على هامش مهرجان سينما الأطفال
أين الطفل السوري والعربي من السينما؟!كشف مهرجان أولمبيا لسينما الأطفال الذي أقيم في اليونان وانتهى منذ أيام عن مشاركة عربية وحيدة جاءت من المغرب، ولم تحظ بقسط وافر من لفت النظر، الأمر الذي يقودنا الى تساؤل بات لزاماً علينا أن نطرحه، وهو أين الطفل العربي من السينما.. وما هو مدى اهتمام السينما العربية بالطفل؟.
في الواقع يمكن للسينما أن تلعب دوراً كبيراً في التكوين المعرفي للطفل اذا أحسن استغلال هذا الفن، ومن خلال مهرجان أولمبيا السينمائي الدولي يمكن أن تلاحظ مدى الظلم الذي يعانيه الطفل العربي مقارنة بالطفل الأوروبي، الذي يمكن له باستمرار أن يجد خيارات كثيرة للمشاهدة في الأنواع المختلفة للانتاج السينمائي «الفيلم الطويل، الفيلم القصير، فيلم الرسوم المتحركة..» وحتى في ايران نجد أن سينما الطفل تحقق قفزات هامة، حيث حصد فيلمها في المهرجان المذكور جائزتين هامتين «أفضل سيناريو، أفضل ممثلة شابة».. يبدو الطفل العربي، وفي سورية بشكل خاص محروماً من هذا الفن رغم وجود الكثير من الأعمال المسرحية الموجهة للطفل، والتي لم تستطع حتى الآن الامساك بالخط الجوهري، الذي يمكن أن يساهم فعلاً في تكوينه المعرفي، ولكننا لا نستطيع الحديث عن محاولات مسرحية قد تؤدي لاحقاً الى تجارب نوعية، لكن في السينما يبدو أننا لم نشرع حتى الآن في الاهتمام بالطفل وخلق حركة انتاجية يمكن أن تشد الأطفال الى صالات العرض، ولو في مواسم محدودة، ويبدوأننا تركنا أطفالنا فقط للأعمال التلفزيونية المدبلجة، وأياً كانت نوعية تلك الأعمال ومستواها فإن لها آثارها السلبية، حيث يمكن أن تعوّد الطفل على الثبات أمام شاشة التلفزيون والتنقل بين المحطات، مما يمكن أن يعوّد على البلادة الجسدية على الأقل.
إن مشاركة الطفل في طقس حضور السينما وتعويده على هذا النوع من المتابعة، هو الذي يمكن أن يكسر تلك البلادة، ويثير فضول الطفل للمساهمة في الطقس الثقافي.. وأيضاً فإن الاهتمام بالطفل في الدول المتقدمة لا يتوقف عند التلقي، بل عند المساهمة الفعلية للطفل في صناعة السينما كمشاركته في التمثيل وفي التحريك وكتابة النص...الخ.
من مطار أثينا غادرت وفود الى مختلف دول أوروبا كانت النسبة الأكبر من تلك الوفود مؤلفة من الأطفال الذين شاركوا في مهرجان أولمبيا- أطفال من مختلف أنحاء العالم عاشوا أسبوعاً سينمائياً حافلاً، فيما الطفل العربي يقبع أمام شاشات التلفزيون يتابع الروتين اليومي ما بين «سبيس تون» وبعض القنوات المشابهة، و«البلاي ستيشن» والألعاب الالكترونية السهلة.

أثينا- عبد القادر المنلا
http://www.albaath.news.sy/user/?id=468&a=43108