انت تسأل و القانون يجيب
الاهتمام بحقوق المعوقين

الباحثة القانونية
لميس شموط

إن فئة المعوقين او الفئات ذوي الاحتياجات الخاصة لاتقل بأي حال من الاحوال عن نظائرها من الفئات الاخرى في المجتمع، فجميعها تسهم في التنمية والتنمية الحقيقية هي التي تنطلق من الانسان وتنتهي بالانسان ولذا فإن المصلحة تقتضي العناية بالمعوق وتلبية رغباته لانه انسان اولاً ومواطن ثانياً.
ويجب على المعوق ان يتغلب على اعاقته ويندمج في المجتمع ويصبح اكثر فاعلية من الاصحاء وهذا يحتاج الى وعي وثقافة بأن يوعي المعوق نفسه من بداية الامر ان الطريق مفتوح امامه ونوعي المجتمع ان يعامل هؤلاء بما يشجعهم ويقوي اراداتهم.
ولقد عرف القانون 34 الصادر بتاريخ 29/6/2004 المعوق حيث اعتبره بأنه الشخص غير القادر على ان يؤمن ضرورات الحياة الفردية الاجتماعية العادية لنفسه بنفسه سواء كان ذلك بصورة كلية او جزئية بسبب قصور خلقي او مكتسب في قدراته الجسمية او العقلية.
ولقد نص القانون المذكور آنفاً على الخدمات المقدمة للاشخاص المعوقين .
ففي المجال الصحي: تقدم الخدمات الوقائية والعلاجية مجاناً من خلال المؤسسات الصحية العامة وتخصيص مركز صحي للمعالجة الفيزيائية خاص بالمعوقين على الاقل في كل محافظة لتقديم خدمات العلاج المبكر عن الاعاقة.
في مجال التربية والتعليم العالي والرياضة: بأن يكون الاهتمام بتربية الاطفال المعوقين في مرحلة الطفولة المبكرة وتوفير التعليم الاساسي للمعوقين جسمياً في سن المدرسة سواء في مدارس التعليم النظامي او في المعاهد ومنح طلاب الجامعات من المعوقين جسمياً اولوية القبول في المدن الجامعية وتوفير مايلزم لممارسة المعوقين الانشطة الرياضية وتشجيع رياضة المعوقين جسمياً ضمن المدارس والمعاهد.
-وفي مجال التأهيل والعمل: حيث منح المعوق جسمياً افضلية للاستفادة من القروض التي تمنحها الهيئة العامة لمكافحة البطالة.
-وفي مجال توفير البيئة المؤهلة: حيث نصت في هذا المجال على انه يخصص في وسائل النقل العامة الجماعية مقاعد قريبة من الابواب ويلصق عليها الشعار الخاص بالمعوقين وبأن يتم توفير اجهزة ومعدات ومرافق اتصالات عامة لتلائم احتياجات المعوقين جسمياً ومنحهم الاولوية في الحصول على وسائل الاتصال المختلفة.
وفي مجال الاعلام والتوعية:تتولى وزارة الاعلام من خلال وسائلها المرئية والمسموعة والمقروءة وبالتعاون مع الوزارة تقديم برامج التوعية في المجالين الآتيين:
التعريف بالاعاقة وانواعها واسبابها وكيفية اكتشافها والوقاية منها والحد من تفاقمها.
التعريف بحقوق المعاقين واحتياجاتهم والخدمات الواجب تقديمها لهم وبقدراتهم على الاسهام في بناء المجتمع.
وتقوم وزارة الاعلام بتخصيص نافذة تلفزيونية للصم في البرامج العامة وتشجيع دور النشر العامة والخاصة على اصدار وسائل تعليمية وتثقيفية للمعوقين.
-في مجال الاعفاءات والخدمات: تعفى من جميع الرسوم الجمركية مستوردات الاجهزة الخاصة حصراً بالاستخدام الشخصي للمعوق، ويعفى ايضاً المعوق من رسم الطابع في جميع معاملاته الشخصية مع الجهات العامة ومن رسم دخول الاماكن العامة الاثرية والثقافية، ويمنح المعوق ومرافقه تخفيضاً بنسبة 50٪ في وسائل النقل العامة الجماعية البرية والبحرية والجوية وأجاز القانون صرف اعانات مالية للاسرة الفقيرة التي تتولى رعاية المعوقين الذين لديهم شلل دماغي وتهدف المعاهد بأنواعها الى تحقيق توفير التربية الخاصة للمعوقين وتأهيل المعوقين للتكيف والاندماج في المجتمع وتدريب اسر الاطفال المعوقين على اساليب التعامل مع اطفالهم المعوقين وادارة شؤونهم.
لذا يجب وضع تشريعات وسياسات خاصة تستهدف ضمان حقوق المعوقين وذوي الاحتياجات الخاصة وتكافؤ الفرص والعمل من اجل تفعيل التشريعات الحالية وتطبيقاتها لتقديم افضل الخدمات للمعوقين وتعزيز اعتمادهم مع ذاتهم واستقلاليتهم ومشاركتهم الكاملة في جميع مجالات الحياة وضمان تمثيل الاشخاص المعاقين في المجالس النيابية والمحلية وعلى المستويات كلها والعمل على تفعيل واصدار القوانين التي تكفل التحاق الاشخاص المعاقين بالعمل في المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص، والالتزام بتشغيل نسبة ملائمة من المعاقين المؤهلين في القطاعين العام والخاص والتأكيد على حق الشخص المعاق في الحصول على السكن المؤهل والملائم لاوضاعه واحتياجاته وقد بدأت سورية بالسير في هذا المجال والاهتمام بهؤلاء المواطنين وتأمين احتياجاتهم وتوفير الخدمات اللازمة ولايسعنا في هذا الشأن الا ان نؤيد تلك الجهود ونشكر القائمين بها.


http://www.albaath.news.sy/epublisher/user/