حُدُوْدٌ منزوعةُ الأختام


من لحظة التقطيب خضتَ مجاهلا=ورسمت ما أضحى لعمرك قاتلا
تقتات أمنية تغور وراءها=والبحر لم يزجر وراءك ساحلا
وصبيحة النسرين تنحر مرجة=وجدوا بها ثأر القبيلة كاملا
يا سبحة يهتز في خرزاتها=شيخ على كفيه يهوي ذابلا
فيما مضى جبلوا نخاسة طبعهم=بقلوبهم لتعيش قهرا فاصلا
واليوم تنتهز العتاب وتتقي=خجلا بمرآة يراوح عاجلا
الماء يعطي للعراء وللثرى=نهرا تبنَّاه السحابُ منازلا
كن كابن آدم إذ تـُقُبِّلَ نَذْرُهُ=وأتى أخوه لكل حقد ماثلا
أو كاليراع لو استمعت لحرفِه=لقرأتَ من خلف الصرير معاولا
بين التَّوَجُّسِ والرحيل مراكبي=غرقت وعدت إلى المدامة قافلا
صوني يَدَيَّ من الرضوخ لحانة=لست الذي رفض النديمَ تحايلا
هل باقترافي للحصانة من فمي=شكوى ، تبيح لها الحدود مقاصلا؟
فتوى الكتابة عن طفولة مولدي=قد لا تجيز لها يداي قوابلا
لا تتركي سطري يعيش مشردا=سيعود يوما باليراع مناضلا
حسبي صريع الحقل يعذر إخوة=ودمي المسالم طارحوه سنابلا
هذا أنا والشعر أعزل جاءني=من أين أجمعُ للكتاب فواصلا؟
وعلى شفا النذرين قابيل انحنى=ليظل بالآيات رأيا فاشلا.
بمهارة الجلد الشحيح تحفزت=حفر لتملأها الملوحة سائلا
لا طاقة الحسرات تقدر أن ترى=صدرا يقوم على الثكالى عاهلا
أو جُنة القلم المصفد حبره=ستزيح عن صمت السجون مداخلا
كانت حواصل سره لجناحه=مأوى وأضحت للقفار معاقلا
طوق من التعب الجدير بقصة=حولي يشد من الملام سلاسلا
بدن الكلام تقرَّحت كلماته=فعلام نطلب من سقيم طائلا
حقنوه في عضل اليمام قصيدة=فتحوَّل الألم الجديد بلابلا
يا أول الآلام قرب لي فمي=ليكون للنغم الرحيم أناملا
مرآتي الثكلى بآخر ظلها=تبكي ووجهي عاد لي متثاقلا
وعفا عليه الزهد كيف أعيده=من جانب الإفلاس لي متفائلا ؟
(حَظْرُ التَّجَوِّل) في شوارع خيبتي=وقفٌ على ليلٍ يقضُّ مشاعلا
حجزوا بمرآب الفصيح قصيدتي=ألأنها فضحت بيانا جاهلا
ولسانها الريفي في غيبوبة=وضعوه حتى لا يثير مشاكلا
منحوه حق الصمت دون جناية=ورموه في تهم ليبقى عاقلا
دسوا كلاما قيل عنه مهدئ=في سره وعلمتُهُ متجاهلا
حقٌ له إن لم يجد لحريقه=أثرا لعون الماء أن يتسائلا
رمقُ الدخان يعيث في رئة السما=جمرا، فكيف إذا استطاب خمائلا؟
أنا من تشيَّعتْ السبيل أمامه=ومضى بلا نهر يعيد جداولا
عودي إلى عينيك، لون همومنا=حزن يخط على الكفوف عنادلا
يا ألف أنثى عفةً وسجيَّةً=وهدى إلى قمم البراءة آيلا
حاصرتُ وجهي بالبحار ولم أجد=غير الدموع لمن أُحِبُّ رواحلا
مدي شراع الغيم فوق زوارقي=فالريح تعمي للغمام سواحلا
وتفقدي كفيك بعد جنايتي=تجدي اعتذاري للأنامل شاغلا
ـــــــــــــــــــ
السبت غرة شهر رمضان 1430
22/8/20009
بصر الحرير