اشرب الحليب يا صغيرى، أرجوك.
هكذا تتوسل كل أم يوميًّا لطفلها العنيد لكي يشرب كوب الحليب؛ أملاً منها في ألا يفتقر جسمه إلى العناصر الغذائية


المتوافرة في الحليب، وأن ينشأ نشأة صحية يستطيع بها أن يلعب ويذاكر، ويعي ويدرك ويتفاهم.


وإذا كان من المسَلَّم به أن كوب الحليب من العناصر الأساسية لتحقيق صحة جيدة لأطفالنا، وهو ما ينعكس على بناء أجسامهم في مستقبل حياتهم بصورة أفضل، ويوفر لهم كافة العناصر الغذائية، وإذا كان الحديث يتجدد من فترة إلى أخرى عن غش الحليب من جانب ضعاف النفوس من التجار بدافع الطمع؛ فعلينا أن نكون على وعي بمحاولات العبث بهذا السائل الرباني الذي وضع الله فيه كافة العناصر الغذائية؛ بحيث يمكن الاستغناء عن كثير من الأطعمة الأخرى.

مشروب سكان الأرض يلاحظ اهتمام جميع سكان الأرض، وخاصة الأطفال بغذاء مثل الحليب؛ وذلك لما يحتويه من عناصر غذائية ومركبات وخواص صالحة لبناء جسم الإنسان، وهي:

1- الماء: وهو يحمل المركبات الأخرى، يمكن فصله عن المركبات الأخرى بالتجفيف، كما في ألبان الأطفال.

2- الدهن أو الدسم: وتختلف نسبته على حسب نوع الحيوان وسلالته.

3- المواد البروتينية.

4- سكر الحليب.

5- أملاح الحليب: وهي عظيمة الأهمية في صناعة الجبن، وأهمها أملاح الكالسيوم والبوتاسيوم والصوديوم والماغنسيوم والكلور.

ولذا اعتبر من الأغذية الوافية لعظيم أهمية مكوناته، التي يؤدي نقصها إلى الإصابة بأمراض مختلفة؛ كالكساح في الأطفال، والبلاجرا، والإسقربوط في الكبار… وغيرها.

هكذا فمن الضروري أن نضع أيدينا على طرق غش الحليب، وكيفية اكتشافها؛ فهو لم يسلم من محاولة غشه منذ عصر أجدادنا، وحتى الآن، وإن استبدلت أساليبه، فاضطر بعض الناس أن يختار الطريق السهل، واشتروا الحليب المعلب؛ كي يضمنوا تعقيمه، بغض النظر عن تغير طعمه، ولكن هناك لا يزال أناس لا يستسيغون غير الألبان الطازجة ، ويستمتعون بشرابها وبأخذ قشدتها. فإلى هؤلاء نقدم لهم في السطور كيفية غش الحليب، وكيفية اكتشاف هذا الغش.

لغش الحليب طرقه!!

يُعد الحليب مغشوشا إذا تم نزْع جزء من مركباته، أو أضيف إليه مركب خارجي يغير في تركيبه الكيميائي الحقيقي، ويلجأ بائعو الحليب إلى غشه؛ نظرًا لوجود الصعوبات في تحديد تركيب الحليب الطبيعي، فمثلا الدهن وهو أهم المركبات تتغير نسبته، وكثافة الحليب النوعية يمكن تعديلها بسهولة بنزع الدهن وإضافة الماء والمواد التي تزيد كثافتها.

6- الفيتامينات: وهي موجودة بالحليب بجميع أنواعها. كذلك يمكن حفظه من التلف؛ حتى يظهر للمستهلك كأنه طازج، وذلك بغليه أو إضافة بعض المواد التي تُوقِف عمل البكتيريا.

وتتحدد طرق غش الحليب في:

1- تقليل نسبة الدهن:

أ- إضافة الماء.

ب- نزع القشدة.

ج- إضافة الماء ونزع القشدة.

د - إضافة حليب الفرز الثاني.

2- إضافة مواد تزيد في الكثافة، مثل: النشا، والطباشير، والزلال، وبياض البيض، والصمغ، والدقيق، وصفار البيض، والغراء، والجيلاتين.

3- إضافة مواد ملونة، مثل: الديكسترين (السكر المحروق)، أو الملونات الصناعية، أو أصباغ الإنيلين؛ وهو سام، ويجب اجتناب استعماله تمامًا.

4- إضافة مواد حافظة، مثل: بيكروبونات الصوديوم، أو البوريكس. وهذه المواد حافظة، إلا أن جميع الحكومات تُحذر من استعمالها؛ لضررها على صحة الإنسان.

ربة البيت تكشف السر

يمكن لربة البيت اختبار الحليب بإحدى الطرق الآتية:

1- يُصب مقدار من الحليب في زجاجة بيضاء صغيرة، ثم يسكب ما بها من حليب؛ فإذا انصب ببطء، وترك أثرًا على جدران الزجاجة؛ دلَّ ذلك على احتوائه على مادة الدهن.

2 – تُوضع نقطة من الحليب على سطح أملس كالظفر؛ فإن تفرطحت، وشغلت مسطحا كبيرا؛ كان الحليب قليل الدهن، أما إذا شغلت شكلا كرويا؛ كان الحليب كثير الدهن.

3 - وضع بعض نقط من الحليب في راحة اليد، ثم فرطها جيدا براحة اليد الأخرى حتى تجف؛ فإن كثر لمعان سطح راحة اليد؛ دل ذلك على كثرة الدهن، والعكس بالعكس. ويُعقَّم الحليب في المنازل بإتباع إحدى الطرق الآتية:

1- يعقم الحليب بغليه.

2- يُوضع الحليب في زجاجات محكمة السد، ثم تُوضع في حمّام مائي، وتُسخّن لدرجة 145 درجة لمدة ساعة، ثم تُبرّد تدريجيا محافظة على الزجاج من الكسر؛ حتى تصل درجة الحرارة إلى 50 درجة.

3- يعقم بغليه، ثم تبريده فجأة بوضع إناء في ماء بارد، ثم تغييره كلما ارتفعت درجة الحرارة.

4- يُعقّم الحليب مدة نصف ساعة على حمام مائي ثم يُبرّد فجأة. ومع ضراوة التنافس بين الشركات المنتجة للألبان المعلبة، وكثرة إعلاناتها التلفزيونية ليل نهار؛ يثور التساؤل من وقت لآخر حول مصير كوب الحليب التقليدي الذي توارثناه عن أجدادنا؛ فهل هذه الألبان المعلبة ستصبح البديل الوحيد لحليب الطبيعي عندما يُغَش، مع التضحية بمذاق الحليب الطبيعي المميز؟ نفضل أن نترك الإجابة للمستقبل.

عن جنة الاعشاب