النمو والتكامل الشخصى عملية لا تقف ولا تخوم لها . الشخصية الإنسانية لعبة شطرنج متحركة. أو كثيب رملي متحرك إذا أستعرنا تشابيه من تراثنا العربي ومصطلحاته البيئية. وإنه يتعذر على طبي أو عالم بالشأن النفسى من أن يجد تعليلا وتفسيرا لظاهرة الشخصية الإنسانية على ضوء نظرية واحدة من نظريات الشخصية. لا شك أن كل نظرية من النظريات التي تلقي رواجا على بساط البحث وجمهورا عند جمهور الباحثين تفسر جانبا من جوانب النفس الإنسانية لكنها تعجز عن الإتيان بتفسير شافي شامل لجميع جوانب الشخصية. يعقوب القاسمي.

نإن الشخصية الإنسانية ليست وحدها لعبة شطرنج متحركة وإنما ميدان علم النفس أيضا. وإن المتخص في الحقل على دراية بوجود كم كبير من النظريات التي تفسر الظاهرة النفسية وتضع الأصبع على مكمن عافيتها أو جربها. المشكلة لا تقف عند هذا الحد بل تتخطى الطور وتعقد ورطة النظريات النفسية وعجزها عن التفسير والتطبيب رغم أن كل نظرية تدعي العصمة وحكر الألمعية العلمية . مع ما لهذه النظريات من قصور وهناوات. وتتسع القرفة والساحة. وتوضع الكثير من النظريات التي لاقت رواجا حينا من الدهر أمام أزمة المصداقية وتقف على المجرب. ولنأخذ نظرية التحليل النفسي والذي مؤسسه أشهر من علم فرويد. لا شك أن القيم الإجتماعية التي أعطت علم النفس التحليلي رحم ولادته وترياق عافيته لم تعد قائما. بل طالتها يد الزمن بالتبديل والتغير. يعقوب القاسمي.