منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1

    الفنان التشكيلي/ هاني حوراني

    تفاصيل
    بقلم: زياد جيوسي
    حين كان يتاح لي أن أحضر معرضاً للصور الفوتوغرافية في أوقات مختلفة، كنت أقول في نفسي: إن الروح هي التي تلتقط الصورة وليست العدسة، ومن هنا كنت أميز دوماً بين روح الفنان في ممارسته التصوير الفوتوغرافي، وبين عدسة المصور التي تلتقط ما تراه بدون روح، وفارق كبير بين روح الفنان وبين العدسة بدون روح.
    حين توجهت لمركز رؤى للفنون في مدينة عمّان عائداً من القاهرة قبل توجهي لرام الله، لحضور معرض "تفاصيل" للفنان هاني حوراني، لم أتوقع أنني سأعيش حالة وجدانية كبيرة، حالة أقرب للتحليق الصوفي من مجرد رؤية لوحات فوتوغرافية، كانت لوحات وليست صور، وكانت روح هاني تحلق فيها بجمال وإبداع.
    "تفاصيل" كانت رحلة حملتني وأنا عاشق الأمكنة، رحلة امتدت من البتراء والسلط في الأردن إلى الدار البيضاء، فتونس فالرباط، ومن القاهرة إلى الدوحة، ومن دبي إلى دمشق، ومن وادي النسناس في حيفا إلى مراكش مروراً بسيدي أبو سعيد في تونس، وحلقت بنا الروح في مناطق أوربية مثل مرسيليا ومالطا وأمستردام، فكانت رحلة الروح مع عدسة الفنان، مع إبداعه، مع تفاصيله الصغيرة.
    لم يعتمد هاني حوراني الصورة الفوتوغرافية الشاملة للمشهد، فقد تركزت روحه بالتقاط التفاصيل الصغيرة، ومن تجميع الصور للتفاصيل، خرج لنا بمجموعة رائعة ومميزة من اللوحات، وكل تفصيل صغير فيها كان يشكل لوحة، وكل مجموعة مركبة مع بعضها كانت تشكل لوحة أخرى إجمالية، تشد المشاهد وتجعله يحلق بين التفاصيل وبين الشمولية.
    مازج الفنان بين روحه كفنان تشكيلي وبين روحه كفنان فوتوغرافي، فتمكن من مزج الروحين معاً، وهذا ظهر في العديد من اللوحات الفوتوغرافية، ولعله تمكن في بعض منها من زيادة كمية اللون أو تخفيفه، فأصبح المشهد أقرب للوحة تشكيلية مرسومة بألوان الزيت من مجرد صورة فوتوغرافية، ولجأ في الصور الشمولية وفي كل لوحات المعرض تقريبا إلى تقسيم اللوحات إلى مربعات جرى نزع كل قسم لوحده، وشكلت المربعات اللوحة الشمولية، تاركا فراغاً محدوداً في تعليق اللوحات بين اللوحة والأخرى، فكان يعرض أسلوباً مختلفاً ومتميزاً وجديداً، وحقيقة بالنسبة لي كنت أول مرة أشاهد هذا الأسلوب بالعرض والتركيب.
    ففي جدارية "السلط" الضخمة تمكن من خلال عدة صور، وتقسيمها إلى مربعات ومزجها مع بعضها البعض، من إبداع جدارية غاية في الجمال تصدرت لوحات المعرض. كانت بانوراما تمثل السلط بتاريخها وجمالها وإبداع مبانيها عبر القديم وصولا للحديث الذي لم يخلو من روح التراث، بينما تمكن من التقاط إبداع الطبيعة من خلال مجموعة لصور لصخور البتراء المدينة الوردية، تركها بدون تدخل بألوانها الطبيعية، جمع الصور في ثمانية عشرة صورة، شكلت معا لوحة "تفاصيل من البتراء"، فكان كل تفصيل لوحة، ومجموع التفاصيل لوحة شاملة أخرى تضم التفاصيل كلها، فتبرز إبداع الخالق في الجمال الطبيعي المميز.
    تكرر هذا الأسلوب باستخدام تفاصيل متعددة بالعديد من اللوحات الغاية بالجمال، فمن جزيئات و "تفاصيل لمبنى مهجور في مالطا" على البحر، جمعها معاً بدون ترتيب كما الواقع، خرجت لنا التفاصيل الصغيرة بلوحة تجريدية رائعة من ثمانية عشرة قطعة، شكلت بالمجموع لوحة وفي التفاصيل لوحات، ونرى هذا الأسلوب مجدداً في لوحة "دراويش" والتي اعتمدت على مشهد الدرويش في رقصة صوفية لكن بتحليقات مختلفة مثلت جدارية من ثمانية عشر لوحة مميزة.
    هاني حوراني كان يعتمد التفاصيل الصغيرة في لوحاته، فهو لا يعنيه تصوير القارب ككل، فنراه يركز في عدسته على تفاصيل صغيرة من القارب، الألوان المتداخلة عبر الزمن، مقدمة القارب أو جزء آخر منه، ما يطفو على الماء من بقايا نباتات أو أوراق شجر، فيمازج محيط المشهد بالجزء الذي تلتقطه عيناه، وقد برز الإبداع في التقاط الجزئيات والتفاصيل في لوحة "فسيفساء من الرمال" والتي جمعت خمسة وأربعون تفصيلاً للرمال بأوقات وأمكنة مختلفة، تمازج فيها جمال تفاصيل جزيئات صغيرة ذات مساحات محدودة، بتأثير الطبيعة على حركة هذه الرمال، بين مطر وجفاف، فأعاد تركيبها من خلال جمع هذا العدد بلوحة متميزة حملت في منتصفها صورة لشجرة منفردة، فكانت الشجرة في وسط هذا الكم من لوحات الرمال التي مثلت لوحة فسيفسائية أشبه بالواحة في قلب الصحراء، فأعطت للوحة جمال آخر متميز، يجعل الروح تحلق في واحات الصحاري حيث السكينة والهدوء والجمال رغم قسوة الطبيعة المحيطة. ونرى هذه الفسيفساء مرة أخرى بلوحة "انعكاسات حمراء على الماء" المكونة من ستة عشرة قطعة، فينقلنا من جفاف الصحراء إلى حياة الماء وجمالية الانعكاس. ونراه أيضا بلوحات من الخط العربي الجميل تمازجت التفاصيل من مناطق مختلفة لتشكل لوحات جمالية متصلة روحها وجمالها من جمال الخط العربي وإبداعه.
    ومن إبداع في الأسلوب إلى إبداع آخر يتنقل بنا هاني حوراني بعدسته وروحه، فمن التفاصيل الصغيرة المركبة بلوحات مميزة، إلى اللوحات المنفردة من جمالية التقطتها عيناه كما في لوحات "النافذة الزرقاء" في تونس ولوحة "القبة" في الرباط وغيرها الكثير، لينتقل فينا إلى أسلوب آخر يبتعد عن التفاصيل الصغيرة وتقسيمها، فيأخذنا إلى مشاهد شمولية غريبة بنظرة مختلفة، فيحملنا إلى انعكاسات الصور على صفحات الماء كما هي في الطبيعة بدون تدخل، فنرى مشاهد أخرى للجمال من خلال هذا الانعكاس البديع متماوجاً مع حركة سطح الماء الناعمة، فيكون تحليق وإبداع من شكل آخر للفن، لكنه لنفس الروح الجميلة والمحلقة للفنان.
    ليس من السهل الحديث عن كل لوحات "تفاصيل"، فالمعرض بلوحاته التي تجاوزت الأربعين لوحة بين الجدارية والصغيرة، يحتاج إلى رحلة طويلة من البحث والتأمل، فهاني حوراني تمكن بروح إبداعية من مزج فنه التشكيلي مع رؤيا روحه الفوتوغرافية، فتمازج التشكيلي مع الفوتوغرافي، تمكن من تجميع التفاصيل التي حملت اسم المعرض، إلى الشمولية ببراعة، مازج بين القدرة على تغيير وتحريك اللون، إلى ترك الطبيعة تعبر عن ألوانها بدون تدخل، وتمكن من جمع التفاصيل الصغيرة لتصبح حكاية ورواية متصلة بدون تقاطع. وكان المعرض بساط ريح حملنا بين القديم والحديث، بين الطبيعة وجهد الإنسان، رسمها وصورها هاني حوراني بروح جميلة ومحلقة، فشددت على يده في نهاية حضوري المعرض بحميمية قائلاً له: أبدعت روحك يا هاني، كنت أخشى قبل حضوري أن تعبث السياسة التي سرقتك من الفن بروحك، لكني وجدت روحك الجميلة كما هي، محلقة ومبدعة، فشكرا لروحك هذا الإبداع.
    "عمّان في 2/4/2009"


    http://ziadjayyosi1955.maktoobblog.com

    http://www.arab-ewriters.com/jayosi

  2. #2
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيبعين ثاقبة واحساس مرهف بالحياة استطاع الباحث والفنان هاني حوراني تحويل الصورة الى"اليومي"و"العادي"وهو ما فعله في معرضه المقام في مركز رؤى للفنون ، والذي افتتحه الدكتور عمر الرزاز مدير عام مؤسسة الضمان الاجتماعي.
    يضم المعرض العديد من اللقطات التي تبدو"عادية"و"بسيطة"ولكن احساس الفنان الحوراني الذي شغلته السياسة اكثر من الفن ولولا ذلك لبرع اكثر وانتشر اكثر في مجال الفن ، العديد من الصور التي حولها الى لوحات بعد ان مزج فيها رؤيته ومشاعره.

    الاماكن مختلفة والعين ذاتها التي طافت بها واصطادتها في كاميرا الروح قبل ان تحاصرها عدسة الكاميرا التي صارت جزء من هوايته. رسوم الشوارع المهملة والشبابيك والعشوائيات التي طالما اهملتها العين وتجاوزها العادي واليومي والزخارف الهاربة من زوايا الاحداق وبيوت السلط والقوارب القديمة ورقصات الصوفيين توزعت على قطع القماش بعد ان طبعها الفنان الحوراني عليها ضمن تقنية عالية. كذلك كان انعكاس الماء والبتراء وصخورها"شيئا" من مالطة التي بدت قريبة وغيرها جاء بها هاني الحوراني الى معرضه.
    يركز المعرض كما يحمل اسمه ، على التفاصيل ، وتتخذ معظم الاعمال الفوتوغرافية شكل جداريات كبيرة ومتوسطة الحجم ، مؤلفة من عدد كبير من الوحدات ، التي تصل أحياناً إلى خمسين قطعة ، هذا اضافة إلى صور منفردة ملونة وبالأبيض والأسود.
    يمثل هذا المعرض الرقم 13 من سلسلة المعارض الشخصية لهاني الحوراني والتي أقامها منذ عام 1996 ، حيث عرضت في عدد من العواصم والمدن العربية والاجنبية أبرزها عمان ، حلب ، الدوحة والقاهرة وجوتنبيرج وواشنطن. هذا بالاضافة إلى مشاركته الاخيرة بجداريتين بعنوان "الآخر" في بينالي القاهرة الدولي الذي افتتح في كانون أول ـ 2008 واستمر حتى شباط ـ ,2009
    يُعنى هاني حوراني بالتفاصيل في أعماله الفوتوغرافية ، حيث غالباً ما يركز على اختيار اللقطات المقربة للأشياء التي تلفت نظره. ولا سيما سطوح الأشياء وملمسها ، حيث يحتفى بالتفاصيل التي قلما تلفت انتباه المشاهد العادي ، لا لشئ سوى لانصرافه البصري إلى ما هو عام وقابل للقراءة والتوصيف والتفسير.
    وإذا كان المشاهد العادي ينصرف إلى "رؤية الغابة لا شجرة بعينها" ، فإن عين المصور تبحث أكثر عن التفصيل الذي يختزل الغابة ، أي عن الشجرة. وهكذا هو حاله في المدينة ، حيث للتفاصيل على الجدران أهمية أكبر مما هي للمنازل أو الشوارع أو المشاهد العامة للمدينة.
    وقد ظهر احتفاء هاني الحوراني بالتفاصيل في معارض سابقة من خلال التقاطه صور مقدمات القوارب أو تفاصيل سطوحها الخشبية ، أو انعكساتها على الماء أكثر من اهتمامه بأجسامها الطافية على سطح الماء.
    لا يحتوي معرض هاني حوراني الجديد على فكرة واحدة بقدر ما يركز على التنوع الهائل للتفاصيل في حياتنا ومن حولنا. ولا يقل أهمية عن ذلك طريقة تنفيذه لأعماله الجدارية من خلال تقطيعها إلى وحدات منتظمة بارزة ، يقطعها الفراغ الذي يضفي على الصور نوعاً من الخداع البصري ، فهي تبدو واحدة رغم تباعد أجزائها عن بعضها البعض ، مستفيداً من العمق ما بين كل واحدة من أجزاء جدارياته.
    ميزة أخرى للصورة الفوتوغرافية في معرض "تفاصيل" هو تحريرها من الاطار وأشكال التأطير التقليدية ، اضافة إلى تنوع احجام وأشكال الصور ، وابتعادها عن القياسات التقليدية وتجسيمها من خلال عرضها على سطوح صناديق متعددة القياسات والسماكات. هذا اضافة الى استخدام مواد مختلفة للطباعة مثل الورق والقماش وغيرها من المواد.
    يذكر ان هاني حوراني فنان تشكيلي من جيل الستينات ، انصرف لأكثر من عقدين عن الرسم ، حيث انشغل بالعمل السياسي والبحثي قبل أن يعاود عرض أعماله مع مطلع التسعينات. وبعد معرض وحيد لأعماله المائية في عام 1993 ، اكتفى بعرض أعماله الفوتوغراقية من دون لوحاته ، رغم مواصلته الرسم خلال العقدين الأخيرين. وغالباً ما يصف اسلوبه في التصوير "بالرسم من خلال عدسة الكاميرا". وهو أحياناً يلجأ إلى اضافة الألوان والمواد المختلفة إلى صوره الفوتوغرافية.
    والفنان هاني الحوراني من مواليد الزرقاء ، عام 1945 ، وقد تلقى تعليمه الجامعي في العلوم السياسية في الجامعة الأردنية التي تخرج منها عام 1970 ، قبل أن يحترف العمل الصحفي والسياسي والبحثي لمدة ثلاثة عقود ، وقد تلقى دورات في الرسم والتصوير الضوئي في عمان وبيروت وموسكو.

المواضيع المتشابهه

  1. وفاة الفنان السوري هاني الروماني
    بواسطة رغد قصاب في المنتدى فرسان الفني
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 02-10-2010, 04:56 AM
  2. لقاء مع الفنان التشكيلي /سمير قريطبي
    بواسطة ملده شويكاني في المنتدى فرسان الفني
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 04-10-2009, 05:42 AM
  3. رحيل الفنان التشكيلي علي الحاج آدم
    بواسطة ملده شويكاني في المنتدى فرسان الفني
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 02-01-2009, 04:52 PM
  4. الفنان التشكيلي ( سمير قريطبي)
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى أسماء لامعة في سطور
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 10-02-2007, 06:53 AM
  5. الفنان التشكيلي فيصل الخديدي
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى أسماء لامعة في سطور
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 09-30-2007, 07:20 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •