي قرأت حديثاً ولكن هذا الكتاب كان حالة خاصة جداً.
إن أسلوب الكاتب الأستاذ الحميدان أسلوب مميز فما تكتبه أنامله يعتبر مدرسة فريدة من نوعها إبداعاً وجمالاً. بل إن القارئ ليفتن بالزمان والمكان والشخصيات التي غالباً ما تكون من الفئة المهمشة التي يبدع كاتبنا في جعل القارئ يعيش تفاصيلها بل أدق تفاصيلها.. يتخيلها.. يتأملها من كل جوانبها وكأنما يتأمل لوحة فنية أبدع صانعها بكل ما في الإبداع من معنى.
إن تأمل الأعمال القصصية لكاتبنا هي كزيارة لمتحف يحوي كل ثمين وفريد فتجد فيه روعة الحاضر وأصالة الماضي بل إنها أشبه ما تكون رحلة بالزمان والمكان لما وراء الكلمة.
أمهاتنا والنضال، أرض بلا مطر، غدير البنات، عيون القطط، نجمتان للسماء، العذراء العاشقة، إنها إبداع وحالة فريدة تستحق القراءة والتأمل.
إنه الأستاذ إبراهيم الناصر الحميدان، عاشق الجمال.. عاشق الحرية

الجزيرة

نشر في الصحافة المحلية والعربية وصدر له حتى الآن:
ـ أمهاتنا والنضال قصص 1380هـ
ـ ثقب في رداء الليل رواية 1381هـ
ـ أرض بلا مطر قصص 1385هـ
ـ سفينة الموتى ( سفينة الضياع ) رواية 1389هـ
ـ غدير البنات قصص 1397هـ
ـ عذراء المنفى رواية 1398هـ
ـ غيوم الخريف رواية 1408هـ
ـ عيون القطط قصص 1414هـ
ـ رعشة الظل رواية 1414هـ
ـ نجمتان للسماء قصص 1419هـ
ـ الغجرية والثعبان العاشق رواية
ـ دماء البراءة رواية

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي رائد من رواد الحركة الأدبية في السعودية منذ السبعينات الهجرية ( 1370هـ ) وحتى الآن.
متفرغ للكتابة بعد أن عمل في مجالات حكومية وخاصة.
يكتب الرواية والقصة القصيرة. لاطلاع على مؤلفاته:
http://www.kfnl.gov.sa:88/ipac20/ipa...-&index=#focus

مكتبة الملك فهد الوطنية
للمزيد الرجاء الاطلاع على مقال الاستاذ السلحوت في مجلة الفرسان
http://www.alyaum.com/issue/page.php?IN=11619&P=8

مقال مهم للاطلاع:
أزمة التراث
إبراهيم الناصر الحميدان *
يخيل إلى أن معظم الشعوب التي تحاول أن تناقش وضعها عن طريق الرصد والتحليل لا بد أن تصل إلى حقائق قد تغيب عن السطحيين الذي لا يدرسون الظواهر حسب سياقها وإنما يعتبرونها حقائق ثابتة لا تتغير ولهذا السبب اصطدمت الحداثة بوجهها العنيد بالكثير من ثقافتنا التراثية التي لم نكن نهضمها كما يجب إنما ابتلعناها عنوة حسبما قدمت إلينا بأساليبها الإرغامية فكان من الطبيعي والحالة هذه أن تصطدم الحداثة المجني عليها بهذا الجدار المقابل ثم تقع خاسرة لا يعرف المنادون بها والمعنيون بها السبيل إلى إقناع طائفة كبيرة حتى نحن المثقفين بالاعتصام بها وفهم مغزاها الحضاري المتفتح.
لقد ناقش الكاتب الرائع الأستاذ محمد بن علي المحمود في مقاله الأسبوعي في جريدة الرياض جانبا من مشكلة الحداثة دون أن يسميها واصطدامها مع التقليديين وكيف أنها تخسر مواقعها لأن الطرف الآخر يعرف كيف يطبعها باسم الدين الإسلامي الذي يركز على الثوابت دون أن يفرق بين ما هو أساسي وما هو عارض نسارع نحن في الدفاع عنه لأننا قبلناه منذ طفولتنا على هذا النحو فأصبح في ظننا يدخل في الإطار الشرعي وهو ليس كذلك.
فالتراث من الواضح أنه يشتمل على جانب عقلاني وآخر تقليدي يفتقد التمحيص ففي تاريخنا الطويل ينطوي مضمونه على ما نادى به فلاسفة متفتحون وواعون أمثال الجاحظ والمعري والتوحيدي الذين يواجهون فكراً آخر ينادي به الأشعري والغزالي وابن تيمية
إن هذا المزيج كله من التراث ودعاة الحداثة فشلوا في إيضاح الفرق في حشر التقليدي بين ما هو منفتح وناضج وآخر سطحي وسلبي لا يستقيم مع حياة الإنسان المتطورة.
إذن فقد ظلم أدونيس وغيره حين طرح التراث بنسقيه الأبيض والملون فتعثر خطابه بين فتات التشوق إلى التجديد أحياناً دون تمحيص بعد أن فشل في إقناع كافة الفئات في التمييز بين فلسفة المعري والجاحظ العلمية تجاه الغزالي والأشعري في طرح رؤاهم وجميعها تراثية ومن هنا ينبغي للحداثة أن تطرح نفسها من جديد كفكر تحرري يبحث عن التجديد ومسايرة حياة الشعوب الأخرى الثقافية المتطورة وفكر احتكاري يدونه في حلقة مفرغة لا تقنع بالشواهد والتحليل الموضوعي لأنه لو طرح النقاش الحر بين التيارين لوجدنا أن الاتجاه الذي انبثق منه الإرهاب هو المفكر المتقوقع الذي يرفض أي حوار مع الآخر بينما الفلسفة الحضارية التي نادى بها الجاحظ والمعري فهي التي تتجه لها كافة الشعوب الواعية وتقتفيها النخب العربية فالصراع القائم اليوم بين الإرهاب والثقافة هي حقيقة في محيط التراثي ولا بد أن تخرج الشعوب الناهضة من هذا المستنقع وتنشد توجهه المضيء وطمس الظلم والظلام.
http://www.al-jazirah.com/culture/25072005/fadaat14.htm