حذف وإثبات الألف هو الأكثر دورانًا في الرسم
بسم الله الرحمن الرحيم
حذف وإثبات الألف هو الأكثر تداولا في الرسم
الألف حرف استعمل للدلالة على الامتداد المنفصل
حذف وإثبات ألف اسم الفاعل
صيغ اسم الفاعل من الفعل الماضي بزيادة ألف بعد الحرف الأول، وبكسر الحرف الثاني،
وسر زيادة الألف أن استعمال الألف هو للدلالة على الامتداد المنفصل، واسم الفاعل دال على صفة في ذات من قام بالفعل فيوصف بها، وهذه الصفة وصف بها بسبب فعل سابق قام به، وليس شرطًا أن يكرر الفعل بعد ذلك، فمن قتل مثلا؛ يصبح قاتلاً، وقد لا يكون منه فعل القتل إلا هذه المرة الوحيدة التي حمل بها هذه الصفة، ولا يكرر فعلها بعد ذلك، أو أن هذه الصفة ترتبط بالفاعل وتنفصل عنه في وقت أو أوقات؛ قلت أو كثرت؛ كمثل جالس، وآكل، وعابد.
والتي يقوم صاحبها بتكرار فعلها مما لا يرتبط بفطرة الناس والمبالغة فيه؛ فصيغة "فعَّال" هي الأنسب؛ كبقَّال، وخبَّاز، وحدَّاد، ونجَّار.
أما الصفات الدائمة فيستعمل لها صيغة "فعيل"؛ حيث حرف الياء المستعمل للدلالة على التحول والثبات أكثر صلاحًا من الألف، وتمثيلا للواقع؛ كرحيم، وحميد، وكريم، وقدير.
ولما كان أكثر أفعال الناس هي من الأفعال التي لا يرتبط الإنسان بها كثيرًا، وتكون عند الحاجة؛ كثر استعمال الألف في اسم الفاعل في تمثل حقيقة هذه الصفات، وهي متولدة من إشباع فتحة الحرف الأول الذي يمثل وجه الفعل، ففي امتداده انتقل بها الفعل من كونه حدثًا إلى اسم له صفة الاستمرار فوق زمن الحدث،
ووجود الألف يدل كذلك على أكثر من شيء؛ فهي تعطي المسمى اسمًا آخر له فوق ما يعرف به من اسم أو أسماء أخرى، وأن هذه الصفة غير مقصورة على أشخاص محددين؛ بل قد يحملها من الناس من لا يحصر عددهم، لكنهم يظلون قلة بين الناس.

ومجموع الكلمات التي في وسطها ألف في رواية حفص 2800 كلمة إلا بضع كلمات، ومكررة في القرآن أكثر من 16500 مرة.

ولذلك لا يمكن عرض هذا الكم الكبير
وسننتقي منه ما يدل على باقيه إن شاء الله تعالى
واختيارنا سيكون للكلمات التي كتبت بالحذف والإثبات



الكلمة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم

حذف وإثبات ألف باسط
ورد اسم الفاعل "باسط" في القرآن ثلاث مرات؛ ثبتت الألف في موضع واحد، وحذفت في موضوعين؛
في قوله تعالى: (لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلاَّ كَبَـاـسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَـاـلِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الْكَـاـفِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلـاـلٍ (14) الرعد.
وفي قوله تعالى: (وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَـاـسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوْ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا(18) الكهف.
في قوله تعالى: (لَئِنْ بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِي إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَـاـلَمِينَ (28) المائدة.
الباسط كفيه للماء وإن أراد بذلك شيئًا فلا يرجع بشيء منه يمد نفسه به.
وبسط الكلب يديه لا لشيء يناله بهذا البسط، ويمنع بفعله هذا من امتداد ودخول الحيوانات إلى داخل الكهف.
فلأجل ان البسط لم يؤد إلى مد كان حذف الألف منهما.
أما في آية المائدة فالنفي لبسط اليد التي تمتد إليه وتناله بالقتل؛ فلأجل ذلك أثبتت الألف فيها.
وثبتت الألف في صيغة الجمع لأن البسط أدى إلى أخذ أنفس المتوفَين بهذا البسط ؛
في قوله تعالى: (وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّـاـلِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَـاـئِكَةُ بَاسِطُوا أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ ءاَيَـاـتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ (93) الأنعام
العرابلي