المؤتمر الوطني الخامس للمرأة في الثقافة الوطنية يختتم بالتوصيات



عمان- ماجد جبارة - يختتم مساء اليوم الخميس فعاليات المؤتمر الثقافي الوطني الخامس للمراة في الثقافة الوطنية، والذي تعقده الجامعة الأردنية بالتوصيات.
وكان المؤتمر ركز على جملة من العناوين كان من أبرزها دور المرأة في الحركة الأدبية والثقافية، والمرأة والعمل السياسي، والمرأة في القوانين والتشريعات والسياسات الحكومية المعلنة.

الجلسات الصباحية
ترأسها د. شكري ماضي وكانت بعنوان دور المرأة في الحركة الأدبية، سلطت الروائية الزميلة سميحة خريس الضوء على الفن الروائي، وطالبت بضرورة الوقوف بجدية وتعمق في البحث في موضوع الأدب النسوي، لان الحديث عن أنوثة السرد تلغي تاريخا لا يستهان به من النصوص السردية التي كتبها الرجال على أشكال وأنماط مختلفة من الأدب النثري.
وأعلنت ألزميله خريس أنها ستظل تراهن على توقد رماد العنقاء داخل النص حتى لو لم يجد فهما أكيدا من القارىء العادي، وأنها ستراهن على الحدس النسوي الخارق القادر على ربط ما يبدو منقطعا، على قدرتها الفذة في الإحساس بكنة الحياة.
وقدم د. اسامه شهاب صورة عن المرأة في بواكير الرواية النسوية الأردنية، متناولا في ورقته ستة نماذج روائية مختلفة وليست متوائمة في طرحها، وهؤلاء الكاتبات الست يمثلن ثلاثة أجيال اختلفت في ثقافتها وبنيتها المعرفية، كما اختلفت في رؤيتها تجاه المرأة ، حيث عمد الى عرض العمل الروائي ، ثم حاول إظهار صورة المرأة في بعض هذه الأعمال؛ فهي المرأة العاشقة، وهي المرأة الفقيرة، وهي العاملة، وهي التي تحاول الانتقال إلى طبقة أعلى، وهي المرأة المظلومة، والمرأة المكبوحة اجتماعيا، وهي المرأة الريفية، وهي ألامرأة المناضلة .
واستعرض نزيه ابو نضال الإبداع النسوي في الأردن: أرقام ومؤشرات وتقنيات ، مشيرا إلى أن نسبة قصيدة النثر المسماة بقصيدة المرأة بلغت نسبتها بين 2115 قصيدة، بينما وصلت قصيدة التفعيلة إلى 75,33% ، ولم تتجاوز قصيدة البيت 6,5% ، وان هذه المقاربات تشتمل على عدد كبير من الشاعرات الأردنيات من أصول فلسطينية.
وبين أن الرواية في جزء منها غادرت عالم السرد الجميل ومشوقات ألحكي إلى لعبة اللغة والتجريد وتهاويم الشعر، حيث صدر في حقل الرواية النسوية الأردنية حتى نهاية العام 2008 حوالي 83 رواية، منها 14 فقط بين عامي 1957و 1979، فيما صدر في الثمانينيات 16 رواية، ليرتفع في التسعينيات الى 28 رواية، ثم ليبلغ العدد بين 2001و 2008 حوالي 25 رواية.
الجلسات المسائية

جاءت تحت عنوان دور المرأة في الحركة الأدبية والثقافية وترأسها المسرحي غنام غنام ، استعرض د. إبراهيم خليل مساهمة المرأة في القصة القصيرة- الأديبة هند أبو الشعر أنموذجا تتبع فيها قصص أبو الشعر من حيث الأسلوب وبناء القصة عبر مراحل ممتدة من العام 1981 وهو العام الذي ظهرت فيه مجموعتها القصصية الأولى شقوق في كف خضرة مرورا بما قدمته من أعمال أخرى في منشورات وزارة الثقافة.
وأشار د. خليل إلى أن هند مع انها تهتم في غير قليل من قصصها بقضية المرأة ، إلا أن قصصها تتجاوز هذا الأشكال النسوي فتستوعب هموم الإنسان وتعبر عن احساسه ووجدانه متجاوزة بذلك حدود الزمان والمكان، وعقدة الجنس، وتخاتل الشكل الفني الاقصوصي، وتطوعه لمزيد من التعبير عن عالمها الفني الخاص مما يجعل منه إبداعا مختلفا بجل معاني الاختلاف.
أما د. مؤيد حمزة فقد عد في ورقته ألمعنونه صورة المرأة في الموسم الأول لأسرة المسرح الأردني 1966 ان الجمهور الأردني جمهورا سينمائيا، وانه بطبيعته المحافظة يرفض فكرة المسرح والتمثيل عموما، الأمر الذي جعل الأسرة تتوجه لجمهور النخبة العمانية من خلال نصوص غربية الطابع من حيث الشكل والمضمون، على الرغم من أن فرضياتهم لم تكن قائمة على تجارب مختبرة أو دراسات علمية، بل مجرد أفكار سائدة عن مجتمع تلك الفترة.
واستعرضت د. صبحه علقم صورة المرأة في إبداع المرأة (نماذج منتقاة) لسميحه خريس ، مبينة أن الروائية ومن خلال التقسيمات المعهودة للمرأة وصورها في الإبداع العربي تركت للشخصيات النسائية التي ابتدعتها أن تقدم نفسها بمعزل عن أية قولبة أو تأخير قد يحد من حرية هذه الشخصيات التي تركتها الكاتبة تتحرك بحرية في نصها الروائي.
وتناول د. عبد الكريم جرادات عدة محاور في ورقته ، مشيرا الى دور المرأة تاريخيا ومفهوم الإبداع عند المرأة العربية، والحركة الثقافية منذ نشأتها في الأردن، والمرأة والإبداع، و نماذج من إبداعات المرأة الأردنية .
وابرز المؤتمر الى ذلك موضوع المرأة في التشريعات الأردنية حيث أشارت وزيرة الدولة لشؤون الإعلام الأسبق المحامية أسمى خضر في الجلسة التي ترأسها جورج حزبون الى جملة من الاضاءات ، مشيرة إلى أن للقانون دورا في تعزيز مكانة الفرد وحماية حقوقه ، حيث أعطى الدستور الأردني الحق للمرأة والرجل على حد سواء ، إلا أن بعض القوانين خالفت نصوص الدستور نتيجة لافتقارنا إلى تأسيس منهجي لقوانين المرأة في بلادنا ، كما أننا نفتقد للمعلومات وللثقافة القانونية.
بعد ذلك تحدثت د. عبير دبابنة عن المرأة في القوانين والتشريعات الوطنية، مطالبة بضرورة إيجاد أنظمة جديدة تحمي وضع المرأة والعمل على تغيير القوانيين التي تحد من حقوق المرأة، خاصة في موضوع الزنى، حيث أعطى القانون الحق للرجل في هذه الأمور دون المرأة.
أما د. رنا عبد الرحيم عجوة فركزت على اهمية تحصين المرأة ضد العنف ، مبينة اسباب العنف والذي عادة ما يرتبط بالإحباط والتعليم. كما شرحت شذى العساف نصوصا من قانون وزارة العمل الذي اعطى المرأة العديد من الحقوق.
كما تم في الجلسات المسائية استعراض دور المرأة في الحياة الحزبية ، حيث قدم كل من د. فدوى نصيرات بحث عن دور المرأة في الحياة الحزبية، وآخر ل د. أسماء ألعمري عن المرأة الأردنية والأحزاب السياسية، وورقة عمل ل د. قاسم الثبيات عن المرأة والأحزاب، و ل د. حسن العيد عن المشاركة السياسية للمرأة الأردنية ، و د. نرمين غوانمه عن المرأة والتمثيل البرلماني ، و د. فيصل غرايبة عن المعوقات التي تواجه المرأة الأردنية العاملة في الوصول إلى المواقع الحساسة، وورقة لمحمود الخرابشة وشادي عبيدات عن المرأة والعمل السياسي.