جوامع الكلم وخواتيمه. لقد أوتي الرسول ص جوامع الكلم وخواتيمه. لقد كان للرسول ص آدابه في الكلام والرسول ص أسوة حسنة لنا ما أستطعنا. يا ترى كيف ينبغي على المسلم أن يفقه جوامع الكلم عند الرسول ص وما السبيل إلى تطبيق بلاغته.

جوامع الكلم وخواتيمه. كيف تكون الكلمة جامعة مانعة مقنعة ماتعة. كيف تكون مثل هذه الكلمة وما هي مواصفاتها وسماواتها. لقد قال الرسول ص مقولته هذه في معرض ردع قوم وإقناعهم وكأنه خفا على القوم بإن الرسول ص سيد الأقوام لما أوحي إليه من وحي وشرف من تشريف. إن القرآن معجز فلابد أن يكون الموحى إليه ومتلقي الإعجاز معجز أيضا. معجز في قدرة على البيان إن قلت في روعته عن بيان القرآن فإنه أكثر روعة من صائغي الكلام من بني البشر. معجز في قدرة لا متناهية على حسم الأمر ووضع الشئ في نصابه والحق في درجه أو مدرجه فلا يعلو على قوله قولة قائل ولا ينزع مغرور إلى الإدلاء بدلوه متطفلا .أعود والعود أحمد. يعقوب القاسمي.

جوامع الكلم وخواتيمه .المقولة الثانية. ما المراد بجوامع الكلم وخواتيمه. سئلني سائل من أهل المشيخة ما المراد بذالك. لم تتوزع نفسي ثانية ولم تتفرق. فقلت أنا غريرك في هذا الأمر. إن الكلام لنبي الهداية محمد وإنه أرد بذالك أنه لا يحب الشطط من القول ولا المطط من الكلام . إن صاحب الهداية يريش سهامه بخير سهامه. إنه يرى موقعه من الرمي قبل أن يرمي وإذا ما رمى كان خير رامي. لقد سحرت سائلي بهذا الكلام وهو نفسه له باع في صناعة الكلام. بيد أنه لم يضن علي معترفا هاشا باشا. ليعترف لي بدوره عن حذقي في الرمي وإصابة سهمي. وأردفت لسائلي إن كلام نبي الهداية لا يمكن تبويبه ضمن إطار الكلام الإجتماعي الطافح الى السطح والخفيف في خفة الدخان الذي ينثال دون قصد أو فصد ولاسيما حين وحوان تبليغ الرسالة وفي مواقع الهدي والهداية . إذ أن كل حرف يتفوه به الرسول في هذا السياق يوزن بميزان خاص و يودع في معجم خاص ألا هو معجم الهداية. يعقوب القاسمي

نتابع هذا النهل الفياض .............

محبتي
جوتيار

جوامع الكلم وخواتيمه. لقد كان نبي الهداية خير دليل لما هو متأصل في التراث العربي ولما هو دون ذالك . لقد كان الحارس الأمين والصمام المنظم لكل شئ كان له جذر في حياة العرب وما ليس له . وبإرهاف غير معهود به ونزعة فطرية مخلوطة بنزعة الإلهام كان يدرك نبي الحس العربي الرفد الدخيل على أقوام العرب وتراثهم . ألا ترى أن الرسول ص قال قولته هذه آنما رأى نبي الوحي العربي إنجرار بعض القوم وراء الإرث التوراتي وإنبهاره به. ذالك الإرث الذي هو من تركة أقوام غير أقوام العرب . أو ممن هم عرب لكن آل الى ساحهم خلف من غير خلف العرب أو تراث دين من غير بنات تفكير العرب. ألا ترى أن نفر من خيار القوم وخيار أصحاب الرسول إحتك بأناس من حاملي التوراة وأطلع على إرث كتابي وآنذاك نشر لذلك الأمر أذنيه بيد أنه رأى عثير عينيه آنما أتى نبي الهداية ليبلغه بمبلغ إنبهاره وشد إعجابه بما رأى من نص توراتي مبهر ومدهش فما كان من رسول الله إلا أن يوقف عند حدودهم أولئك الذين ينبهرون في غير مواقع الإنبهار المحمود والمرجو . أولئك اللذين إذا تهيجوا للظعن هاج القوم من وراءهم إستعدادا للظعن. المقولة الثالثة. أعود والعود أحمد. يعقوب القاسمي.

من جوامع الكلم وخواتيمه. المقالة الرابعة . وحسبى أن أقطر كل قطرة من ماء الذهب من مقولة نبي الهداية هذه إذ أن كل حرف يتفوه به النبي لهو الترياق الشافي للنفوس والزاد الوافي للنصوف. إذ أن وحي كلامه من وحي قفار وبوادي العرب. وعزفه على عزف لسان العرب. نبي وحيه من وحي أهل الإرب. فصيح نصوح. ولا تترك فصاحته في أمر طالته وشئ نابته ظلا من شك ولونا قاتما في سمك. فلا يترك القوم في مقام قراد يسمع صوت أخفاف الإبل من مسيرة يوم فيتحرك لها. يفصح عن المكنون وعن ثقل كانون. يرغب عن الرقة والتهليل. وما نطق به أو قاله حاملو التوراة رقيق رقة رداء الأشجع أو رقة دين القرامطة. فأهياف هؤلاء غير أهياف العرب في التعبير والإفصاح وتركتهم اللغوية غير تركة العرب اللغوية في إنشاد القريض وضرب المثل والرجز. ولقد خاطب الرسول أولئك اللذين تهيجوا للظعن وهموا بالظعن جريا وراء تراث نشاز إنكم حظي من الأمم وأنا حظكم من الرسل. ومن كان شأنه شأنكم و عوفه عوفكم لا غنى له عني ومن كان بصمة روحه في بصمة روحي ما كان له أن يعرض عنكم صفحا ولا هجرا. وفحوى ما نذهب إاليه هو أن وحي الرسول من وحي العرب و وحي زملاءه من الأنبياء من غير العرب من وحي أمم أخرى لا تجمه بتراث العرب من جامع ولا تشمله الى هذا التراث شمل. يعقوب القاسمي.

جوامع الكلم وخواتيمه . المقالة الخامسة. وأراد نبي الرحمة بذالك أنه لا يقف على قدم المساواة مع صاحب التوراة . لقد كان الرسول في معرض دفاع عن رسالته ونبوته . فهو ليس ككل نبي. وصاحب التوراة صاحبه في لفظة جامعة لا غيرها وهي كلمة النبوة . والأنبياء أتوا ما أتوا من شارات شرف النبوة وآيات التفضيل . فلا يقف الجميع على نفس الكعب وليس للجميع عين الطول والطول. فإرثهم وإن كان مشتركا إلا أن نصيبهم من ذالك الإرث متفاوت وحظوظهم منها متباينه . وليس السعفة ذاتها من متاع بيوتهم . ورغم ذالك فإن نبي وحيه من وحي قفار العرب لم يتطاول على أخيه صاحب التوراة ولم يقدح في ساقه ولم يغض من شأنه بيد أنه كان سريعا إلى تبيان ما يميزه عن إخوانه في النبوة. وجل ما ميزه في ذالك السياق هو إختصاصه بجوامع الكلم وخواتيمه . وماذا يميز إبن بطحاء مكة عن غيره من أعاجم الرسل غير لفظته وطهر عذرته. ولو كان نبي العرب قد هاج ولج وأتى بالغريب والفاحش من القول لكنا أستهجنا عليه ذالك وشنعنا عليه قوله وربما جردناه من شارات وشرف النبوة . لكنه وبأدب رفيع ذهب يبرز جمال ما أوتي من ملكات متميزة وسجايا بلاغية فريدة . وذهب يزجرأصحابه على تطفلهم ذالك التطفل السقيم في تعلقهم بتراث الغير وميلهم الى هدي الغير دون أن يشير بأصبع اللوم والإتهام إالى أخاه في النبوة . وخرج صاحبه موسى من أدغال الحديث برئ الساح . جوامع الكلم وخواتيمه إرث يحوزه كل العرب لكنه وحده دون غيره من العرب يمسك بناصيته ويوظفه في تثبيت قوائم رسالته. يعقوب القاسمي.

جوامع الكلم وخواتيمه. المقالة السابعة . ومن المقدور القول من سياق الكلام أن أسلوب نبي العرب غير أسلوب إخوانه من الأنبياء ممن هم من الأعاجم أو من أصول غير عربية وظاهر القول أيضا أن وحي نبي العرب من غير وحي الأنبياء غير العرب . وربما يكون معين الوحي ومعدنه ذات المعدن إلا أن خصوصيات خلفية النبي تبيح إختلاف التعبير والتثبير والتباين في لغة التبليغ والإفصاح . وإلا ما سر توكيد نبي العرب وتأكيده على أنه أوتي جوامع الكلم وخواتيمه . ولو كان حاله من حال غيره من زملاءه في النبوة ولو تساو معهم تساوي أسنان المشط لما تذرع بهذا الكلام ولما أضرعته الحمى إلى الذهاب كل مذهب وسلوك وعر الشعاب ليقول هذا الكلام . ويفهم ضمنا لا صراحة أن لصاحب التوراة أسلوبه في التبليغ ولكتابه اسلوبه . وإن اسلوب التبليغ رهين بظروف الأقوام وأساليبهم الألسنية والكلامية . وإن من صلب أساليب الغير التنثير والتسطيح في الكلام . ومنها الأسترسال الأسلوبي. الأسلوب الراخي الذي ينتثر فيه المعنى ويضيع فيه المغزى . إن إسلوب جوامع الكلم ومن وراءها العرب يقف على طرفي النقيض من إسلوب الديانات الأخرى ولاسيما الدين الموسوي . إن إسلوب جوامع الكلم لهو غير الأسلوب القصصي الفضفاض الذي لا أول له ولا آخر . أعود والعود أحمد. يعقوب القاسمي.

من جوامع الكلم وخواتيمه . المقالة الثامنة . ومن يستقصي معرض هذا الكلام من لدن نبي الرحمة يجد أن هذا النبي كان أرحم الناس بالعرب وأكثرهم حنكة وقيادة وريادة . فلم يك أصحاب الرسول كما تبدو للوهلة الأولة أوفق من شن لطبقة أو أتلى من الشعراء للجوزاء . فرغم أن الجميع رأى الحق الذي مع النبي محمد وآمن بصدق رسالته إلا أن بعضا من النفوس وحتى أولئك النفوس التي لا تعلوها غبار الشك في إيمانها ظلت تبحث يمنة ويسرى عن تطمينات جانبية على أن ما أتى به النبي لهو الدين الحق ومن بين أولئك عمر بن الخطاب رض . فكان على النبي والحالة هذه أن يزجرمثل أولئك ليعودوا الى محجة النبي البيضاء . وإنه من الجلي بمكان أن هذا الأمر برهن ويبرهن على أن نبي العرب تمتع بسجايا قيادية عالية وقدرة فريدة على تسيس الناس. إذ أن هؤلاء الناس ظلوا يعوجون ويعرجون وظل النبي يقيم قذلهم ويعدل إعوجاجهم حتى تسقط عن هذه النفوس قذلها وإعوجاجها. ولم يك أناس من طرز عمر رض كالممهورة من مال أبيها . كان الناس من أمثال عمر ذو نفوس بصيرة وعسييرة . ولا تسهل القياد إلا لمن كان لوحي من الرحمن ووحي من أهياف العرب . ولولا هذه القدرة الربانية الفريدة عند النبي العربي لما أكتمل عقد الدين الجديد ولما سادت رسالته. هل يمكن التصور أن صحابيا في مصاف عمر رض يذهب وينبش في التوراة ليجد جوابا لمعضلة أعضلت عليه . ويحمل في يده مقتبسا من التوراة في سراة الضحى وتحت أعيين النبي العربي. لله درك يا عمر. ومن عجب رجب أن عين النبي لم تخطئه . فقال له النبي ما هذا يا أبن الخطاب . فقال صحيفة إكتتبتها من التوراة. فإحمرت وجه رسول الله وقال له بلهجة مستهجنة أمتهوكون يا بن الخطاب والله لو أن موسى حيا لما وسعه إلا إتباعي. يعقوب القاسمي

ماشاء الله استاذنا ولكن ارجو ان تنسق لنا النص بشكل يسهل لنا القراءة
وشكرا لك