من ضفاف الجحيم

شعر: د. حسين علي محمد

..............................................

(إلى قريتي .. التي هجرتني من ست وعشرين سنة)

(1)
كانتْ يَدُها ..
ـ ما أجملَ يَدَها! ـ
تنسلُّ من الأَجَمَةِ،
تحملُ عشبَ فراديسِ النشوةِ بلِقائي!
تعرفُ كيفَ تُلامسُ نبْضي ..
وزنابقُها تتفتَّحُ في الفجْرِ ..
لزخَّاتِ المَطَرِ!
…
...
(2)
كان الشَّجَرُ العالي .. يسْتهْوي زقْوَ عصافيرِ الماءِ
وكانتْ تُغْويني
وأنا أتبعُها في ضوْءِ القمرِ الغائبِ ..
خلفَ سحابٍ يتتَابعُ،
في صحْراءِ العشقِ وحيداً، أمْضي
لا نورَ بأُفْقي ..
لا موسيقا تصْدحُ في هذا الجوِّ الغَجَري!

(3)
ـ لنْ أَنْكَأَ جُرْحَ الأمْسِ
فهأنذا أسمعُ صوتَكَ
يا …
هلْ تبْداُ قصَّةُ جُرْحٍ .. آخرَ
عمَّ يتساءلُ رأسٌ يشتعلُ ضُحىً
بالدَّهشةِ وغُبارِ السَّفَر؟
(4)
كيف تُضيءُ حجارةُ شطْآني
في هذا البرْدِ القارسِ
في ظلِّ مساءاتٍ معتمةٍ .. حولي ..
ماذا ترْجو ..
منْ شَغَفِ النهْرِ لأشْواقِ الشَّجَرِ؟
(5)
ها أنْتِ تبوحينَ بلفْظي المكْنونِ
ودُرِّي المخبوءِ
وصوْتُ سقيفتِكِ الموحشُ ..
يقْرؤني، مسْكوناً بالعجْزِ ..
يُسامرُني وطيوري المائيّةُ ..
تهجسُ بالحُزْنِ .. وتُطلقُ للرِّيحِ عَنانَ الشَّجَرِ!
(6)
ها قدْ بُحَّ الصَّوْتُ
لماذا تشتعلينَ حنيناً
وأنيناً
للإيلامِ، وللفقْدِ؟
لماذا يرْتعِدُ الماءُ بكوبي هَلَعاً؟
هأنذا أسقُطُ بينَ غِياضِ الوقْتِ ..
وصحْراءِ النُّذُرِ!
(7)
.. ولماذا ظلَّ دمي ـ في كيْنونتِهِ الأولى ـ
يصْعدُ أشجارَ الوهْمِ ..
يُغنِّي، ويُغنِّي ..،
(لا يتعبُ! .. كمْ غَنَّى!)
ما زالتْ شُرْفتُها تخضرُّ ..
بعْشْبِ فراديسِ الوحشةِ!
…
يا … كمْ تتشوَّقُ هذي الصَّحْراءُ ..
الآنَ لزخَّاتِ المَطَرِ!

ديرب نجم 30/3/1999م

اخي العزيز د.حسين/
مشكور على هذه القصيدة الرائعة
لك تحية

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صهيب توفيق

اخي العزيز د.حسين/
مشكور على هذه القصيدة الرائعة
لك تحية

شكراً للأديب المبدع الأستاذ
صهيب توفيق
على المُشاركة،
مع تحياتي.

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشاعر لطفي الياسيني

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية الاسلام
الاستاذ الكبير الفاضل الشاعر د. حسين علي محمد
امير المنتديات والابداع
جزاك الله خيرا وبارك الله لك وعليك
ان كل مفردات ثقافتي لا تفيك حقك من الشكر والتقدير
لك مني عاطر التحية واطيب المنى
دمت بحفظ المولى
باحترام
ابي مازن

شكراً لشاعر المقاومة
أبي مازن
على تعليقه الجميل،
مع ودي وتقديري.

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريمه الخاني

نعم نحن وماللحنين غير دعائي و شعري وتوقي للعودة
ولكن كيف لقريه ان تهجر ونحن من يهاجر؟لك ودي وتقديري

شُكراً للأديبة الأستاذة
ريمة الخاني
على المُشتركة،
مع تحياتي وتقديري.