الفنانة وفاء موصللي

للدراما دور اجتمـاعي وســياسـي واقتصـادي أيضـاً
أحب باب الحارة لأنه مشروع وطني قومي

الفنانة المحبوبة «وفاء موصللي»، التي أثرت في عالم الدراما، وتركت بصمة دامغة في تجسيد شخصيات من البيئة الشامية القديمة، أحبّها المشاهدون بكل أدوارها ولا سيما في باب الحارة المسلسل الأكثر شهرة.. التقتها البعث.. وتحاورت معها حول مشاركتها في «حملة من أجل أطفال غزة» ... ومن أعمالها الجديدة التي ستطل من خلالها على الشاشة في موسم رمضان المقبل..
< كان للفنانين والكتاب والمثقفين دور في شجب العدوان على غزة، وقد شاركت في «حملة من أجل أطفال غزة».. فكيف تنظرين إلى الدراما الوطنية أو القومية أو ما يسمى «بدراما الأزمات» ولا سيما ان هناك مسلسلات تُصور الآن وفق هذا النوع مثل سحابة صيف - هدوء نسبي- سفر الحجارة... ؟.
<< طبعاً للفنانين دور مؤثر في المجتمع، وفي واقع ما يجري حوله من أحداث.. وقد شاركت وزملائي في الاعتصامات والتظاهرات، أما على الصعيد الشخصي فشاركت في حملة «من أجل أطفال غزة»، وكان لي شرف الحضور في ملتقى استنبول للسيدات الأُول، وتحاورت مع السيدة «أمينة اردوغان» أثناء متابعات ولقاءات بين المبدعين والمفكرين والأدباء والمثقفين من البلدين، وأنا أحيي السيدة أسماء الأسد التي أطلقت حملة من أجل أطفال غزة، وشاركت بنفسها في كثير من الفعاليات، أما الدراما الوطنية فهي انعكاس لتداعيات الأحداث وأراها تكرس دور المقاومة وتبيّن دور الشعوب في مدّ يد العون للمقاومة وأثرها في تغيير المعادلة الدولية، وأشد على يد كل منتج يقوم بإنتاج مسلسلات تخدم القضية الفلسطينية، أو أية قضية تتعلق بتحرر الشعوب وإزالة الظلم في زمن رفضت فيه بعض المحطات عرض مثل هذه المسلسلات، واعتبرها جرأة كبيرة ووطنية تُحترم، واتمنى ان يحذو المنتجون حذو هؤلاء، وفي الوقت نفسه ان اشارك بدور قومي وبطولي لدعم المقاومة معنوياً..
< في الموسم الدرامي الماضي (شهر رمضان المبارك) شاركت في باب الحارة وليل ورجل وبيت جدي طبعاً بأدوار بطولية تركت أثراً لدى المشاهدين.. فماذا عن أعمالك القادمة؟؟.
<< بدايةً أتكلم عن باب الحارة المسلسل الذي لاقى صدى مؤثراً ليس فقط عربياً ومحلياً، وإنما دولياً.. فمن خلاله فوجىء الكيان الصهيوني الارهابي بعمل درامي أعاد لعرب 1948 ذكرى مقاومتهم وأعاد لهم حنينهم إلى القيم الاخلاقية العربية، وإلى المقاومة التي انتصرت ليس فقط في سورية، وإنما لدى كل شعوب العالم حتى لو دام الاحتلال قروناً، أما عن شخصية فريال البعيدة كل البعد عن وفاء .. فلن أكشف أوراقها لتكون مفاجأة للمشاهدين الذين أحبوها، هناك شائعات كثيرة تطال حركة الشخصيات ككل، فبعضهم يقولون فريال ستتزوج أو تتغير.. أنا كما قلت لك لن أفصح عما تحمله الشخصية، وعلى صعيد الدراما الاجتماعية أشارك في مسلسل «على موج البحر» اخراج أسعد عيد، وتأليف إلياس الحاج، وهو مسلسل اجتماعي فيه الكثير من المحاور والصراعات الدائرة بين شخصيات من بيئات مختلفة، ويركز المسلسل على أثر التربية، الأولاد في أوضاع معينة، وأوضاع المجتمع الاستهلاكي وحب الوصول السريع، وما ينجم عنه من أخطار تطال بعض الشخصيات، أقوم بدور «أم جرجورة» الزوجة والأم المكافحة التي تعين عائلتها من خلال عملها على التنور، والتي تربطها مع عوائل قريتها أواصر المحبة والألفة والصداقة، وقد صوّر العمل في منطقة وادي قنديل وأم الطيور، وأرى أن مثل هذه المسلسلات لا تقدم خدمات اجتماعية وحسب، وإنما تقدم خدمات سياحية ترفع من نسبة السياح الى سورية، وأذكر على سبيل المثال المسلسل الذي لم أشترك به، وكانت له شعبية كثيرة وهو «ضيعة ضايعة»، اذ كثيرون جداً جاؤوا من مختلف المحافظات، ومن خارج سورية وزاروا أماكن التصوير في منطقة الحدود على تركيا «سمرة» والتقطوا صوراً تذكارية، وهذا عامل اقتصادي هام، فللدراما دور اجتماعي وسياسي واقتصادي أيضاً.
< تعقيباً على كلامك قرأت أنك تشاركين في الجزء الثاني من أهل الغرام، وهو حلقات منفصلة فما رأيك بفكرته؟؟.
<< أحببت أهل الغرام وأشارك في الجزء الثاني منه، وقد لاقى شعبية واسعة وصدى كبيراً، لأنه عرض في زمن يعيش فيه الناس مجاعة حب حقيقية، فرضت عليه من قبل حكومات مهيمنة أفقدتهم أحلى وأغلى المشاعر الانسانية، وجعلتهم يلهثون وراء الأمن والأمان ولقمة العيش، وبرأيي أن هذا المسلسل طرح التساؤلات لدى المشاهد العربي وجعله شريكاً حقيقياً له ليضع نفسه مكان الشخصيات والأوضاع المحيطة التي أحبطت حبهم، ففي كل حلقة قصة حب مختلفة ونهاية مختلفة، فربما يتفق مع النهاية وربما يرى العكس، وقد يجد لنفسه حلاً آخر، فعمل رائع أن نجعل المشاهد شريكاً وليس متابعاً فقط، وأنوه أن الأفكار كتبت من قبل عدة كتّاب.
< ما رأيك بالأفلام التلفزيونية خاصة أن حضرتك شاركت بدور هام في فيلم حلاوة الروح وهو التجربة الاخراجية الأولى للفنانة ليلى عوض، وانتاج التلفزيون العربي السوري؟؟.
<< من وجهة نظري.. لا أدري لماذا يسمونها أفلاماً، فأنا أتعامل معها على أساس أنها سهرات تلفزيونية، لها حدوتة بمحاور متعددة، وتتعلق بوضع حركة الشخصيات والتغيرات التي تطال حياتهم اثر حدث معين، انها تعتمد على الحدث وتفسير الحالة المحيطة به، وهدف الفيلم فضح تسليع الانسان اي تحويله الى سلعة تباع وتشترى اما دوري فهو امرأة تزوج ابنها من امرأة اخرى اثناء سفره، ولم تعترض بل وجدت ان هذا من حقه لأن كل همها ان تكسب المال من كنتها لتعيش حياة معقولة مع زوجها المريض، وتمارس العنف من المرأة ضد المرأة.
حوار: مِلدة شويكاني