العبلةُ العشواء

قل للرَّواتكِ في زورٍ و تدليسِ = تحمَّلينا فإنَّ الصَّبرَ للعِيسِ (1)
لم تبرحِ العبلةُ العشواءُ شائلةً = فقرِّنوها إلى فحلِ العراميسِ(2)
غدت تقيمُ رغاءً من تخبُّطها = كقائمٍ تحت أيدي الجنِّ ممسوسِ
يعودُ من حَمَلات الغدرِ مُنتشياً = يلهو اللئيمُ و يزهو كالطَّواويسِ
على الخيانةِ ما يَجني أحَيْمقُها = على جِوارٍ و شِركٍ في التَّضاريسِ
ترى المذابح فينا ثُمَّ تُنكرها = نكيرَ قلبٍ بوحلِ الغدرِ مَطموسِ
يا صادحونَ أمن إحياءِ عزَّتنا = نَقرٌ بدفِّ و قرعٌ بالمَرَاويسِ
أتطربونَ ؟ فلم يطربْ للهوكُمو = سوى اليهودِ و قرَّاعِ النَّواقيسِ
و لا يُعدُّ إلى الهَيْجاءِ فارسُكمْ = إلاَّ بعزمٍ على الأطباقِ مَخْموسِ
هبوا الجهادَ كنظمِ الشعرِ و انتَحِلوا = و أقبلوا بخليعٍ منهُ ملبوسِ
ستُّون عاماً من الخذلانِ نحفظها = فما تلا النُّكسَ عامٌ غيرُ منكوسِ
يا قدسُ قد ألقتِ الأهواءُ معذرةً = فحرِّريها بصفحٍ منكِ ملموسِ
تضلُّ من حولك الأهواءُ باركها = خوارَها كلُّ حاخامٍ و قسِّيسِ
يا قدسُ تفديك أرواحٌ مضرّجةٌ = إذا التفتِّ بوجهٍ منكِ مأنوسِ
سينجلي الليلُ بالفجرِ الحفيِّ بنا = شوقاً إليكِ و درءاً للكوابيسِ
قضى شبابيَ يا أقصى و لي أملٌ = فلنْ يموتَ و إن أدركتُ تقويسي
كم راودَ البغيَ شربُ الماءِ من دَمِنا = فجاءهُ الخسفُ من أبنائنا الشُّوسِ
عودوا إلى الله يا أبناءَ أمَّتنا = من الغُثاءُ ؟ فقيسوا بالمقاييسِ
لا يستقيمُ لدينا أن نهاجيَكم = و أن نقيمَ أذاكم في القراطيسِ
لا نحسنُ العفوَ إلاَّ عن أحبَّتنا = أيا أحبَّةُ ما إخضاعُ بلقيسِ ؟
فمن أحبُّ تمادت في تعنُّتها = تأوي الظُّنونَ و تهذي بالوساويسِ
تمنَّعت بي و قالت نحنُ في لجبٍ = يرمي الجبالَ و عرشٍ للأباليسِ
قلتُ اطمئنِّي فلا غير اضطرامِ دمي = بقيا عليكِ و بحرٍ من أحاسيسي
لأنتِ كالشَّمسِ عندي في مشارقها = و إن كلفتُ ببدرٍ عنكِ معكوسِ
تهضَّموني و ما قدَّمتُ واحدةً = إلاَّ و جاءَ صَداها بالكراديسِ
بمفرداتي تزَيَّا الفجرُ حُلَّتهُ = و علَّقَ البدرُ ما أهداهُ قاموسي

شعر

زياد بنجر

ـــــــــــــــــــــــ

(1) الراتِكةُ من النوق التي تمشي وكأن برجليها قَيْداً و تضرب بيديها
(2) العِرْمِسُ: الصخرة و الناقة الشديدة
تحيَّاتي

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريمه الخاني

يا الله صوبت سهما من كنانتك لوجع القلب والام العروبة الصماء
لله درك من شاعر
نفخر به بيننا
عل الله يسمع الندا فيعيننا في بلوانا
تحيتي

حيَّاك الله أميرة الفرسان " ريمة الخاني "
أشكر حضورك و قراءتك و ثنائك
سمع الله منك و اجاب الدعوات المباركة
تحيَّاتي و دعواتي

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ظميان غدير

الشاعر زياد بنجر
قصيدة رائعة معنى ومبنى

وجعلت القافية لينة سائغة بصياغتك الجميلة
فلم نشعر بغرابتها ...
أنشدت للقدس ..فضحت الخونة واللاهين
كنت حماسيا ببث روح الثورة
دعوت للصلح بين ابناء الامة
وكأني أراك تعاتب من جعل حربه بالقراطيس
ونسى حمل السيف والفداء
تحيتي
ظميان غدير

أهلاً بك أخي الحبيب " ظميان غدير "
ممتن لكرمك الدائم معي و لحفاوتك بشعري
نسأل الله صلاح الأمَّة و عودتها إلى مجدها التليد
دمت برعاية الله

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رغد قصاب

من روائع الشاعر الكبير زياد بنجر
اسعدك الله كما اسعدتنا رغم مرارة موضوع القصيدة
رغد

حيَّاك الله أختي الكريمة " رغد قصَّاب "
سعادتي بك أكبر أيَّتها الرَّائعة و اشكرك كثيراً لكرم عباراتك
أصلح الله حال الأمَّة و أعاد عزَّتها
تحيَّاتي و دعواتي

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم المجد

أما أنا فقد وجدت صعوبة في القافية شاعرنا الفاضل

لست أدري هل المشكلة عندي ؟؟

كلمات رصينة فلقد ملأت دلوك من عمود الشعر وصميم العربية

أثبت أن الشعر العمودي ما زال قلبه نابضا معطاء

سلمت لنا

أهلاً بك أختي الشاعرة القديرة " أمّ المجد "
حقيقة إنَّ قافية السِّين من القوافي الجميلة و الصعبة في آنٍ معاً
و لا بدَّ لنا من التعرُّض من حينٍ إلى آخرإلى مثلها من القوافي المهجورة
و إحياء اللغة و تجديدها
هناك شرح لمفردتين و أزيد هنا التَّالي :
المراويس : جمع مرواس و هو صنف من الطبول يقرع من الجانبين
يُمرس جلده بحبل أي يُشدّ و يحكم ، و حقيقة يعرفه العوامّ و البسطاء أكثر من المثقَّفين
الكراديس و هي الكتيبة من الخيل
أشكرك أختي لقراءتك و ثنائك و دمت برعاية الله

يا للابداع ! ياللجزالة و القوة ...يا للموسيقا تحلق بنا إلى الأعلى .. يا للشعر حين الانخطاف يغدو نهاية حتمية لا فكاك منها ..لا فض فوك ...لا فض فوك