السلام عليكم
هاجس الطفل دوما خلال العام الدراسي هو تنمية موهبته وتأجيل كل متعلقات فكره للصيف ويأتي الصيف كي يتحول كليا لعالم الترفيه في هدر ملاحظ لكل مشروع وضعه وربما خطط له وتدهض كل صيف تلك الآمال العريضة ليتبخر الحماس رويدا رويدا الاهم كيف نخدد لعطلة الصيف كي نجمع بين تنمية ك
الموهبة
رفد مواد دراسية
ترفيه مخطط له
هنا نفتح الباب على مصراعية للنقاش لاهمية الموضوع .
نسوق نصا كعادتنا رفدا له ودعما:
****************

شجرة الرضوان للتميز وتنمية والمواهب

د. زكريا زين الدين
أستاذ الحديث الشريف المساعد

لقد امتدح الله ألفًا وأربعمائة من أصحاب النبي e كانوا يومئذٍ خير أهل الأرض في قرآنٍ يُتلى إلى يوم القيامة، أولئك الذين بايعوا يوم الحديبية بيعة الرضوان وسيمت بذلك، لأن الله رضي عنهم {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً} الفتح "18"، كانت هذه البيعة لما أشيع أن قريش حبست عثمان بن عفان t وكان النبي e أرسله مفاوضًا لقريش، فكان الحل الأمثل بيعة على الموت وشن حرب على قريش لتحرير صحابي واحد. وهذه البيعة كانت مميزة في عدة أمور فكانت بيعة على الموت، وكان من بايعوا فيها هم خير أهل الأرض يومئذٍ بنص كلام النبي e، وكانت بيعة خلدها الوحي نزل فيها قرآنا يتلى إلى يوم القيامة، تميزت برضوان الله عليها وعلى أهلها، بل سميت الشجرة التي شهدت هذه البيعة، وكانت البيعة في فيئها وظلها، شجرة الرضوان، إلا أن هذه الشجرة شهدت درسًا آخر من النبي e في اكتشاف المميزين الموهوبين وتنمية مواهبهم، فقد أخرج البخاري حديث سَلَمَةَ t قَالَ: "بَايَعْتُ النَّبِيَّ e ثُمَّ عَدَلْتُ إِلَى ظِلِّ الشَّجَرَةِ، فَلَمَّا خَفَّ النَّاسُ؛ قَالَ: "يَا ابْنَ الأَكْوَعِ أَلاَ تُبَايِعُ"؟ قَالَ: قُلْتُ: "قَدْ بَايَعْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ" قَالَ: "وَأَيْضًا"، فَبَايَعْتُهُ الثَّانِيَةَ". فَقُلْتُ لَهُ يَا أَبَا مُسْلِمٍ عَلَى أَيِّ شَيْءٍ كُنْتُمْ تُبَايِعُونَ يَوْمَئِذٍ قَالَ "عَلَى الْمَوْتِ. هنا النص يبرز أن سلمة بن الأكوع بايع النبي e مرتين من دون أصحابه، وفي الحديث عند مسلم في صحيحه" ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ e دَعَانَا لِلْبَيْعَةِ فِي أَصْلِ الشَّجَرَةِ، قَالَ: "فَبَايَعْتُهُ أَوَّلَ النَّاسِ" ثُمَّ بَايَعَ وَبَايَعَ حَتَّى إِذَا كَانَ فِي وَسَطٍ مِنْ النَّاسِ، قَالَ: "بَايِعْ يَا سَلَمَةُ" قَالَ: قُلْتُ: "قَدْ بَايَعْتُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فِي أَوَّلِ النَّاسِ" قَالَ: "وَأَيْضًا" قَالَ: وَرَآنِي رَسُولُ اللَّهِ e عَزِلا يَعْنِي "لَيْسَ مَعَهُ سِلاحٌ" قَالَ: "فَأَعْطَانِي رَسُولُ اللَّهِ e حَجَفَةً أَوْ دَرَقَةً ثُمَّ بَايَعَ حَتَّى إِذَا كَانَ فِي آخِرِ النَّاسِ، قَالَ: "أَلا تُبَايِعُنِي يَا سَلَمَةُ" قَالَ: قُلْتُ: "قَدْ بَايَعْتُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فِي أَوَّلِ النَّاسِ وَفِي أَوْسَطِ النَّاسِ"، قَالَ: "وَأَيْضًا"، قَالَ: "فَبَايَعْتُهُ الثَّالِثَةَ". ولقد أثار تميز سلمة بن الأكوع بتكرار طلب البيعة ثلاث مرات شراح الحديث وعلماءه فأجاب بعضهم: "الحكمة في تكراره البيعة لسلمة أنه كان مقدامًا في الحرب فأكد عليه العقد احتياطًا"، وقال آخرون: "لأنه كان يقاتل قتال الفارس والراجل فتعددت البيعة بتعدد الصفة".
وقال ثالث: "أراد أن يؤكد بيعة سلمة لعلمه بشجاعته وعنائه في الإسلام وشهرته بالثبات، فلذلك أمره بتكرير المبايعة ليكون له في ذلك فضيلة"، وقال رابع: "تفرس فيه النبي e ذلك فبايعه مرتين, وأشار بذلك إلى أنه سيقوم في الحرب مقام رجلين فكان كذلك". وواضح من مجموع أقوال شراح الحديث أنهم يجمعون على تميز سلمة وفعل النبي e هذا هو تفرس واكتشاف لتميزه بالشجاعة والفتوة والدربة على القتال دون غيره، لذا فبايعه الأولى كما بايع غيره وبايعه الثانية والثالثة وأعطاه سلاحًا ليثير فيه حب الشجاعة والقتال أكثر ولكي نرى ثمرة فعل النبي e السحري والفعال ينبغي أن نعيش مع شجرة الغابة وهذا ما نعدكم به في الحلقة القادمة، وحتى اللقاء القادم ونحن نقرأ عن شجرة الرضوان وتنمية التميز وقد بدأ فصل الصيف الحار؛ أن نستظل بفيء شجرة اكتشاف المواهب والتميز، ولنضع البرامج والمخيمات في عطلة الصيف لاكتشاف مواهب الطلاب شباباً وفتيات وننمي هذه المهارات المتنوعة ونكافئها وهذا دور المسئولين من آباء وأمهات ومربين وأصحاب مؤسسات وجمعيات ومنتديات، فنحن بحق ينقصنا الكثير الكثير وهذا الاهتمام بعالم الموهوبين والمميزين خطوة إلى الأمام لسد حاجات النقص، نفعل هذا ونحن نتعرف على أشجار الإيمان في حلقات السجود الخضر المتتالية.

صحيفة فلسطين