منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 6 من 6
  1. #1

    الـسـفـيـه والمـسـؤولـيـة

    يغيب عن أذهان القائمون على المؤسسات والإدارات العليا في أوطاننا مصطلح ذو أهمية كبيرة يأخذ في الإعتبار في عملية اختيار المسؤولين والإداريين الذين يتولون المناصب الحساسة في مختلف قطاع المجتمع والدولة، ذلك المفهوم هو مبدأ الأخلاقيات الذي يشمل جملة من القيم والأخلاق والمبادئ الرفيعة والذي يفتقر إليها الكثير ممن حملوا الأمانة في أوطاننا اليوم، وما نراه من انتشار نسب الفساد في الإدارات المتعددة وانخفاض لمستوى الخدمات المقدمة وضعف التوجهات التنموية وتذمر المواطن ويأس الموظف البسيط وتوتر العلاقات الشخصية في داخل المؤسسة الواحدة ليس إلا نتائج طبيعة لتلك الأختيارات السلبية والقرارات الطائشة التي أفادت المصالح الذاتية لمجموعات ضيقة أخذت تتلاعب بالدوائر الرسمية والجهات الحكومية في هذا المكان أو ذاك.

    ونتسائل ماذا يأمل المجتمع من شخص قادم من بيئة قذرة وذو تربية غير صالحة، فلن يمنعه جوعه من ملئ جيوبه بشتى المصالح، بل الواقع يشير أنه سيستسلم سريعا أمام سلطان المال ولذة السلطة، وربما يضيف إلى رصيده الشخصي مزيد من الصفات الرذيلة والعادات القبيحة والمؤكد أن الآخرون لن ينتظرون منه إصلاح أنظمة العمل أو بناء المؤسسة لأن الإشكالية تقع في عملية الاختيار والإنتقاء حينما تغيب عن ملاك السلطة معايير الكفاءة والفعالية ويوضع الشخص غير المناسب في المكان غير المناسب، وتخضع هذه العملية بالأساس إلى عدة أسباب منها المحسوبية أو القرابة أو لكونه أبن فلان وعلان، والأصعب أن يطول إعتكافه على الكرسي لفترات زمنية طويلة لا يعلم بنهايتها إلا الله حتى يحمل هو والكرسي معا إلى القبر، ويكون في النهاية كلا من العمل والمواطن وأفراد المؤسسة والمجتمع هم ضحايا هذا الاختيار الخاطئ.

    والأعجب من كل ذلك عندما يتولى المتعلم ذو الشهادات العليا منصب لا يستحقه ولم يمنح له لأجل أخلاقه وسيرته الذاتية، فتجد تصرفاته وسلوكياته عكس ما تعلمه حتى الابتسامة والكلمة الطيبة لا تعرف طريقها إلى وجوه القبيح ولا يقدر على ضبط مشاعره وانفعالاته بل يفشل في اختبارات الأخلاقيات ولا يتقن نطق أبسط الحروف الهجائية في علم الإدارة الواسع، ويخسر الكثير والكثير من العلاقات داخل وخارج المؤسسة لأنه ببساطة لا يفهم مهارات وقدرات التواصل، هؤلاء ومن سبقهم هم فئة السفهاء الذين لا يستوعبون حجم المسؤولية التي هي أمانة كبيرة والتزام بحقوق الله وحقوق العباد وهؤلاء وغيرهم لا يحتاجون ببساطة لمناصب ووظائف عليا بل يحتاجون لإعادة تأهيل لنفوسهم الملوثة وبرمجة لعقولهم المدمرة.

    الواقع يؤكد للأسف إن الحكومات والمجتمعات العربية خسرت وستخسر الكثير من الطاقات والجهود بإهمالها أهل الكفاءات العالية وتجنبها القيم والأخلاق في عمليات اختيار المسؤولين مقابل مصالح ذاتية لهذا الشخص أو ذلك، وإن عملية الإصلاح والتغيير والتقدم بعيدة كل البعد عن واقع الإدارة وهيكلية المؤسسات في بلداننا البائسة.

  2. #2
    بالنسبة لظاهرة الفساد هي باتت متاصلة وجذر من جذور الواقع واقتلاعها يعني اقتلاعها من الطباع والسلوك والتربية ..
    من رايى والده يكذب سيصبح كذابا وهكذا
    اترك تحيتي لك
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  3. #3
    شكرا جزيلا اخت ريمه على التعليق ، فعلا عملية الأصلاح ليست سهله وهذه الامراض متجذرة ومستشريه في كل مكان ..لكن لماذا لا نحاول ولو بمقال

  4. #4
    شكرا على تسليط الضوء على هذه النقطة من الواقع الاليم
    مودتي واحترامي

  5. #5
    المثير حقا في هذا الإطار هو أن الدولة تعتني بالعينات الفاسدة و تضعها في أماكن حساسة .
    لأن الفساد يعني عندهم ضمان الإستمرارية .
    عاشرت موظف لا يتوانا على أخد الرشوة دون حسابات ما ...سرعان ما ترقى و اصبح مسؤولا .و هكذا دواليك .الفساد عملة مهمة في أيدي الساسة .

  6. #6
    استاذي الكريم المبجل محمد بو غابة ...أشكرك جزيلا على التعليق الطيب وفعلا الفساد هو يلعب دور كبير في وصول السفيه للمسؤلية ويضرب بكل المبادئ والاخلاقيات عرض الحائط...شكرا جزيلا على تعليق

    الاستاذة والاديبة سحر الايراهيم ..لك مني ألف تحية وشكر على التعليق

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •