الإنصات “الجيد” أساس نجاح العلاقات الإنسانية المصدر : فداء حلاوة 08/03/2009 نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيمن المؤكد أننا نسمع ما يقوله الآخرون عندما نتحدَّث إليهم، ولكن هل نمتلك القدرة على “الاستماع” حقاً لما يقولونه؟.
كثيراً ما تكون عدم القدرة على “الاستماع” والإنصات الجيد لما يقوله الشخص أمامنا من الأمور التي تفسد علاقتنا به، بل وتؤثر أيضاً على صورتنا والانطباع الذي يأخذه عنا.
إنَّ مختلف العلاقات الإنسانية يقوم نجاحها بشكل أساسي على القدرة على الاستماع الجيد والقدرة على الإنصات.
ومهما كانت هذه العلاقة، سواء كانت علاقة زوجية أم علاقة الأهل مع أبنائهم أم علاقة الموظف مع مديره أم الطالب مع أستاذه، فإنَّ هذه العلاقة لا يمكن أن تتطور وتُعزّز إلا من خلال الانتباه الجيد لما يقوله الطرف الآخر في العلاقة، وذلك عبر استخدام “وسائل” و”أساليب” الاستماع “الفعّال”، كون ذلك يظهر للطرف الآخر أنك تحترمه فعلاً وتحترم ما يقول بغض النظر إن كنت متوافقاً تماماً مع ما يقول أم لا.
هل نمتلك هذه القدرة؟
يعتقد الكثير من الأشخاص أنهم يمتلكون فعلاً القدرة على الاستماع الجيد، إلا أنهم في الوقت نفسه يعانون من مشاكل قد تؤثر على علاقتهم بالآخرين من حولهم.
ويقول الاختصاصيون الاجتماعيون: إنَّ الإنصات “الفعال” يمكن فعلا أن يدعم العلاقات الاجتماعية بين الناس، في حين الكثير منا قد لا يدركون مدى أهميته.
كما أننا لا نستطيع تطبيق هذا النوع من الاستماع في أغلب الأحيان.
ويتطلب هذا النوع من الإنصات أن يقوم المستمع بتقديم كامل الانتباه للمتحدث، وأن يبدي له أنه يهتم فعلاً بما يقوله ويشجعه على إكمال حديثه.
نهتم لما نقول فقط
يميل الكثيرون إلى الاهتمام فقط بما يقولونه، بغض النظر عما يقوله الآخر. وهذا يعتبر عكس فكرة الاستماع.
وتقول الدكتورة إليوت جافا الاختصاصية النفسية: “من الخطأ أن تنتظر الشخص أمامك لينهي حديثه، محاولاً توصيل فكرة: أسرع في إنهاء حديثك كي أقول ما أريد”.
والمشكلة الأكبر التي يرتكبها البعض هي أنهم، وأثناء حديث الشخص أمامهم، يشغلون أنفسهم بترتيب ما يمكن أن يقولوا، دون الانتباه نهائياً إلى حديث هذا الشخص.
ومن الضروري أن تنتبه لما يقوله الشخص أمامك وتتذكره، وفي الوقت نفسه ترتب أفكارك.
كيف نكتسب هذه القدرة؟
بما أنَّ قدرتنا على الاستماع تعتبر بهذه الأهمية فيما يتعلق بالعلاقات الاجتماعية، فمن الضروري أن يسعى كلُّ شخص منا لأن يتحلى بهذه الميزة.
توقف عن الكلام
على الرغم من أنَّ الكلام يساعدنا على إيصال فكرتنا إلى الآخر، إلا أنَّ قدرتنا على الاستماع هي التي تساعدنا على توصيل الفكرة بالشكل الصحيح. ولذلك من الضروري ألا تتحدَّث قبل الاستماع الجيد لما يقوله الطرف الآخر.
انتبه إلى لغة الجسد
ينصح الخبراء بأن تنتبه قدر الإمكان إلى لغة الجسد، كونها تعكس الكثير عنك للطرف الآخر. وهنا من المهم أن تبدي للطرف الآخر أنك مهتم حقاً بما يقول. ومن الخطأ أن تنظر من فترة إلى أخرى، أثناء تحدثه إليك، إلى أمور أخرى من حولك في الغرفة.
ويفسّر هذا التصرف بأنك غير مهتم للشخص وللكلام الذي يقوله.
ولذلك حاول أن تعطي انطباعاً بأنك مهتم بما يقوله الطرف الآخر. وهذا لا يعني أن تكون أفكارك مطابقة لأفكاره، بل أنك مدرك تماماً لأفكاره.
كما يفضل أثناء حديثك مع الشخص أمامك أن تشجعه على الكلام.
اسأل إن لم تصلك الفكرة
من غير المعيب أن تطلب من الشخص أمامك أن يوضح فكرته في حال لم تفهمها تماماً، فذلك أفضل بكثير من أن تهز رأسك من دون أن تفهم ما يقول.
لا تقاطع أبداً
حتى وإن وصلتك الفكرة، فمن الخطأ أن تقاطع الشخص الذي يتحدث، حيث يجعله ذلك يعتقد بأنك ستهاجم فكرته.
وإن كنت غير متوافق تماماً مع محدثك، انتظر حتى يوصل فكرته، ومن ثم قدم أفكارك أنت.