منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 5 من 5
  1. #1

    نعم إلهية، ظاهرهاخجل، وجوهرهاجعل.

    نعم إلهية، ظاهرهاخجل، وجوهرهاجعل.

    الخوف:

    الخوف في صفته العادية، صفة ذميمة تعافهاالنفس، ويأنف الرجال من الإتصاف بها.

    لذلك حددالعربي القديم، صفات الزوجة المفضلة بثلاث.

    وطبعا كلهاصفات إنانية، تراعي مصلحة الرجل فقط ، دون النظرلوضع المرأة، ودورهاالخطيرفي صنع الحياة والمجتمع.

    والصفات التي فضلهاالعربي القديم في زوجته هي:

    جميلة، لكي تشبع رغبته، وتملأ عينه.

    وبخيلة، لكي تحافظ على ماله من التبديد، والصرف على الكماليات، بدون تسديد.

    وجبانة، لكي لاتدخل نفسها فيمايحط من صونهاكحرمة، محفوظة الخدر والقدر.

    هذا فيمايخص الخوف بالنسبة للنساء. لكن عندمايأتي ذكرالخوف بالنسبة للرجل.

    فلانجد أحدا يقبله على نفسه، وخاصة الشرقي الذي تأسره المثل والمعنويات. لذلك دائما يتبجح الرجل الشرقي بقوله، فيقول أحدهم بإنه:

    لايخاف إلا من ربه، أوإلا من الله.

    طبعاهويدعي ذلك، إظهارلشجاعته وإقدامه، وإن كانت كلامية!! حتى لايفقد ثقته بنفسه.

    أوكقول الآخرمتبجحا:

    أناإبن جلا وطلاع الثنايا............متى أضع العمامة تعرفوني

    يعني متى مالبس تاجه العربي، والعمائم كانت تسمى تيجان العرب.

    ظهرللجميع كالبارزالشاخص الغيرهياب ولامرتاب، في شجاعته وبأسه.

    لكن في واقع الحال، فإن صفة الخوف من الصفات الجعلية التي أودعهاالله في البشر، كمافي سورة المعارج

    (إِنَّ الإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا *(19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا(20)*وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21).

    وكل ذلك بسبب صفة الخوف التي فيه.

    ورغم كونهامذمومة كعرف عام، لكن لولاهالماسعى الأنسان لسد جوعه خوفا من موته جائعا، ولماسعى لتأمين شرابه، خوفا من موته عطشانا، ولما تعلم مهنة القتال، والتسلح بالسلاح للدفاع عن نفسه في أوقات الخطر.

    فالخوف من الموت، يدفعه بالإبتعاد عنه. إن كان سدالجوع، أوريالعطش، أوتعاطيالدواء لشفاء من مرض،أوإبتعاداعن خطرمحدق....الخ.

    لذلك كان الخوف من أعظم النعم التي أنعم الله بهاعلى الحيوان والإنسان.

    وإلى نعمة أخرى خافية، لكنهامنجية وافيه للأنسان.

  2. #2

    النسيان:

    النسيان:

    أيضاالنسيان في ظاهره مثلبة ونقص، يكرهه الإنسان، لذلك جاء في الحديث الشريف:

    آفة العلم النسيان.

    لكن لوتفكرالواحد منالعرف بإن النسيان من أعظم نعم الله عليه.

    إذلولاالنسيان لعاش الإنسان نصف عمره، بل يمكن عشرعمره.

    بمعنى هناك أموركثيرة، لولم ينساهاالإنسان، لأوصلته إلى الموت الزؤام.

    فمثلا لنأخذ ظاهرة الموت، كلناسنموت، ولايبقى إلا وجهه. وكماتصرح الآية الكريمة:

    كل من عليهافان* ويبقى وجه ربك ذوالجلال والإكرام*

    لوظل الإنسان يفكربالموت، لماإستطاع أن ينام ليله من كثرة القلق وعاقبة المصير.

    وأيضاماأكثرالهفوات التي يهفوهاالإنسان في حياته، فإن ظل يفكر ويتحسرعلى كل هفوة، لأصيب بلقوة(اللقوة: داء يصيب الوجه يعوج منه الشدق إلى إحد جانبي العنق).

    وأيضا من أفضال هذه النعمة الكبرى التي أنعم الله بهاعلى البشر،(نعمة النسيان) إستطاع الإنسان أن يسامح ويعفو، وليس يسفح ويسفو، لكل ظالم له أوغاصب لحقه. ومن هذاأشاع دينناالقويم، ونهج نبيناالعظيم مفهوم:

    المسامح كريم.

    هناك قول مأثور ينص:

    من راقب الناس مات هما.

    فمن يراقب الناس، يلاحظهاويكتشفهافي أمورشتى. فمن غني أنعم الله عليه بالجاه والمال، ومن معدم أقعده الفقرمن الحصول على قوت يومه.

    والمراقب للغني يشقى، لكونه أدنى منه غنى وثراءا. ومن يراقب الفقير، يحن ويرق لفقره وفاقته.

    فالمراقب للناس، معذب في الحالتين.

    لكنه لايستطيع أن يكف عن المراقبة، لأنه يعيش مع ناس معه، ولكنهم مختلفون بمستواهم المعيشي عنه.

    وهنا يأتي دورنعمة النسيان لتنسيه حسرته على فقره مقارنة بمن راقبه من غنى، كماتنسيه ألمه وشقاه على الفقيرالذي هوأدنى منه.

    فشكرالرب العالمين الذي من علينا بنعمة النسيان، إذلولاها، لكناأسرى للحقد والطغيان.

  3. #3

    الإستعداد للهروب:

    الإستعداد للهروب:

    ظاهرة الهروب عند الكائن الحي، إنسانا كان أم حيوانا، قد ترتبط بالخوف من عواقب المجهول. وقد تكون إسلوبايمارسه الشجاع لغاية ظرفية.

    فإن إرتبطت بالخوف من عواقب المجهول، عدت من نواقص الشجاعة!!! لذلك يعرف الناس الشجاعة، بركوب الصعاب، وإقتحام أهوال العذاب، بقلب جامد قوي الوشائج، وتصميم صامد غيرمبالي بالنتائج.

    لذلك عدالمغامرشجاعا، لأنه لايبالي بماسيلاقي، فهودائم التحدي للصعاب، وتحمل أنواع العذاب. بل قديصل تحديه حتى للموت، والذي مابعده فوت.

    في فن الدفاع الأعزل، مثل الكراتية والجودو والتيكواندو.....الخ ، يشرح مدربواهذاالفن العراكي، الذي يتعلمه الإنسان للدفاع عن نفسه، بإن أحسن وسيلة للدفاع عن النفس هي الهروب.

    فمادامت رياضات فن الدفاع الأعزل عن النفس، تعني الدفاع عن النفس، لذلك أصبحت أحسن وسيلة للدفاع عن النفس، هي الهروب من الخطر المحدق.

    إذن ظاهرة الإستعداد للهروب إن كانت فطرية لاإرادية، كمن تنسحب يده لاإراديا من لمس الحار، أومقصودة كالإبتعاد عن مسارسيارة مسرعة قادمة بإتجاه الهارب. تعد من النعم الإلهية التي أودعهاالله في نفس الكائن الحي.

    فالهروب ظاهره خجل، لكن جوهره جعل من الله لحفظ النفس والحفاظ على الحياة والسلام.

    الموضوع ليس فيه نصيحة للخنوع والإستسلام بدواعي الهروب من فكرة التحدي. وليس هناك مجال لتبريرالجبن ومدح الجبان.

    نحن أمام ظاهرة قد تنتاب الكائن الحي في كل وقت وساعة، ونحن نحلل الموقف الذي يستعد فيه الكائن الحي للهروب.

    والتهورفي التصرف لايعني شجاعة، فحتى الصبرعلى الضيم، وفي الملمات عد من الشجاعة. لذلك قال الشاعرالمتنبي:

    الرأي قبل شجاعة الشجعان..........هوأول وهي المحل الثاني.

    يحدثناالتاريخ الإسلامي، عن قائد عربي أسموه أعداءه صقرقريش، وهوعبدالرحمن الداخل.

    حين هرب من العباسيين بعدإنهيارالدولة الأموية في دمشق، ليلتحق بالأندلس ويؤسس الدولة الأموية هناك.

    شخص واحد يهرب من جيش من الأعداء، ليؤسس إمبراطورية إسلامية في أورباويمد نفوذه إلى شمال أفريقيا!!!!!!!!!!!

    وإلى نعمة أخرى من نعم الباري عزوجل.

  4. #4
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    . كل المواضيع قيمة ومفيدة .وكل الصفات خلقها الله في الانسان ليس صدفة لكن له سبحانه وتعالى الحكمة في دلك .
    شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

  5. #5

    البكاء:

    شكرالمرورك أديبتناالرائعة الأخت الكريمة زهرة عبدالله وبارك الله بك.

    البكاء:

    حالة شعورية تنتاب الأنسان في حالة الأسى والحزن، وقد يصاحبه أرن وصوت، وقدلايصاحبه ذلك. لكن ذرف الدموع لامفرمنه. لاحظ بكائية دعبل الخزاعي الرائعة الخالد على مدى الدهور، والتي تشرح مظلومية أهل البيت(ع).

    هذه المرثية الخالدة، بكى لهاالرفيع والوضيع. بكى لهاالإمام الرضا(ع)وهوالإمام الثامن عند الشيعة. بكى لهاالمأمون العباسي وهوخليفة المسلمين، حتى إخضلت لحيته بالدموع!!!! بكت لهاحتى اللصوص والسراق، وهي تسرق وتنهب ناظمهاوقائلها!!!!!

    بكيت لرسم الدارمن عرفات..................وأذريت دمع العين بالعبرات

    منازل آيات خلت من تلاوة....................ومنزل وحي مقفرالعرصات

    ديارعلي والحسين وجعفر.....................وحمزة والسجاد ذوالثفنات

    فأين الأولى؟ شطت بهم غربة النوى.......أفانين في الأفاق مفترقات

    تجاوبن بالإرنان والزفرات...................نوائح عجم اللفظ والنطقات

    يخبرن بالأنفاس عن سرأنفس...............أسارى هوى ماض وآخرآت
    ..........
    ..........
    لكن في العرف العام، البكاء صفة ذميمة، يعافهاالرجل، ليسبغهاعلى المرأة والطفل الصغير.

    لكن الطفل يبكي وهوبرئ، فيعبرعن براءته بالبكاء، ليجلب إنتباه الآخرين ببكائه.

    فإذن هي خصلة أودعهاالله في النفس البشرية.

    وتحدثناكتب السيرة بإن نبيناالعظيم بكى لإستشهاد عمه حمزة، كمابكى لفقد ولده إبراهيم، وبكى لسبطه الحسين(ع) حين أعلمه جبرائيل بمقتله في كربلاء.

    نعم من يبكي معبراعن حزنه وأساه، يكون قد أفرغ مايجيش ويعتلج بصدره من لوعة وحرقة على أمرما.

    فهي نعمة من نعم الله، يلجأ لهاالإنسان ليريح نفسه بالبكاء.

    مسك الختام:

    وفي ختام الموضوع، نود أن نشيرإلى نعمتين ليس فيهماخجل، بل فيهمافضل، وفضل أكبرمن كل كبير، أنعم الله بهماعلى عبده.

    لكن العبد يجهل هاتين النعمتين، والتين فيهماكل السعادة ورغد العيش، وهمامن عبرعنهماالحديث الشريف:

    نعمتان مجهولتنا، الصحة والإمان.

المواضيع المتشابهه

  1. وقف إطلاق النار أولاً ليس سنة إلهية
    بواسطة مصطفى إنشاصي في المنتدى فرسان الأبحاث الفكرية
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 07-29-2014, 02:47 AM
  2. معجزه إلهية في القران سبحان الله العظيم أكتشفها الدكتور طارق السويدان
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان التجارب الدعوية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 08-02-2012, 05:16 PM
  3. معجزة إلهية تحير العلماء في امريكا...
    بواسطة أبو فراس في المنتدى فرسان العلوم العامة.
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 10-29-2006, 06:14 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •