إلــى قـَصِيْدَة ٍ

أيهـذا الجديـر بالعُتْبِ،سـهـدي

بين مـاض ٍ خبـا وآتٍ لجلـدي

كيف أمضي إليك والنزف خلفـي

وأمامي، ومبضعي غيـر مُجْـد ِ؟

كبريـاء القصيـد عنـدي مبـاحٌ

غير أن الرضا بعينيـك مَجـدي

والقوافـي أميـط عنهـا طلـولا

راغبـات عـن البلـى بالتَّنـدي

طالما كنت ضاربا فوق صمتـي

قصة ً، فالبيـانُ للصـدق يهـدي

ويكأنـي أزاوج الصـد عـنـي

بالكوابيـس حالمـاتٍ بمـهـدي

إنَّ عزمَ الظروف يا شعر أوهـي

من وعودٍ تكسَّـرت فـوق سهـدِ

ليس زند الرياح يسطيـع حرقـا

إنَّما الجمر في عرى النخل يردي

فاستعيدي الطلول من أسْر ِ ماض ٍ

وابعثيهـا كفيـلـة ً بالتَّـصـدي

عرشُ بلقيس مع سليمـان بـاق

رغم كشف الزمان عن كل جندي

أنت يا ظبيـة القواميـس أَعْنِـيْ

فاحفظي الحب في قوارير شهـد

رُبَّ يـوم ٍ تمـرَّد الهمـسُ فيـه

حينذاك اللقاءُ بالصمـت يجـدي

حللـي الوصـل بالخيـال فإنـي

حازم أعينـي ودربـي التَّحـدي

قد رسا القلب في حياض الأماني

وابتدا النبض بعدما كـان ضـدي

عشَّبي الليـل مـن بقايـا همـوم

وازرعيني بقمة العشـق وحـدي

واكتبينـي بكامـل القلـب حبـا

مقطـعـا أو قصـيـدة ً دون رد

لا أغالـي إذا حلمـت بظـبـي

راعه الشوق فاستجـرت برشـد

لست أرضاك غير بحر لشعـري

فالقصيد المحلل الغـوص شـدي

وسفينـي إليـك طيـف تـراءى

من ضفـاف الخيـال ربَّـان ودِّ

رُبَّ حرفٍ تبـرَّم الشعـر منـه

كان أحلى مـن الكـلام ِ المُعَـدِّ

فاملئي السهـد بالـرؤى وأعـدي

خمرة الليل عندها الكأس تجـدي

واخلعي القيل عن شفـاه تعانـي

بسمة عاشرت صنـوف التَّـردي

مستبين الجـراح أسفـل نبضـي

وغروب الرحيل من قبل لحـدي

كـل همـس يزيـغ مـقـدار آه

عن وصالي أراه نقضـا لعهـدي

عندهـا يعلـن التقاعـد شعـري

أو تكف اليـراعَ والحبـرَ يـدي

ربما استعمـر السهـاد يراعـي

وهو حر ينام في حِضـن خـدي

أي شكـوى أزحتهـا يـا أنينـي

عن شفاه تقيل في ظـل زهـدي

ما حياة النهـار والغيـم يدحـو

فيه نحس الظنون أشـداق سـرد

يبطش الظـن بالبيـوت ويغـزو

محصنات الشفاه عن سوء رصـد

***

****

هاجري، الموتُ من تلابيب حتفي

ممسك بي ولـم يعانـده وعـدي

كل عتب يغور إن جئـت تدلـي

أحرف العذر في المواثيق عنـدي

لو تعمقت بين أسبـاب جرحـي

وانكسار الطلوع لاحتجت رفـدي

فاحتجب عن تقاعس العذر أولـى

من ظهور يزيدني مغـص بعـد

ليس لون الأصيل يعفـي عيونـي

من حريق يكـاد يُطْفِـئُ زنـدي

والأماني استجـرَّ منهـا عنـان

مهرة العزم فاعتلى الهـمُّ جُهـدي

لا خَراجَ الغيـاب عنـي بكـاف

دمعة أعـوزت عيونـي لمهـدي

غيرَ أن الصروف تعطي الحنايـا

خالص الشعر كي تخالط وجـدي

خذ شغاف الحنان واكتب قصيـدا

وامض فيها ليبلغ الشعـرَ حـدي

الكويت : 10/12/2008