أنقذ نفسك قبل فوات الأوان





باتريشيا ايفانز
Wednesday 12-04 -2006
مرشد لكيفية التعامل مع المسيطرين في العمل أو العائلة أو الصداقة
كثيرا ما يلجأ هؤلاء الذين يحاولون السيطرة على الآخرين إلى تصرفات أقل ما يقال عنها انها بلا معنى، إذ يبدو وكأنهم لا يسمعون ولا يتفهمون حديثك ووجهة نظرك للأمور التي تحاول عرضها عليهم. فالشخص الذي يحاول السيطرة عليك يفشل تماما في تفهم أنك إنسان مثله، بحاجة إلى مساحة من الحرية، وله كيان ورأي مستقل. هذا النوع من التفكير يفتح أبوابا عديدة لسلوكيات سلبية، ترهق ضحاياها نفسيا، وأحيانا بدنيا أيضا.

من المثير للسخرية، كما جاء في كتاب «المسيطرون: كيف تتعرف على من يحاولون السيطرة عليك، وتفهمهم وتتعامل معهم» لباتريشيا ايفانز، ان المسيطرين على غيرهم لا يستطيعون السيطرة على أنفسهم. فكثيرا ما يودون التوقف عن هذا السلوك، لكنهم لا يستطيعون، وكأنهم تحت سحر أو ما شابه. ولكن من جهة أخرى، لا يستطيع أن يوقفهم أحد إلا أنفسهم، فبهم يبدأ الداء والدواء معا.




يقول علماء النفس ان الظروف المحيطة بالشخص مع تركيبته النفسية هي التي تهيئه ليكون شخصا مسيطرا. أما بالنسبة للتركيبة النفسية، فيظنون يقينا أن سلوكياتهم المسيطرة على الآخرين ضرورية للغاية، وانه بدونها لن تستقيم الأمور، سواء كانت بالنسبة للعمل أو العائلة أو الصداقة. ويصاحب هذا الميل للسيطرة عادة سلوكيات سلبية أخرى وتعاملات جافة مع الاخرين، ظنا منهم أنها تساعد على تحقيق أهدافهم للسيطرة. ولكن ما يحدث عادة هو العكس، إذ تنفر تلك السلوكيات الآخرين منهم، وتجعلهم يقاومون محاولات السيطرة عليهم. ويشترك جميع المسيطرين في أمر واحد، هو ثقتهم التامة بأنهم على حق، في حين أنهم أبعد ما يكونون عن الواقع والحقيقة.



تتأرجح نوايا السيطرة ما بين الحسنة والسيئة، ولكن حتى النوايا الحسنة لا تشفع لصاحبها هنا. وتؤمن مؤلفة الكتاب باتريشيا ايفانز أن النوايا الحسنة كثيرا ما تكون غطاء لدوافع أخرى أو احتياجات بداخل الشخصية المسيطرة تحاول تلبيتها. وللأسف في معظم الحالات لا يكون الطرف الآخر فقط هو الضحية، بل أيضا الطرف المسيطر والعلاقة بينهما.

ولكن هناك بعض المواقف التي تتطلب شخصية مسيطرة، أو يكون هناك احتياج لوجود شخصية مسيطرة، مثل أوقات الكوارث والأزمات. غير انها تتطلب أيضا، بجانب تلك الصفة، مواصفات إيجابية أخرى، مثل الحزم والرؤية الثاقبة للأمور وروح القيادة، ثم ـ وهذا هو الأهم ـ معرفة متى يتم التوقف عن السيطرة، بدلا من التمادي فيها.



وإذا كان على الشخص المسيطر علاج نفسه، فإن الضحية عليها واجب الدفاع عن نفسها، باتباع الاستراتيجيات التالية:

ـ التعرف على الشخصيات المسيطرة المحيطة بها وسماتها، والأساليب التي تتبعها للسيطرة.

ـ التعرف على محاولات اقتحام الحيز الشخصي لها، وهو الحيز الذي لا يجوز للغير اقتحامه، ويحاول المسيطرون اقتحامه بشتى الطرق. ويشمل هذا الحيز الرأي الخاص، وحرية التعبير، واستقلال الشخصية.

ـ عدم الاستجابة أو الخوف من أية تصرفات غريبة أو مرهبة، كالصوت العالي أو فرض الرأي او التهديد والوعيد.. الخ.

إذا أمكنك الخروج من نطاق سيطرة هذا الشخص، فافعل ذلك، ولكن بعد استنفاد جميع السبل الأخرى. فإذا كان الطرف المسيطر هو الزوج مثلا، فيجب ـ بعد استنفاد جميع الحيل الأخرى ـ أن تطالب الزوجة بالطلاق وتصر عليه. أما إذا كان الطرف المسيطر رئيسا في العمل، فيجب على الموظف أن يحاول الانتقال إلى أي قسم آخر أو مؤسسة أخرى.



خلاصة الكتاب التي تنهي بها المؤلفة كتابها المرشد هذا، هو أنك يجب ألا تستهين بوجود طرف مسيطر في حياتك. فهو عامل مدمر لحياتك النفسية والعملية. فعليك أن تقاوم سيطرته وأن تنقذ نفسك قبل فوات الأوان.


المسيطرون: كيف تتعرف على من يحاولون السيطرة عليك، وتفهمهم وتتعامل معهم

تأليف: باتريشيا ايفانز

الناشر: آدامز ميديا كوربوريشن

عدد الصفحات: 300 صفحة