منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1

    كأننا يا بدر لا رحنا ولا جينا/عدنان كنفاني

    كأننا يا بدر لا رحنا ولا جينا
    عدنان كنفاني

    أخيراً.. وبعد التمديد والتمديد وقتل الوقت، والاجتماعات، والمشاورات، والمباحثات، يتمخض الجبل، ويلد فأراً..!
    ولا بد أن نعرّج على إشارات كثيرة كي نستخلص ونفهم حجم ذلك الفأر الذي ولد معوقاً في قرار مجلس الأمن الأخير، وستعمل الشروحات اللاحقة على تصميم شكله، وحواسّه..
    أولاً: كل ما جرى ويجري في أروقة مجلس الأمن، وكل ما جرى ويجري في المشاورات والمباحثات الهامشية الإثنية، أو الجمعية، وكل التصريحات والتطمينات، كانت بالتشاور مع من شارك في جريمة الهجوم وحصار غزّة، دون إيراد أي ذكر لحركة حماس والمقاومة، تكريساً لنظام عباس والسلطة، وتغييباً لدور المقاومة وهي الفاعلة والمواجهة والمعنية بأي قرار وحلول يمكن أن يجري الاتفاق عليها.
    ثانياً: إن كل مشاريع القرارات، سواء الملزمة، أو غير الملزمة التي من المفترض أن تصدر عن مجلس الأمن الدولي لا يمكن أن تبشّر بخير ينصف الشعب الفلسطيني المظلوم، فهذا المجلس " ولم يعد خافياً على أحد" هو دائرة خاضعة للحكومة الأمريكية المناصرة أبداً للصهاينة.
    ثالثاً: من يقود تلك المفاوضات والاتفاقيات ورسم تصاميمها، هم مجموعة من الذين هيؤوا للكيان الصهيوني قديماً وحديثاً استمرارية التواجد محتلاً على أرض فلسطين.
    رابعاً: إن السلطة الفلسطينية ممثّلة بالسيد محمود عباس ورهط المشاركين والمتنفّذين في السلطة، الذين يتحدثون الآن في المحافل الدولية بلسان شعب فلسطين، هي سلطة ساقطة من كل حسابات الشعب الفلسطيني، عدا المنتفعين طبعاً من بقائها.!
    خامساً: استمرار حكومة مصر في إغلاق معبر رفح، ومنع دخول الطواقم الطبيّة، وتقطير دخول المساعدات الإنسانية للقطاع متذرعين بأعذار لا تصل إلى قناعات أحد، وحرص السلطة في مصر على كتم مشاعر الشعب المصري، ومنعه من التعبير عن دعمه لشعب غزّة يضع أمام الساعين لاستصدار قرار من مجلس المن المشبوه أصلاً لوقف إطلاق النار، ونقطة.. لا يمكن أن يكونوا على مستوى الغايات التي تسعى إليها المقاومة بشروطها المعلنة، (وقف الحرب المجنونة التي أعلنها الكيان الصهيوني على غزّة، وانسحاب القوات الصهيونية من المناطق المفتوحة التي دخلت إليها، ورفع الحصار نهائياً، وفتح المعابر دون شروط بما فيها معبر رفح).. وأضيف شرطاً آخر هو: إعادة إعمار قطاع غزة..
    سادساً: إن المقاومة الفلسطينية "حماس وغيرها" التي تصمد وتتصدى الآن ببطولة نادرة، وعلى مدى أكثر من أسبوعين، في وجه هجمة عدوانية شرسة لم يحدث أن جرى مثيل لها "بظروف المكان، وميزان القوّة العسكري" على مرّ التاريخ، والتي تحمّل خلالها شعب غزّة ما لم يتحمله شعب من شعوب الأرض، بالأشخاص والبنيان والحصار والجوع والدمار والنزيف الذي لم يتوّقف بفعل آلة حرب جهنمية، جوّاً وبحراً وبرّاً، هي "المقاومة" المخوّلة للمشاركة في صنع أي قرار لا يعود بنا إلى المربع الأول الذي كان.
    بعد ذلك كله.. وأخيراً طفحت الابتسامات على وجوه المتأنقين المجتمعين في مجلس الأمن، مبشّرين العالم بالموافقة الخجولة على قرار وقف إطلاق النار الفوري.. ونقطة.!
    أما ما سيجري بعد ذلك فأدهى وأمرّ، سيبقى جيش الاحتلال في المواقع التي وصل إليها في غزّة، وستبقى المعابر مغلقة ومقننة، وسيبقى قدر وقوت أهل غزّة معلّقاً على بوّابة معبر رفح، وسيبقى المعبر ورقة ضغط كبيرة ومؤثّرة لفرض شروط الصهاينة ومن يدعمهم ومن يسير في ركابهم، والحرص الأكبر هو في تثبيت السلطة التي لا تملك من أمرها شيئاً، ولا تملك أي ورقة ولا أي حدّ لفرض شروط في مسيرة التفاوض، والإيحاء لشعوب المنطقة بأن تلك الأنظمة التي ساهمت في مجزرة غزّة تعمل على إيقاف نزيف الدماء.
    فهل نفهم من ذلك أن القرار الذي صدر، "وهو بالمناسبة قرار غير ملزم وينتظر رضا الصهاينة" قشّة إنقاذ خبيثة لتخليص الكيان الصهيوني من أزمته، وإخراجه منتصراً من طين غزّة.!؟
    المقاومة صامدة، رغم نزيف الدماء، ورغم الحصار والجوع والبرد والألم، وهي تواجه وتقاتل وتستنزف قوّة العدو يوماً بعد يوم، وساعة بعد ساعة، تواجه وتقاتل على الأرض، وتواصل قصف الصواريخ على المواقع المؤثرة بوتيرة لم تتوقف، وهذا الصمود الأسطوري البطل، وهذه التضحيات غير المسبوقة من شعب عظيم، وهذا الدعم غير المسبوق في الشارع العربي ومؤسساته المدنية والنقابية، ودعم العالم الإسلامي وأحرار العالم، ووقوف بعض النظام العربي المخلص إلى جانب الحق الفلسطيني، لا تستحق أقل من الانتصار المدوّي البيّن الذي يعترف به العالم، ولا تستحق إلا خذلان الهجمة البربرية، والهزيمة المنكرة للصهاينة، وسقوط كل الذين دعموا وشاركوا وراهنوا على دم شعب غزّة.
    ونحن لم ولن نراهن على الوقت، لأننا نحمل إيماناً كاملاً بأن المقاومة، ومهما طال وتطوّر وتصاعد الصراع، ستنتصر لأنها على طريق الحق والعدل..
    ولا بد لنا أخيراً أن نقول، بأن هذا الفأر الذي ولد أعرجاً في مجلس الأمن، لا بد أن يسقط.
    ـ ـ ـ
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  2. #2
    السلام عليكم
    ولا بد لنا أخيراً أن نقول، بأن هذا الفأر الذي ولد أعرجاً في مجلس الأمن، لا بد أن يسقط.
    استاذنا الكريم وكاتبنا الكبير
    ومتى كان الفأر غير أعرج؟
    طريق المفاوضات لاحل فيه سوى مزيدا من التنازلات..
    ولاحل سوى الحصول على الحق بالقوة ...
    فمتى كانوا ..
    وددت أن أسأل هتلر سؤالا واحدا فقط:
    هل ترك لنا بعضهم كي نوقن انهم همجيون يملكون حقد العالم ومكره وخبثه؟
    هدانا الله سواء السبيل
    تحيتي ومحبتي وودي العميم
    ناجي

المواضيع المتشابهه

  1. عدنان كنفاني ورأي في النقد
    بواسطة عدنان كنفاني في المنتدى فرسان الأبحاث والدراسات النقدية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 01-31-2014, 09:42 AM
  2. عيد، وعيد.. سعيد! /عدنان كنفاني
    بواسطة عدنان كنفاني في المنتدى فرسان القصة القصيرة
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 04-03-2011, 01:44 PM
  3. عكا يا حَبّةَ القَلب/عدنان كنفاني
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى جميل الخواطر
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 08-26-2009, 08:35 AM
  4. مصر.. يا أمّ الدنيا/عدنان كنفاني
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى آراء ومواقف
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 01-16-2009, 08:02 AM
  5. الطابق السابع.!/عدنان كنفاني
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى منقولات قصصية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 12-14-2008, 05:31 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •