منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 1 من 4 123 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 34
  1. #1

    نحو رؤية مستقبلية للتعليم فى العالم العربى

    نحو رؤية مستقبلية للتعليم فى العالم العربى


    نعرض هنا إقتراحا لتغيير جذرى للعملية التعليمية ، تغييرا يتلاءم مع منجزات العصر الذى نعيش فيه. والهدف الأساسى من التغيير هو أن نكون مساهمين فى إنجازات عصرنا و مشاركين فى صنع أحداثه ، وليس فقط متفرجين و متأثرين بما يدور حولنا. ولكن كيف نكون فاعلين دون أن نغير و نطور من قدرات الإنسان العربي ؟ وإن كان التعليم هو أحد الوسائل ، فلماذا لا نثوره ليقوم بدوره في هذه المهمة الحضارية؟

    ربما كان من المناسب لشعوب العالم العربى ان تبتكر أفكارا جديدة قابلة للتطبيق ، لتساعدهم على الإسراع فى عملية التنمية و النمو لشعوبهم للوصول بعد جيل أو جيلين إلى المشاركة فى قيادة البشرية. فإذا لم نبذل جهدا ونقبل التغيير فى هذا الإتجاه ، فسوف يتأخر إقلاعنا الحضارى و سوف نبقى فى آخر الركب. وأساس التغيير هو الإنسان ، والتعليم السليم هو الذى يبنى الإنسان السليم. فإذا كان عددا قليلا من الأفراد المؤهلين للقيادة يستطيعون أن يفعلوا الكثير لبلادهم و أوطانهم و حضارتهم ، فما بالك بزيادة العدد ليشمل نسبة كبيرة من شبابنا المتعلم؟ وهنا يتضح دور التعليم و مؤسساته فى البناء الحضارى المعتمد على الإنسان ، وهنا نجد أنفسنا فى أشد الحاجة لفكر تعليمى جديد.

    سوف أعرض هنا الخطوط العامة لإستراتيجية تعليمية جديدة لقرن قادم. وهى مبنية على رؤية مستقبلية للتعليم فى العالم العربى ، و هى رؤية غير مألوفة لأنها تهدف إلى تغيير كلى وشامل لنظام التعليم الحالى بكل مشاكله ، وتبنى نظاماّ أخر يصلح لأجيال عصر المعلومات وثورة المعرفة والذكاء الصناعى. وهى تهدف أيضاّ إلى بناء جيل مستقبلى قادر على تنمية الحياة و إنتاج العلوم وحل المشكلات بدلاّ من الكلام حول المشاكل و العلم. وبعد مناقشة هذه الرؤية مع كل مهتم بالتعليم ، ومراجعتها بالتعديل والحذف والإضافة ، ومن ثم الإتفاق على صلاحيتها يمكن لنا أن نعمل معا كفريق من أجل التخطيط لمشروع قومى مستقبلى لتطوير التعليم مبنى على هذه الرؤية.


    و إلى لقاء حيث أبدأ بعرض المشروع ، على أمل ان تساعدنا على نشره حتى يمكن ان تتبناه نسبة كبيرة من ابناء العروبة

    وتحياتى


    ( يتبع)

  2. #2
    التعليم ومشاكله التى لا تنتهى

    يدور الحديث كثيراّ عن إصلاح التعليم ، وتكررت كثيراّ قضية تطوير و جودة التعليم ، وتكلم العديد من المهتمين وكتبوا عن تعقيدات نظام التعليم الحالى ومشاكله المتشابكة والتى لا تنتهى. الجميع يشتكى ، الطلاب والمدرسون والمدراء والنظار وأولياء الأمور. ومن أمثلة الشكاوى من نظام التعليم الحالي : كثرة المقررات، صعوبة الإمتحانات ، طول سنوات الدراسة ، التركيز على الحفظ والتلقين ، حفظ الأسئلة و أجوبتها النموذجية ، إرتفاع نسبة الرسوب ، الأمية التعليمية ، الهدر التعليمي والتسرب ، الدروس الخصوصيه ، إنشغال المدرسين بطرق أخرى للكسب لضعف رواتبهم ، مشاكل المبانى والتجهيزات ، و مشاكل سلوك الطلاب و طرق التدريس و أسالبب التقويم، وغيرها من مشاكل العملية التعليمية وعناصرها من منهج وكتب ومدرسين ورواتب و إدارة تعليمية وتعليم خاص. ومن أهم المشاكل عدم وجود ارتباط بين التعليم وسوق العمل و بين التعليم ودوره فى التنمية الحقيقية للمجتمع. بالإضافة إلى أن ما يدور فى عقل الطالب هو البحث عن شكل أو منصب إجتماعى عن طريق الحصول على درجة علمية أو شهادة ، فقد أصبح الإهتمام الأول والأخير عند غالب الطلاب هو الحصول على شهادة وليس التعلم.

  3. #3
    الحقيقة بصرف النظر عما طرحته استاذنا يهمنا ان يكون للافضل وهذا حق الاجيال علينا على الا نغير من ثوتاابت نعرفها طبعا
    بانتظارك
    مع كل التحية
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  4. #4

    أسئلة قبل التفكير فى الإصلاح

    وقبل أن ننطلق فى إطلاق أفكاراّ للإصلاح علينا أن نتأمل فى عدداّ من الأسئلة التى تساعد وترشد إلى الطريق الأكثر صواباّ. وهذه الأسئلة سوف تساعد على الإختيار بين تعديلات فى النظام الحالى أو تغييره كلياّ.

    لماذا أصلاّ التعليم ؟ وهل المجتمع فى حاجة لنظام للتربية والتعليم؟
    ما هو المقصود بالتربية؟
    ما الفرق بين التعلم والتعليم عند المدرس وهو يقوم بواجبه فى قاعة الفصل؟
    هل التعليم يفيد الدولة والمواطن؟ وكيف؟
    هل نحن فى حاجة لمدارس وجامعات ومعاهد حكومية أو خاصة؟
    لماذا الحديث الأن عن الإصلاح والتجويد؟
    كيف نقيس نجاح العملية التعليمية؟
    هل التطوير الحالى الجديد يبحث عن تعليم أم تعلم؟ وما الفرق بينهما وبين التربية، فكلها أصبحت دروساّ تقرأ وكلاما يكتب ، وعبارات تحفظ؟
    وهل نحتاج التربية فى التعليم العالى أيضاّ؟
    ماهو معيار نجاح نظام تعليمى ما؟
    ماذا تعنى جودة نظام التعليم؟ ما هى معاييرها؟ هل يمكن قياسها موضوعياّ ؟ ومن الذى سيقوم بقياس الجودة؟
    هل مجرد زيادة عدد المدرسين يصلح التعليم؟ هل زيادة رواتب العاملين فى نظام التعليم سيحسن التعليم؟ هل تغيير الكتاب والمقررات سيصلح التعليم؟ هل إعطاء كل طالب حاسب ألى وحساب على الإنترنت سيصلح التعليم؟ هل تغيير طرق التدريس وأسئلة الإمتحانات وغيرها من وسائل التقويم سيصلح التعليم؟
    هل يمكن ان يؤثر التعليم بطرقه الحالية فى تغيير سلوك الطلاب ومهاراتهم الفكرية؟
    هل يكسب التعليم الحالى الطلاب عند تخرجهم ما يمكن قياسه من علم ومعرفة ومهارات فكرية وحياتية وقدرات على حل المشاكل و التواصل والحوار والنقاش؟
    وهل يمكن لنظام التعليم ان يلغى التأثيرات السلبية للإنترنت والقنوات الفضائية والفيديو والسينما بما تمثله هذه الوساثل من قيم حياتية وسلوك مقبول؟
    هل التكاليف الإقتصادية التى تصرفها الدولة على التعليم العام والجامعى ، وهى جزء مقتطع من ميزانية الدولة ، هل لها عائد على الدولة والمواطن والتنمية البشرية للمجتمع؟

    إعتماداّ على أجوبة الأسئلة السابقة ، هل يمكن إصلاح نظام التعليم الحالى من خلال مجموعة من التعديلات والإجراءات التى تحل مشاكل المقررات والتدريس والإمتحانات و رواتب المدرسين وملائمة المبانى والتجهيزات وأعداد الطلاب فى الفصل، والدروس الخصوصية، دون مراجعة شاملة لدور التعليم فى الدولة والمجتمع؟ أم من الأفضل تبديل نظام التعليم و ابتكار نظام تعليمى جديد قادر على التحكم فى العملية التعليمية لإخراج مواطن يصلح لإدارة الحياة فى بلدنا فى المئة سنة القادمة؟


    (يتبع)

  5. #5

    نحومشروع قومى للتعليم للمئة سنة القادمة

    بعد مراجعة الأسئلة السابقة يلح علينا الفكر فى الإختيار بين بعض التعديلات والتغيرات فى نظام التعليم الحالى وبين تبديل كل النظام السائد. و عندما نفكر لمشروع مستقبلى ، لمئة عام قادمة ، فإننا يجب أن نغير طرق التفكير المألوفة ونعتمد على توقعات للمستقبل مبنية على معارفنا واحتياجتنا الحالية ، وعلى ماذا نريده من التعليم حتى يحقق رؤيتنا لمستقبل المجتمع والدولة؟ ولأن مدة مئة سنة هى فترة طويلة فيجب أن تتضمن خطط التطوير المستقبلية ألية دورية للمراجعة والتعديل . فما رأيكم في قبول دعوة للتغيير، تغيير النظام التعليمي كله. فأى تعليم نريد؟ ومن يقرر التغيير ؟ وكيف يقبل هذا الفكر الجديد؟ وهل يمكن ان يطبق؟ هذه الأسئلة سوف نجيب عليها تحت العناوين الأتية:

    أولاّ: التعلم ودوره فى المجتمع والتنمية البشرية
    ثانياّ: رؤية إستراتيجية للتعلم
    ثالثاّ: رؤية غير مألوفة للتعليم العام
    رابعاّ: التعليم العام ومفهوم التربية المأمول
    خامساّ: ما بعد التعليم العام من منظور مختلف
    سادساّ ّ: وماذا عن التعليم العالى أو الجامعى
    سابعاّ: مسؤليات إضافية لدور التعليم فى التنمية البشرية
    ثامناّ ّ:نحو خطوات للإعداد والتنفيذ
    تاسعاّ ّ:مشروعات مقترحة
    عاشراّ: المعوقات

    (يتبع)

  6. #6
    أولاّ: التعلم ودوره فى المجتمع والتنمية البشرية


    (1)
    بحثا عن التكامل

    هل يمكن فصل نظام التعليم عن باقى أنظمة الدولة ، وهل يمكننا أن نطورالتعليم ونجوده بمعزل عما يجرى من مؤثرات داخلية وخارجية؟ وهل يمكن أن نغيرالتعليم ونصلحه دون الإستناد إلى أهداف الدولة واستراتيجيتها، وهل يمكن ذلك بعيداّ عن حاجات الناس ومصالح المجتمع؟ هذا ما نحاول ان نتعرض له هنا.

    لا نستطيع التفكير فى إصلاح التعليم كقضية منفردة معزولة عن المجتمع وأفراده ومصالحه ، ولا منفصلة عن الدولة ومؤسساتها وأنظمتها السياسية والإقتصادية ، ولا منفصلة عن أهداف الدولة و مصالحها وأستراتيجيتها ودورها فى المنطقة والعالم. وعند التخطيط لتطوير التعليم يجب ان نأخذ فى الإعتبار عدداّ من القضايا المرتبطة بالتعليم ، والتى إذا أهملت لن يؤدى التعليم دوره المأمول للوطن وللمواطن فى المستقبل القريب والبعيد معاّ. التطورات السريعة والمتلاحقة فى السياسة العالمية والإقتصاد العالمى، وحرية التجارة والشركات المتعدية الجنسية وسوق العمالة ومتطالباتها ( العولمة) كل هذا سوف يؤثر على دور ووظيفة المتخرج فى نظام التعليم ، والمنافسة التى سيواجهها للحصول على وظيفة فى سوق العمل. فكيف سيعمل التعليم المستقبلى على إعداد المتخرج للتعامل مع هذا الجو غير المألوف له؟ هذا من ناحية الوظيفة التى توفر للمتخرج المقدرة الإقتصادية لتكوين أسرة له وتحقيق طموحاتة الشخصية.

    ومن ناحية أخرى تستقبل حواس المواطن ، السمعية والبصرية ، ما تقدمه له وسائل الإعلام ، من تلفزيون و راديو وصحف وقنوات فضائية وأشرطة فيديو و انترنت وغيرها ،من قيم ونماذج للحياة ، و هذه سوف تؤثر عليه نفسياّ ومالياّ ، فكيف يمكن لنظام التعليم المستقبلى ان يساعده على الإستجابة لهذه المؤثرات اليومية، وما يمكن ان تسبب له من مشاكل له ولأسرته وأولاده؟ وكيف له ان يتعامل مع الإغراء الدائم من سوق الإنتاج والبضائع الذى لايكف عن حث المواطن على الشراء؟ وماذا عن قضاء وقت الفراغ من الإستمتاع بالرحلات ومتابعة الرياضة المحببة له ؟ وماذا عن تأثير هذا على قيمه الروحية والفكرية والدينية ؟ وهل يمكن للتعليم ان يعطيه المناعة حتى لا يتحول هو نفسه إلى شىء ...مجرد شىء...من الإشياء ولا يهتم إلا بالأشياء؟ وهل يمكن للتعليم ان يعتبر الطالب أكثر من فصل دراسى وكراسة وقلم؟ وهل يمكن أن نتعامل مع الطالب كإنسان وليس كمنتج إقتصادى؟ وماذا عن التلوث؟ وهل يمكن للتعليم ان يؤدى دوراّ فى التقليل من أثر الإنسان والإستهلاك على البيئة النظيفة؟ وما علاقة الأحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدنى ودورها فى تطوير التعليم وترقية المواطن حتى يشارك فى نهضة بلده؟

    ولا يمكن مناقشة قضية إصلاح التعليم دون نظرة شاملة ومتكاملة للتعليم العام والتعليم الجامعى معاّ ، وهذا الشمول يجب ان يتضمن تصوراّ ما لمستقبل الخريج ،وماذا سيفعل بعد تخرجه من العمل أوالوظيفة إو إكمال الدراسة؟ وهل يتيح له المجتمع ما يريده؟ بالطبع فإننا فى حاجة شديدة لمعرفة سوق العمل وأحتياجه لنوعيات محددة من المتخرجين لعقود تالية حتى يمكن تأمين وظائف للمتخرجين ، و حتى يمكن التخطيط لأعداد الطلاب الممكن قبولهم فى التعليم الجامعى بأقسامه وتنوعاتة المختلفة. وأيضا يجب معرفة اهداف الدولة وخريطة البحث العلمى المطلوبة مستقبلاّ فهى التى توجه المتخرج الذى يريد إكمال دراسته العليا ، فى إختيار مجال الدراسات العليا المتاح.

    هذا عن قضية تطوير التعليم المطروحة بإلحاح منذ سنوات. وماذا عن قضية جودة التعليم المطروحة أيضاّ؟ فى الحقيقة ومن منظور عملى فإننا لا يمكن ان نناقش مسألة جودة التعليم دون أن نعرف مقدماّ لماذا نعلم أولادنا؟ فمعرفة أهداف التعليم هى التى ترشدنا الى تصميم معايير الجودة ، فقياس جودة التعليم يقوم على إبتكار معايير موضوعية لقياس ما حققه التعليم من أهداف ، فى شكل معارف ومهارات اكتسبها المتخرج يمكن قياسها. وابتكار نماذج قياسية لإختبار قدرات المتخرج يمكنها ان تعطى دلالات على مواصفات المتخرج التعلمية وطاقته المحتملة للنجاح فى الحياة ، فالتقويم والجودة ليس لهما معنى حقيقى دون معرفة أهداف النظام التعليمى، وماذا يفيد التعليم كلاّ من الطالب والمجتمع و سوق العمل والدولة.


    لازلنا فى (1) من أولا ...و المشروع سينتهى بعاشرا: المعوقات

    (يتبع)

  7. #7

    (2)
    مكونات إنسان المستقبل

    أنا اتصور ان إنسان المستقبل يجب أن يتكون من تركيبة متوازنه و متفاعلة من ثلاث مكونات:

    1- المكون الأول هو العقل وله عدة صفات
    2- المكون الثانى هو القلب وله أيضا عدة صفات
    3- المكون الثالث هو الساعد وأيضا له عدة صفات

    وأهم شىء هو التوازن بين هذه المكونات ، بحيث لا يطغى مكون على الأخر. لكل من العقل و القلب و الساعد عدد محدد من الصفات ، يمكننا أن نتفق عليها ، ولكننى لا أتوقع ان كل مواطن سوف يحمل نفس العدد من صفات كل مجموعة و بنفس الدرجة. لذلك أرىأن التنوع فى الدرجه لكل صفة هو المطلوب، ولكن لابد من وجود حد ادنى من كل صفة ، وأيضا حد أدنى من الصفات من كل مكون. وهذه هى بعض الأمثله من الصفات:

    1- العقل: القدرة على جمع وتصنيف المعلومات ، القدرة على الوصف و التحليل و التركيب والتعليل و الإستنتاج السليم ، القدرة على الوصول الى المعارف من المعلومات ، القدرة على فهم القوانين التى تحكم الظواهر ، المراجعة المستمرة وتصحيح الأخطاء ، القدرة على التفكير الناقد والخلاق والإيجابى والقدرة على فهم المشاكل وحلها.
    2- القلب: الرحمة ، التسامح ، الحب ، التألف ، الشعور والإحساس بالأخر وغيرها من صفات المودة والدفىء.
    3- الساعد: العضلات ، اليد ، العمل ، القوة ، الجسم ، الصحة وغيرها من مواصفات الجسم السليم.

    العقل يمكن ان يؤدى إلى فهم وتنمية وتطبيق مفاهيم العدل ، والقانون ، والحكم ، والسيادة ، والأمن ، والعلم. بينما القلب يمكن أن يؤدى إلى التعاون ، التحمل ، المبالاة ، الإنتماء ، الا أنانية ، التكافل ، التراحم ، الحب وغيرها. أما الساعد فيمكن أن يؤدى إلى الإنتاج ، القوة ، إرهاب العدو ، التفوق الرياضى ، الدفاع عن النفس و ...الخ.

    ومن خلال التفاعل و التوازن بين هذه المكونات سوف تظهر صفات أخرى مثل المساواة ، والإعتراف وقبول الأخر ،التعاون ، العمل الجماعى ، مفهوم أعمق للحرية ، تقسيم العمل ، التضامن ، مفهوم العقد الإجتماعى ، نظام عادل للحكم ، إلخ. وسوف نستطيع ان نرى كثيراّ مما يطالب بة المفكرون وغيرهم من الحقوق والواجبات على مستوى الأفراد والجماعات .

    (يتبع)

  8. #8

    (3)
    التنمية البشرية و إنسان المستقبل

    إذا أعتبرنا الدولة و المجتمع كمجموعات متنوعة من الأفراد ، وأن كل فرد له مكونات ثلاثة: العقل ، والقلب ، والساعد ، وأن كل مكون له صفات عديدة ، فإن ما نراه من مجتمعات و دول مختلفة هو الناتج عن تفاعل المكونات المختلفة لأفراده خلال مدد زمانية طويلة.

    العلم و الفن و نظام الدولة والدستور والقوانين والعادات والقيم والتقاليد و غيرها تنتج من تفاعل هذه المكونات من خلال مجموعات متعددة من الأفراد والجماعات ، والإختلافات الحادثة فى شكل الدولة والمجتمع تعتمد على النسب المختلفة لهذه المكونات الثلاث وعلى نوعية التفاعلات بينها. ويمكن بناءّ على ذلك ان نفهم ونفسر العديد من الظواهر التاريخية و الثقاقية و الحضارية والمجتمعية. فإذا أخذنا مجتمعاّ يأخذ الجانب العقلى فقط ويهمل الجوانب الأخرى فإننا نصل لمجتمع فكرى خالص يقدس الفكر ويلغى ما غيره . وإذا الغينا العقل من مجتمع وتركنا القلب فقط ، فربما وصلنا لمجتمع مبنى على المشاعر والأحاسيس و الإتفعالات أساساّ . وأذا اخذنا الساعد فقط ، فيمكن ان نصل إلى مجتمع يقدس القوة ويعمل على إستغلال الضعفاء وإستعبادهم وربما برر مفهوم الرق إعتماداّ على مفهوم إن العنصر القوى هو الأفضل. أما إذا أخذنا مجتمعاّ يأخذ مكونين فقط مثل العقل والقلب ، أو العقل و الساعد ، أو القلب والساعد ، فإننا نصل لمجتمعات لها طبائع وسلوكيات مختلفة عن المجتمعات التى تركز على مكون واحد فقط. أما المجتمعات التى تأخذ المكونات الثلا ثة ، فمن الواضح أنها تنتج سلوكيات و قيم و قوانين مختلفة عن المجتمعات السابق وصفها. ومن الواضح أن المجتمع الإسلامى الصحى ، وهو ما نحتاجة الأن ، يأخذ الحياة كلها بطريقة متوازنة، وهذا يحدث من تأثير الدين الصحيح.

    وبناءّ على ذلك الفهم يمكننا ان نفسر عدداّ كبيراّ من الظواهر الإجتماعية والأحداث التاريخية إعتماداّ على النسب المختلفة لهذه المكونات الثلاث الموجودة فى النسيج الإجتماعى الموجودة فى ذلك الوقت. وهذا يعود فى النهاية إلى مكونات كل فرد فى هذه المجتمعات ، وكيفية التفاعل الإجتماعى بين أفراد و فئات المجتمع.

    وهنا نستطيع ان نعيد صياغة السؤال الخاص بمكونات إنسان المستقبل كالأتى:

    ما هى النسب المطلوبة لتكوين هذا الإنسان، بين عقل و قلب و ساعد ؟ وما هى الصفات المرجوه فى كل مكون ، وما هو مدى التنوع المقبول فى كل صفة بحيث يكون المجتمع متوازنا؟ ومن سيقوم بهذه المسئولية الوطنية؟ المدرسةّ ام الأسرة أم وسائل الإعلام أم من؟ وكم نحتاج من الوقت والمجهود والمال لإتمام هذا المشروع؟


    (يتبع)

  9. #9

    (4)
    مسلمات لا يجب أن نهملها عند التخطيط لتطويرالتربية و التعليم

    عندما نريد أن نغير التعليم ونطوره فنحن أمام واقع ، أمام تاريخ ، أمام دولة لها حضارة و ملامح ، و أمام شعوب لها عقائد دينية سماوية ولهاهوية من لغة و فكر وثقافة، كما ان لها عادات وتقاليد ومثل وقيم وثوابت. ولكى ينتج التطوير نتائج مأمولة ولا يسبب مشاكل لا تحل ، لابد ان لا يتصادم التغيير مع عموم ما تؤمن به الأمة من ثوابت وطنية ودينية لا يختلف عليها عموم الأمة. وهنا يجب إعادة المراجعة لكل الأساسيات التى نبنى عليها حياتنا لنزيل منها الشوائب، من أفكار وعادات وتقاليد وسلوكيات ، ونضيف اليها المفيد الذى يعيد بلادنا إلى الصدارة.

    فى العالم الأن موجة للإيمان بالتعددية فى الحضارات و اللغات و الأديان والثقافات ، فلماذا لا نتمسك بهذا الإتجاة ونعمل من أجل تأصيل هويتنا وشخصيتنا وثقافتنا ضمن التعددية المقبولة بل المرغوبة عالمياّ. لذلك علينا ان نأصل لفكرنا وعملنا ولا نقلد وننقل ونصبح نسخا من هويات او أنظمة أخرى. لذلك فإننا لن نتمكن من التغيير والتطوير إذا لم نأخذ واقعنا الذى نريد ان نغيره ، ولابد لنا ان نفكر لأنفسنا فى المستقبل الذى نريده نحن. ولسؤال هو ماهو الذى نريد تغييره تغيير حقيقياّ غير موهوم؟ وما هى الملامح الشخصية التى نريدها لمواطنيننا دون نسخ من هويات غير هويتنا أو نقل افكار وقيم بلا تأمل من ثقافات أخرى؟ وكيف يمكنن ان نفصل الغث من الثمين مما عندنا ومما عند الأخرين؟ هذا الأسئلة لابد ان توجهنا فى عملنا للتطوير والتغيير من أجل إصلاح التعليم.

    والأن نعرض لبعض المسلمات ، و كلمة " مسلمة" تعنى امور نسلم بها ابتداءّ دون الخوض فى إثباتها بل نتفق على صحتها كنقطة بدء للتفكير فى الإصلاح ، ونتفق أيضاّ على ان هذه المسلمات ضرورية لبناء حياة إجتماعية صحية للغالبية بأقل مشاكل. وإذا كان قبولها يجلب من المصالح اكثر مما يسبب من أ ضرار ، فعلينا ان نتمسك بها ونترك العبء على من يريد ان يثبتها أو يفندها ليقدم لنا النصيحة والمشورة بعد ذلك. وربما حدث فى المستقبل ما يجعلنا ان نراجع هذه المسلمات فسوف نجد عندئذ هذا الرصيد من الإثبات والتفنيد ليساعدنا على الترجيح أو الإلغاء أو الأضافة أو التعديل لهذه المسلمات. وهذه هى بعض المسلمات.

    (يتبع)

  10. #10

    المسلمة الأولى: الشعوب العربية هى شعوب فى غالبيتها متدينة، وبالرغم من بعض الإنتقادات التى توجه لبعض مظاهر الدين التى نراها حاضرة ، إلا ان كلا الأديان عندنا تؤمن بالله ولابد ان يراعى هذا فى أى مفهوم للإصلاح، بل على العكس من ذلك لابد ان يستفاد من الإيجابية فى الإيمان بالله ، وبقيم الدين المبنية على هذا الإيمان ، لتساعد فى الإصلاح وتعطينا مزيدا من الطاقة فى مجهودنا للإصلاح. فأى محاولة للتغيير تبدأ بمهاجمة الأديان لن تؤدى إلى تغيير منتج أوإصلاح حقيقى ، أما إذا كانت هناك مشاكل مرتبطة بالدين ، وتأثيرات أتية من الخارج لإلغاء دوره ، فلابد ان يتعاون الجميع من أجل الإعتماد على الذات وأن يقوم اًصحاب الدين وعلماءه أنفسهم ، إعتماداّ على مصادر الدين الأصلية و على إدراك مقاصد الدين وأهداف الشريعة لتغيير ما ظهر و إنتشر و أساء الى الدين.

    المسلمة الثانية: فى العالم المعقد الذى نعيش فيه الأن يلعب العلم دورا مهما، لا يمكن الإستغناء عنه، وسيظل كذلك فى المستقبل المنظور. لقد أصبح العلم والتكنولوجيا من أهم الأدوات لحل المشاكل وتسهيل الحياة. والعلم لا يعطى مجاناّ ولا تقدم التكنولوجيا دون مقابل ، فى عالم يحكمة المال والإقتصاد ، لذلك لابد ان يأخذ العلم مكانه الصحيح فى مناهجنا وفى طرق تفكيرنا لحل مشاكلنا. ونحن لا تنقصنا القدرات ولا المهارات العلمية ، ولكن ينقصنا النظام الذى يسهل التعامل مع العلوم ، وتنقصنا الإدارة العلمية ، ونحتاج الهمة والعزيمة والصبر والنفس الطويل والإصرار والمثابرة حتى يمكننا ان نتمكن من العلم والتكنولوجيا حتى لا نظل تابعين ومستهلكين لنتائج العلم والتكنولوجيا الأتية من الخارج. ونحن أيضا ليس عندنا تناقض بين العلم والدين ، فبينما يتعامل العلم مع الطبيعة الجامدة والحية و مع مواد ونبات وحيوان ليفهم قوانينها للإستفادة منها فى حياتنا ، فإننا فى المقابل نجد ان من اهم وظائف الدين هو عمارة الأرض وتحقيق النماء الفردى والجمعى. وهل يمكننا ان نحقق مقاصد الدين فى الإستخلاف دون العلم والتكنولوجيا؟ لذلك لا يصح لنا ان نهمل العلم بأى دعوة من الدعاوى. وحتى الملحدين لا يمكنهم استخدام العلم لهدم العقيدة فى الله لأنه ليس من وظيفة العلم ولا فى طرقه و منهاهجه طرق علمية لنفى وجود الله.

    المسلمة الثالثة: التغيير يحتاج إلى من يقوم به، وعادة يقوم بالتغيير عدد قليل ولكنه يلقى مقاومة من عدد قليل أخر، وإذا لم يحدث التغيير إلى الأفضل فستظل الأمور كما هى او تسوء أكثر ، وينفجر الواقع دون إستعداد لتحمل نتائجه. ودون مساعدة من الأغلبية الصامتة فستكون الأمور أكثر صعوبة لأى مجموعة رائدة تريد الإصلاح التعليمى والتربوى.

    المسلمة الرابعة: التفريق بين المواطنين الذين يسكنون معا منذ مئات السنين ، ولهم نفس العادات والتقاليد واللغة وغيرها من ملامح مشتركة ، هذا التفريق على اى اساس سوف يعمل تمزيق النسيج الإجتماعى للدولة ويكون بؤر يمكن ان تكون مدخلاّ لعدم الإستقرار وكسر التجانس الوطنى ، وفتح الأبواب لأعداء الأمة لتمزيق الوطن ، بمساعدة فئة ضد الأخرى ، لذلك يجب ان يشارك الجميع فى مشروع إصلاح التعليم حتى نسد مداخل الشيطان، ونمحى بؤر النزاع الداخلى الذى أذا حدث لن يسلم منه أحد.

    المسلمة الخامسة: أى تغيير أو إصلاح له كلفة إقتصادية ، ولابد ان تقوم الدولة بدورها الإقتصادى فى الإصلاح التعليمى لأنه إصلاح استراتيجى للمئة سنة القادمة ولذلك فله اولوية قصوى مثله مثل نظام الدفاع والتسليح.، إنه من أولويات الأمن القومى. لذلك فعلى أصحاب روؤس المال الوطنيين ورجال الأعمال المحبين لبلدهم ان يشاركوا فى هذا المشروع المستقبلى.

    المسلمة السادسة: من الأمور المعروفة عن المواطن هو أرتباطه بأسرته وعائلته ، والتأثيرات المتعددة ، العالمية والداخلية، تعمل على تفكيك دور الأسرة وتقليل مفاهيم التكافل العائلى وزيادة نسب الطلاق، و عدم إنضبات سلوك الأبناء، لذلك على نظام التعليم ان يكون له دورا فى إعادة مفهوم الأسرة ودورها فى عملية التربية والتعليم من خلال مشاركتها فى كثير من الأنشطة المدرسية وأعمال التقويم الدراسى والتربوى.

    المسلمة السابعة: لابد لأى عمل ناجح من ان يكون الفكر المبنى عليه فكراّ منضبطا وقابلاّ للتطبيق. فإذا كان هناك أفكاراّ كثيرة و نظريات وفلسفات و غيرها إلا اننا فى حاجة ماسة لفكر يمكن تطبيقه ، فكر هندسى إجتماعى ، فكر يرشدنا إلى كيف نطبق الأفكار. وبدون هذا الفكر، فكر تنفيذ الأفكار وتحقيقها على الأرض ، سوف نكون كمن يحرث فى البحر.

    المسلمة الثامنة: نحن فى فترة إنتقالية وعندما نعمل على التغيير فأنه سوف يأخذ وقتا طويلاّ ، فالتغيير يحتاج وقتاّ طويلاّ حتى تنتج عمليات الإصلاح ، لذلك الصبر مطلوب والمثابرة أيضا. ويجب ان لا نعتمد على أشخاص بل على ثبات المنظومة مع تغير الأشخاص والعمل المستمر لإكمال مشروع الإصلاح.


    و هذه هى نهاية

    أولاّ: التعلم ودوره فى المجتمع والتنمية البشرية

    وإلى لقاء جديد حول

    ثانياّ: رؤية إستراتيجية للتعلم


    (يتبع)

صفحة 1 من 4 123 ... الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. تحميل كتاب مشروع رؤية جديدة للفكر الغربي في العصر الوسيط
    بواسطة رغد قصاب في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-25-2016, 02:42 AM
  2. تقسيم مصر والعالم العربي: رؤية صادمة
    بواسطة أ . د . محمد جمال صقر في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 02-02-2014, 12:49 PM
  3. مطبات مستقبلية فى موظفى الحكومة المصرية
    بواسطة رضا البطاوى في المنتدى فرسان الأخبار.
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 10-18-2012, 10:27 PM
  4. ظاهرة الإعلام الجديد (فيس بوك – تويتر – يوتيوب) رؤية مستقبلية
    بواسطة الحلم القاتل في المنتدى فرسان التقني العام.
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 11-25-2011, 06:39 PM
  5. رؤية فرنسية في النحو العربي
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى ركن اللغة الفرنسية .
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 05-21-2010, 04:19 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •