ملاحظة .. ايضا هذا مقال قديم كتبته في عام 2004م
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يحكى أن واعظا وعظ الناس وذكرهم ورقق قلوبهم حتى بكوا جميعا وما إن انتهى من وعظه حتى بحث عن كتابه فلم يجده فإذا كان كل من كان عنده قد بكى فمن الذي سرق الكتاب ..

هذه القصة اتذكرها كلما نظرت إلى واقعنا الذي نعيشه فكل مشهد من المشاهد التي تمر علينا يذكرني بها وإليكم بعض هذه المشاهد التي دائما أربطها بهذه القصة :

المشهد الأول : الجميع استنكر تلك البرامج الهابطة والتي تدعوا إلى الخنى والفجور ولن أذكر أسماء فالجميع يعرفها فمقالات كتبت ونقاشات دارت وتعليقات كلها تندد وتسفه وتجرم تلك البرامج فإذا كنا نحن شرائح من المجتمع وقد استنكرنا هذا فمن أين جاءت هذه الاتصالات التي أحصيت بالملايين ... الكل بكى فمن سرق الكتاب .

المشهد الثاني : كل طبقات المجتمع تستنكر التسلط والاستبداد وتنادي بالديمقراطية والشورى في اتخاذ القرار ... الجميع يتذمر من القرارات الارتجالية والتي تتخذ من قبل المؤسسات الحكومية على اختلاف مستوياتها وتنوعها الجميع يتذمر والجميع يستنكر فمن الذي ينفذ ومن الذي يقبل .. الكل بكى فمن سرق الكتاب .

المشهد الثالث .. شعارات معارضة علنية حينا وسرية أحايين أخرى تؤكد رفضها لتجاوزات فئة قليلة تتحكم بالخيرات وتقتسم الثروات فإذا ما رمت شيء من الفتات دعت إلى حمدها وشكرها ... فإذا كنا نرفض ونعارض فمن الذي يساند ويدعم بل من الذي يحمد ويشكر ويطبل ... الكل بكى فمن سرق الكتاب

المشهد الرابع .. ما إن تثار قضية الدوائر الحكومية والرسمية إلا ويشتكي الجميع من الروتين وفقدان النظام وتعقيد الشروط والضوابط .. فإذا كان الجميع مسؤولين وموظفين ومراجعين يتذمرون ويشتكون من هذه الأنظمة والإجراءات فمن الذي سنها ومن الذي يطبقها ولماذا نقبلها ... الكل بكى فمن سرق الكتاب .

المشهد الخامس .. الجميع حكاما ومحكومين يستنكرون ويشجبون وينددون بالظلم الواضح والإجرام الصريح الذي تقوم به إسرائيل تجاه الشعب الأعزل في فلسطين ... فإذا كنا جميعا نستنكر ونشجب .... إلخ فمن الذي يدعمها ويساندها اقتصاديا وعسكريا بل من الذي يحمي حدودها وأكبر الدول العربية تحيط بها من جميع الجهات من الذي يسوق منتجاتها وينشرها في السوق العربية القريبة والبعيده من الذي يشدد إجراءاته الحدودية للخارجين من أراضيه إذا كانوا متوجهين إلى إسرائيل مع أن النظم العالمية الجمركية المعمول فيها أن إجراءات التفتيش تكون على القادمين وليست على الخارجين من البلاد .. الكل بكى فمن سرق الكتاب

المشهد الأخير .. الكل حكاما ومحكومين أجهزه رسمية وغير رسمية رفضت الحرب على العراق !! ونددت وتحفظت واشترطت (لن أطيل في التفاصيل) .. إذا كانت كل الدول المجاورة رفضت ذلك فمن أين خرجت الطائرات وجاءت الإمدادات وأنطلقت القوات وقصفت المدفعيات .... و .... و .... الكل بكى فمن سرق الكتاب .

نعيب زماننا والعيب فينا ... وما لزماننا عيب سوانا

اسجل حضوري
وموضوع جريئ ومهم
الله بيعين احسن شيئ
شكرا لك

أخي المتفائل كلماتك لامست الجرح الذي نعيشه


وهذا دليل وجود التناقضات الكثيره التي نعيشها في حياتنا


لكن لأن أكثر الناس إمّعات يحسن ان احسن الناس ويسئ ان أساء الناس وهذا الذي حذر منه رسولنا صلى الله عليه وسلم

لأجل هذا فنحن نعيش في واقع مرير

مقال جميل جدا بارك الله فيك