منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 4 من 4
  1. #1

    أَنتِ العِيدُ ..

    أَنتِ العِيدُ ..



    ...









    لَا عِيدَ بَعدَ سَنـا عَينَيـكِ ؛ يـا أُمِّـي


    مُذْ مُتِّ مُتُّ ؛ وَ ماتَ العِيدُ فِـي غَمِّـي


    بِفَقدِكِ العُمـرُ قَـدْ أَمسَـتْ مَفازَتُـهُ


    مَراتِعَ النَّحسِ ؛ وَ الغِربانِ ؛ وَ الشُّـؤمِ


    أَفِـرُّ ؛ تَتبَعُـنِـي الآلامُ , تَرجُمُـنِـي


    وَ لَيسَ تُنقِذُنِي الدَّمعـاتُ مِـنْ رَجـمِ


    وَ يَنهَـشُ الحُـزنُ أَوقاتِـي بِنـاجِـذَةٍ


    أَعَدَّها - بَعدَ طُولِ الشَّحذِ - لِلضَّغـمِ


    مُنذُ ارتَحَلتِ , أَنا المَكدُودُ ؛ تَسحَقُنِـي


    حَوافِرُ القَهـرِ حَتَّـى مَلَّنِـي حَطمِـي


    فَفارَتِ العَينُ ؛ لَـمْ تَنضَـبْ مَدامِعُهـا


    وَ إِنَّما جَفَّ قَلبِـي , وَ انحَنَـى عَزمِـي


    لَعَمرِيَ - اليَومَ - لَا كَفُّ تَمُـرُّ عَلَـى


    خَدَّيَّ - يا أُمُّ - إِلَّا جَرَّبَـتْ لَطمِـي !


    وَ تاهَتِ الرُّوحُ ؛ لَا لِلصَّبرِ فِي خَلَـدِي


    سُكنَى , وَ لَا امتَنَعَ التَّخرِيفُ عَنْ قَصمِي


    اللَّهُ !! كَيفَ مَضَـتْ أَيَّـامُ عِشرَتِنـا ؟


    وَ كَيفَ بِتُّ بِلا حِضـنٍ ؟ وَ لَا ضَـمِّ ؟


    وَ كَيفَ رانَ عَلَى ثَغرِي النَّحِيبُ ؟ وَ مِنْ


    قَبلِ الرَّحِيلِ بِكَفَّيـكِ ارتَـوَى لَثمِـي !


    كَأَنَّنِي بَعدَ ما قَـدْ غِبـتِ ؛ نَرجِسَتِـي


    أَرَى اليَقِيـنَ يُحابِـي غَفلَـةَ الـوَهـمِ


    حَتَّى شَمَمتُكِ فِي الآقـاحِ , فاحتَرَقَـتْ


    حَشاشَتِي ؛ وَيلُ رُوحِي - آهِ - مِنْ شَمِّي


    وَ مَـرَّ طَيفُـكِ فِـي أَفكـارِ أَخيِلَتِـي


    بَدرًا ؛ يَحُـطُّ عَلَـى داراتِـهِ نَجمِـي


    أُمَّـاهُ ؛ كَفُّـكِ مـا زالَـتْ أَنامِلُهـا


    عَلَى جَبِينِـيَ , مـا أَخلَـدتُ لِلحُلـمِ


    وَ عِطرُ خَـدِّكِ يَسـرِي عَبـرَ أَورِدَتِـي


    وَ مِنْ خِلالِ دَمِـي ؛ لِلَّحـمِ ؛ فالعَظـمِ


    فَكَيفَ تُسعِدُنِـي الأَفـراحُ بَعـدَكِ إِنْ


    مَرَّتْ , فَلَمْ تُخمِدِ النِّيرانَ فِي وَسمِـي ؟


    وَ أَيُّ مَعنَـىً لِعِيـدٍ لَا يَعُـودُ عَـلَـى


    عُمرِي سِوَى بِانقِضاضِ الحِقدِ وَ اللُّؤمِ ؟


    أُمَّاهُ ؛ عُذرًا ؛ فَشِعرِي بَعدَكِ انتَحَـرَتْ


    حُرُوفُهُ ؛ فالتَجَأتُ - اليَـومَ - لِلنَّظـمِ


    كَرِهتُ صَمتًا - سُيُوفُ العِيـدِ تَذبَحُـهُ


    عَلَى النُّطُوعِ - أَسِيرَ اليَأسِ ؛ وَ اللَّجـمِ


    وَ جِئتُ أَشجُبُ هَـذا العِيـدَ , أُنكِـرُهُ


    أُمَّاهُ ؛ ما العِيدُ ؟ أَنتِ العِيدُ ؛ يا أُمِّـي !



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    الشاعر د عمر هزاع

    قصيدة جميلة ورائعة رثائية شجية

    وكيف الحياة بدون الام وبدون صدرها الحنون

    تحيتي لك ورحم الله آباء وامهات المؤمنين رحمة واسعة

    ظميان غدير

  3. #3
    اعانك الله اخي د. عمر
    واحسن الله اليك بالرضى ببر الوالين
    قصيدة ترعى حروفها القلوب بانياب الم الفقد
    اوجعتني
    سلمت ... تحياتي

  4. #4
    Junior Member
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    الدولة
    Casablanca, Morocco, Morocco
    المشاركات
    16
    بورك لنا قلمك الرائع واطال الله عمر الوالدة وكل امهات العالم يا رب
    تقبل مروري

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •