دير مار موسى ... عالمٌ من التصوف والزهد
المصدر : خاص 23/01/2009 أكثر من ثلاثمئة درجة دون وجود أيّ وسيلة عصرية توفِّر عناء الصعود، يجب قطعها وسط الجبال، والدخول بحالة روحية فريدة، تجعلك وحتى أنت بلابسك العصري أشبه بناسِك متعبِّد اعتزل البشرية والتجأ إلى الجبل، أهم مقومات زيارة دير مار موسى الحبشي في النبك، هذه الزيارة التي سيرغب أيٌّ منا بإعادتها رغم العناء.

وبمجرد أن تنهي تلك الدرجات الطويلة وتنحني للدخول إلى الدير، ستنسى كلَّ ما جنيته من تعب، وستستمرُّ في دخول هذه الحالة من الاندماج مع التجربة الروحية، وباللاشعور ستضع يدك بيد أيِّ راهب يصادفك قادمٍ من بلده البعيد، لالسبب سوى التقرب من الله وخدمة زوار بيته، وسيكون من البديهي أن تشاركهم في إعداد الطعام وإكرام الضيوف، وربما النزول في ديرهم المتواضع لتعيش الحالة كاملة.
الدير المتواضع لا يملك شيئاً من الفخامة ولا البذخ، سوى تاريخه المغرق في قدمه، الذي ارتبط دائماً بالنزوع إلى الانغماس في الذات الإلهية ونسيان الدنيا وترفها، مكرِّراً رغم اختلاف العصور والأزمان قصة الشاب موسى الحبشي الذي تقول القصص إنه كان أحد أبناء ملوك الحبشة، لكنه رفض التاج الملكي وترك بلاده باحثاً عن ملكوت الله، مهاجراً إلى مصر، وزار الأماكن المقدسة في فلسطين، ليترهَّب في دير مار يعقوب بالقرب من بلدة قارة، شمالي النبك، حتى استقرَّ متوحداً متنسكاً في إحدى مغارات الدير التي نسبت فيما بعد إلى اسمه.
المكان تحوَّل مع الأيام إلى دير يؤمُّه المؤمنون، وقد تعرَّض مع الأيام إلى تغيرات مناخية، ليتمَّ في القرن الخامس عشر ترميمه وإضافة قسم جديد عليه، واستمرَّت الحياة الرهبانية فيه حتى عام 1831م, حيث هجر آخر رهبان الدير، وترك الدير فارغاً فحوَّله الرعاة إلى ملجأ لهم ولماشيتهم.
قيمة روحية
يعدُّ دير مار موسى الحبشي من أهم مراكز الحوار الديني في العالم، ولعله بجهوده التي قدَّمها فاق بأهميته الكثير من مراكز البحوث والدراسات العالمية، ويتجسَّد ذلك من خلال الحوارات والندوات التي بدأت منذ حوالي عشر سنوات وأخذت طوال السنوات الماضية طابع الحوار الديني تحت شعار الحوار المسيحي -الإسلامي، والحوار المسيحي– المسيحي.
كنيسة الدير
تتألَّف الكنيسة من قسمين؛ صحن الكنيسة وقدس الأقداس، يقسم صحن الكنيسة إلى ثلاثة أروقة تفصل بينهما أعمدة مربعة الشكل، وتنير الرواق الأوسط نافذة عالية كبيرة نسيباً في الجدار الشرقي.. أما قدس الأقداس فيضمُّ الهيكل والحنية المحراب، ويفصله عن صحن الكنيسة حاجز قسمه السفلي من الحجر والعلوي من الخشب، تظهر على جدران الكنيسة المزينة بالرسومات ثلاث طبقات؛ الأولى تعود إلى منتصف القرن الثالث عشر، والثانية إلى نهاية القرن الحادي عشر، أما الثالثة فتعود إلى منتصف القرن الثالث عشر، وهي أكثر ظهوراً ووضوحاً على الجدران، وهي تعبِّر عن العلاقة بين الإنسان والله من حيث الرؤية المسيحية في بعدي التاريخ المقدس ولحظة السر الدائمة.
فقدت رسومات كثيرة في الفترة السابقة للترميم ولم يبقَ لها من أثر غير بعض الصور الفوتوغرافية التي أخذت قبل تخريبها، حيث قام بترميم قسم من الرسومات في الكنيسة بعثة إيطالية سورية.
قيمة روحية
يعدُّ دير مار موسى الحبشي من أهم مراكز الحوار الديني في العالم، ولعله بجهوده التي قدَّمها فاق بأهميته الكثير من مراكز البحوث والدراسات العالمية، ويتجسَّد ذلك من خلال الحوارات والندوات التي بدأت منذ حوالي عشر سنوات وأخذت طوال السنوات الماضية طابع الحوار الديني تحت شعار الحوار المسيحي -الإسلامي، والحوار المسيحي– المسيحي.
يقع دير مار موسى الحبشي في وادٍ وعر من وديان سلسلة جبال القلمون، يرتفع بمقدار 1320م عن سطح البحر، وهو دير سرياني قديم يبعد مسافة ثمانين كيلو متراً عن دمشق باتجاه الشمال، ويبعد عن مدينة النبك حوالي 15 كيلو متراً باتجاه الشرق عن طريق العرقوب.

معلومات رائعة عن دير مار موسي

اول مرة اسمع بها

تحيتي لك يا مليوديا