أمثال القرآن الكريم


</i>
وقبل أن نشرع في موضوعنا يجدر بي إن أشير إلى معنى المثل عموما وليس أمثال القرآن الكريم هو عبارة عن تأليف ولا حقيقة له في الظاهر ، وقد ضمن باطنه الحكم الشافية .
وفوائد المثل جمة منها نزهة البال وترويح الخاطر ، ومنها استقصاء الحكم ، وهى قديمة العهد جدا ، ولا يعرف اسم أول من تكلم بها وكما تكون نثرا تكون نظما وكذلك قد ذكرها عز وجل في عدة مواضع من كتابه الكريم بشكل واسع حتى شملت معظم المواضع ،وهو موضوعنا فقد قسمت أمثال القران الكريم إلى قسمان ظاهر مصرح به وكامن لا ذكر للمثل فيه . أما أمثاله الظاهرة فكقوله تعالى في المنافقين (مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون صم بكم عمي فهم لا يرجعون أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون أصابعهم في أذانهم من الصواعق حذر الموت والله محيط بالكافرين
يكاد البرق يخطف إبصارهم كلما أضاء لهم مشوا فيه وذا اظلم عليهم قاموا ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم .) وكقوله تعالى في إن الدنيا ظل عابر وخيال باطل (اعلموا إن الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما)
.أما أمثال النوع الثاني أي الكامنة فهي الآداب البارعة والحكم الباهرة فمن ذلك قوله تعالى : في الصدق ((انه كان صادق الوعد) وفى الصبر والثبات (وبشر الصابرين) (فاصبر صبرا جميلا) وفى العلم والاسترشاد (وما يعقلها إلا العالمون ) وفى الاتحاد والوئام بعد الخصام 0 (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) وفى فضل القران الكريم (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مذكر) وفى العفو (فاصفح الصفح الجميل) (عفا الله عما سلف) وفى الوفاء (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها)وفى الاقتصاد (كلوا واشربوا ولا تسرفوا) وفى الأمر بالمعروف (خذ العفو وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين) وفى بر الوالدين والقريب (وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض) وفى النصيحة (إني لك من الناصحين)وفى الشكر (لئن شكرتم لأزيدنكم) وفى المدح (ختامه مسك) وفى حسن الخلق (ما شاء الله)(وصوركم فأحسن صوركم)وفى الكذب والزور (إن هذا إلا اختلاق) وفى الخيانة ونقض العهد (أنهم لا أيمان لهم)وفى السخرية والغيبة والنميمة والجهر (ويل لكل همزة لمزة)(وإذا مروا بهم يتغامزون) وفى القتل والانتحار 0 ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة)وفى الربا (واحل الله البيع وحرم الربا) وفى الغفلة(وإذا ذكروا لا يذكرون)وفى التحدث بالنعمة (وإما بنعمة ربك فحدث)وفى الاغترار بالمظاهر (وتحسبهم إيقاظا وهم رقود)وفى الموت (كل نفس ذائقة الموت) وفى نعمة الله وفضله (وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها) وفى الرؤيا والأحلام (أنا أنبئكم بتأويله)وفى النسيان (فنسى ولم نجد له عزما) وفى إمضاء الأمر (افعل ما تؤمر)وفى الحق والباطل (الحق أحق أن يتبع) وفى الشورى (وشاورهم في الأمر) وقبل أن نودع ما بدأناه أود أن أذكركم بأن أمثال القرآن الكريم قد تطرقت لكل آو اغلب المواضيع وخاصة النوع الثاني منها وهو الكامن ونحن هنا تطرقنا للبعض القليل على سبيل المثال وهذا هو الشيء المختصر أو الملخص لما ورد في كتاب جواهر الأدب للسيد احمد الهاشمي .