المصدر : قيس مصطفى 30/01/2009
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيسجالات عنيفة شهدتها ندوة "كاتب وموقف"، التي أدارها الناقد والإعلامي عبد الرحمن الحلبي، في المركز الثقافي في أبو رمانة، شارك في الندوة التي جاءت تحت عنوان "دور الصفحات الثقافية في الصحافة السورية"، كل من الزملاء: وليد اسعيد، رئيس دائرة الثقافة في جريدة تشرين، والزميل ديب علي حسن، رئيس القسم الثقافي في جريدة الثورة، وأحمد تيناوي، مدير تحرير جريدة "بلدنا".
..


الزميل وليد اسعيد أشار إلى أن الصفحات الثقافية في سورية هي مرآة للحراك الثقافي فيها، كما وصف هذا الحراك بأنه يتراجع يوماً بعد يوم، كما أشار إلى نقطة أساسية تتعلق باهتمامات رؤساء تحرير الصحف "إذا كان لرئيس التحرير اهتمامات ثقافية فإنه يدعم القسم الثقافي في الجريدة، وإن لم تكن له هذه الاهتمامات فإن القسم الثقافي يتعرض للإهمال"، ومن جهته رأى الزميل أحمد تيناوي أنّ الصفحات الثقافية لا يمكن أن يقوم بها إلا مثقفون، لأنهم الوحيدون القادرون على النهوض بأعبائها، كما أشار إلى بعض الحوادث التي اعترضته أثناء مسيرته الصحفية، حيث تعرضت اصطلاحات كان يستخدمها في مقالاته الثقافية للشطب، لأن مشرفي تلك الصفحات لم يكونوا قد سمعوا بها، كما تحدث عن الفرق بين عقليتين مختلفتين كلياً، الأولى يمثلها القطاع العام، والأخرى يمثلها القطاع الخاص، الذي يفرض على العاملين فيه النشاط والمرونة.
الزميل تيناوي تحدث باقتضاب عن الصفحات الثقافية في جريدة "بلدنا"، كما تطرق في استشهاداته إلى "ملحق بلدنا الثقافي"، الذي انطلق مع بداية دمشق عاصمة الثقافة العربية، وانتهى معها، من حيث كون "بلدنا الثقافي" تجربة فريدة، اعتمدت فيها التقاليد المهنية، ولم تتدخل فيها "المصالح الشخصية"، التي كان اسعيد أشار إليها، لا سيّما في مسألة التغطيات والمتابعات الصحفية، حيث وصف اسعيد تلك التغطيات بأنها مكتوبة بنسبة كبيرة منها، نتيجة العلاقات بين الصحفيين والقائمين على تلك الفعاليات الثقافية. كما ذهب الزميل أحمد تيناوي إلى مقاربة من نوع خاص لمسألة الحساسيات الحديثة، وضرورة وجودها ليكون هناك إعلام ثقافي ينحاز للمنجزات الثقافية الجديدة.
الزميل ديب علي حسن تحدث عن واقع العمل في جريدة الثورة، وأشار إلى أنه يحاول أن يكون للصحفيين في قسمه اختصاصات معينة يكتبون فيها. وتطرق مع الزميل وليد اسعيد إلى قضايا الرقابة وشجونها، وأعادوا الأسئلة القديمة بصددها، التي مازالت الصحافة السورية تطرحها على نفسها منذ وقت طويل.
احتج الزميل أحمد بوبس على الزميلين تيناوي واسعيد، لأنهما لم يستخدما الفصحى في مداخلاتهما، وعندما جاء دور الزميل تيناوي تحدث بلهجة المذيع، مبتدئاً كلامه بالقول: "في الحقيقة"، ساخراً من تعليق بوبس.
الأستاذ عبد الرحمن الحلبي انتهز الفرصة لتذكير الصحفيين الذين قدموا مداخلات بأخطاء كانوا قد ارتكبوها، وهذا مادفعه إلى تذكير بوبس بخطأ كان ارتكبه، فانفعل بوبس، وقال إن المادة موجودة معه، وإن كلام الحلبي غير صحيح.
الزميل أنور بدر انتقد الصفحات الثقافية من حيث كونها تجمع مقالات وقصائد غير منسجمة في الحساسية، التي تكتب في كل منها، وقد بدا الزميل مصطفى علوش غاضباً، ووصف واقع الصحافة الثقافية بـ"الباص المعطل".ومن جهته قدم الزميل زيد قطريب توصيفاً منهجياً وعقلانياً لواقع الصفحات الثقافية في سورية، ردَّ فيها الخلل إلى كل الظروف التي تحيط بالثقافة وإنجازها، أما الزميلة فادية مصارع فقد عزت واقع الصفحات الثقافية المتردي إلى المردود المادي الضعيف، الذي يناله الصحفيون لقاء أتعابهم، حيث ألمحت إلى أنها تعطي بقدر ما تأخذ. وهكذا تشعبت الأقوال والمداخلات، وعلت الأصوات والاحتجاجات، ضمن ندوة ساخنة وممتعة أدارها عبد الرحمن الحلبي باقتدار