سيرة الحب ... صور متنوّعة للحب بين الرومانسية والواقع....
سيرة الحب ... ومضات اجتماعية براقة... تعرض صوراً متنوعة لمعنى الحب حينما يصطدم بالواقع الاجتماعي والاوضاع المحيطة به... بدأت الشارة بمقولة:«تعلم ان تحب الحب وليس الحبيب» اشارةً الى ان الحب مهما كان صادقاً وقوياً ورومانسياً..ربما ينتهي ذات يوم، يخبو ويزول ويصبح ورقةً صفراء، تسقط مع رياح فصل الخريف...المهم ان يشعر الانسان باحساس الحب الذي يبقى في اعماقه وذاكرته ومخزونه الوجداني، هذه هي الفكرة الاساسية للمسلسل، الذي يتألف من حلقات منفردة، في كل حلقة تُعرض قصة حب لها اوضاع اجتماعية، وشخصيات ثانوية، تشارك في حبكة القصة ومسارها، وهو من سيناريو لبنى حداد ويزن الاتاسي، واخراج عمار رضوان.... عالج المسلسل حالات كثيرة للحب على غرار مسلسل اهل الغرام، الذي ينتهي دائماً بفراق وحزن... في حين سيرة الحب كان بين الاستمرار والانفصال، وقد تطرق الى قضايا اجتماعية، حينما تقف حائلاً في وجه استمرار الحب مثل التفاوت الطبقي، الحب القائم على المصلحة، الخيانة الزوجية، الخداع بغية تغيير الواقع، عدم تجاوز العادات والقيود الاجتماعية والتلاعب بالمشاعر، والدخول الى عمق الحياة...الى التفاصيل والجزئيات الصغيرة التي تباعد بين الزوجين ...
إحدى الحلقات عرضت بأسلوب الخطف السامي قصة فتاة مرتبطة بشاب وعلى وشك الزواج جسّدت دورها (أمل عرفة) تنتقد سلوكيات الرجل الاناني المتسلط المستهتر اللامبالي بالمشاعر .... وعَبْر مسار مجريات الاحداث يخبرها الطبيب ان الهرمونات الذكرية اقوى في جسدها، وبإمكانها تحويل نفسها الى رجل ، وبعد تفكير تقرر اجراء العملية وتصبح رجلاً، ويعاملها الجميع على انها رجل، وترتبط بعلاقة حب وارتباط مع صديقتها السابقة (تولين البكري...) لكن المفارقة انها بعد ان اصبحت رجلاً تتصرف السلوكيات نفسها ، التي كانت تنتقدها سابقاً والتي تخالف مبادئها ومثالياتها من حيث التلاعب بالمشاعر واللامبالاة والعنف والفظاظة... وهنا تكمن المفارقة بأن الرجل لا يتخلى عن سلوكياته ، التي ورثها عبر عقود... ورغم تنوّع الحلقات والمواضيع ضمن العرض الدرامي... يبقى المسلسل صورةً حقيقية لانتقاد سلوكيات الرجل والمرأة، وتجربةً غنيةً في عالم الاخراج المتنوع المرتبط بالعرض الحكائي وسمات الشخصيات والاوضاع المرسومة فيها، وتتميز هذه المسلسلات المنفردة بغنى الكاميرا وانتقالها من حيز الى آخر، وتنوّع المشاهد وابتكار الجديد في الموسيقا والمؤثرات... لكن في الوقت ذاته يكشف التفاوت بأداء الممثلين ، وانطباعاتهم وقدرتهم على اقناع المشاهدين ، والدقة بالاخراج ، ويعود ذلك الى الاختلاف الدرامي والحوار والحبكة ورسم الشخصية في ضوء الواقع الذي تعيش فيه... شارك في المسلسل عدد كبير من النجوم مثل ( عبد المنعم عمايري - امل عرفة- كاريس بشار- منى واصف - تولين البكري- ديمة قندلفت- سامر المصري ).
والسؤال: أيهما اقوى المسلسلات المتكاملة...أم المنفردة؟..