بعد «حكم العدالة»
«وجه العدالة تلفزيونياً»
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
مسلسل حكم العداله للمحامي هاءل اليوسفي عبر سنوات طويله من طرح تجارب القضاء الجنائي السوري عبر يوم الثلاثاء الساعه 12 ظهرا في اذاعة دمشق ومازال
نهنئ المشاهد العربي بقرب ظهوره تلفزيونيا:
*****************************
لم ترتق الدراما العربية البوليسية الى مستوى الدراما الاجتماعية والتاريخية والتي حققت حضوراً متميزاً، والسبب أن الدراما البوليسية المعروفة عالمياً بالنسبة للسينما الأمريكية تحتاج لتقنيات كبيرة بما هي غير موجودة حتى الآن في الدراما العربية «سينما- تلفزيون» ورغم أن المحاولات العربية في هذا المجال حاولت أن تقارب الأعمال البوليسية التي تعتمد الغموض والاثارة، لكنها لم تكن مقنعة للمشاهدين بسبب وجود ثغرات كبيرة على صعيد الحدث والحبكة والشخصيات.
من هنا كانت الدراما البوليسية العربية أقل أنواع الدراما العربية.. ولكن وضمن هذا الاطار جاء مسلسل «وجه العدالة»، والذي يتابعه المشاهدون خلال شهر رمضان المبارك على «القناة الثانية» ليقدم دراما بوليسية بصيغة مبتكرة الى حد ما من خلال اعتماده الحلقات المنفصلة ليبقى السؤال هل نجحت هذه المحاولة أم أنها كانت تكراراً لتجارب سابقة..؟!.
لابد من القول في البداية أن الشيء الهام في هذه النوعية من الأعمال قدرتها على ايجاد حالة من الاثارة والتشويق، وبرأيي الشخصي كمتابعة لهذا العمل أن هذه النقطة استطاع المسلسل الى حد كبير أن يحققها من خلال تكثيف الحكايات وعدم الاطالة، وهو أمر هام وعامل أساسي في خصوصية هذه الدراما، وهذا ما يسجل لصالح هذا المسلسل الى جانب أنه لم يقدم وجبة بوليسية فقط، بل لامس في العديد من حلقاته وقصصه قضايا اجتماعية وانسانية تمس الأسرة والمجتمع والفرد، كما نجح المخرج سيف شيخ نجيب رغم أن هذا العمل هو المحاولة الأولى والتجربة الأولى له في مسلسل طويل في تقديم شخصياته بشكل ناجح فكان موضوعياً في خلق شخصيات متوازنة من خلال عدم وقوعه في مطب المبالغة في تجسيد بطولات غير واقعية واظهار نوع من أنواع الذكاء الخارق وخاصة على صعيد المحققين، كما برع في تقديم شخصيات لا تشبه بعضها حتى ضمن اطار المحققين، فالرائد هشام «سامر المصري» لا يشبه المساعد جميل «جرجيس جبارة» ولا النقيب فوزي «غزوان الصفدي»... الخ، فلكل منهم أسلوبه وطريقته وشخصيته المستقلة في التفكير وآلية العمل، مع اعترافنا أن التفاوت كان موجوداً بين حلقة وأخرى من حيث المستوى الفني والدرامي، وهذا كان مرهوناً الى حد كبير بطبيعة الحكاية ونوعية الممثلين، وهذا أمر طبيعي في مسلسل يعتمد الحلقات المنفصلة التي يسعى المخرج في كل منها الى عدم التكرار وتقديم ما لم يتم تقديمه.
ومن المعروف أن العمل هو صيغة تلفزيونية مستوحاة من المسلسل الاذاعي الشهير «حكم العدالة»، الذي حقق ولا يزال شهرة واسعة بين المستمعين عبر سنوات طويلة، لذلك فإن «وجه العدالة» كمسلسل تلفزيوني كان خطوة جريئة من قبل المحامي «هائل اليوسفي» صاحب الحكايات الواقعية التي يقدمها من ملفات القضاء المحلي والعربي والأجنبي ومن قبل المخرج والشركة المنتجة، ولكن وباعتبار أن هذا العمل بالأساس هو عمل اذاعي يجب أن نقول: إنه من غير المجدي المقارنة، حيث لكل وسيلة أدواتها المختلفة، وبالتالي كل وسيلة يجب أن تضفي بخصوصيتها عليه.
مع اعترافنا بأهمية المسلسل تصبح مضاعفة لأنه أضفى شيئاً من التنوع خلال شهر رمضان على الخريطة الدرامية، وهو نوع ذو خصوصية نفتقد اليه لصعوبة كتابته وتجسيده رغم أنه مغرٍ جداً للمشاهد وللمجتمع.
يذكر أن العمل من بطولة: سامر المصري- جرجيس جبارة- سليم كلاس- غزوان الصفدي- وعدد من الفنانين السوريين، بلغ عددهم «150» ممثلاً وممثلة.
أمينة عباس