مسابقة العود الدولية
هــــــل تعيــــد للآلــــة اعتبـــارها
مسابقة المواهب الشابة على آلة العود التي أقامها معهد صلحي الوادي بالتعاون مع شركة توتال للاستكشاف والانتاج تحمل عدة مؤشرات جديرة بالتوقف عندها، فهي أولاً تهتم بآلة العود أهم وأقدم الآلات الشرقية والتي بدأت تغيب عن كثير من التسجيلات الحديثة سواء على مستوى الأغنية العربية، أو القطع الموسيقية المتعددة التي تقدم في كثير من المناسبات، وهي ثانياً تهتم بجيل الشباب (من 13 -18 عاماً) وهو الجيل الذي تستهدفه بشكل مباشر الآلات الغربية والأغنية السياحية السهلة.. خاصة بعد ان أخذت آلة الأورغ مكان التخت الشرقي في كثير من المناسبات الرسمية والشعبية.. إن تأمل الواقع الموسيقي الراهن بما فيه من ابتعاد عن جوهر الصوت العربي، والأذن العربية وابتعاد عن الروح الشرقية عامةً يجعلنا نقدر ونثمن كل المحاولات التي تهدف إلى إعادة الاعتبار للآلة الشرقية العريقة ( العود)، خاصةً في المستوى الفني والعلمي العالي الذي يحققه معهد صلحي الوادي لطلبته وتلاميذه.
إن المسابقة الدولية الأولى التي ينظمها المعهد لاتهدف في الحقيقة إلى الجوائز وحسب، ولا إلى تشجيع المواهب فقط فهدفها الحقيقي هو الإعلان بقوة عن استمرارية قوة الآلة الشرقية وحضورها، واستمرار الأجيال بالاهتمام بها رغم المغريات الأخرى التي من شأنها إبعادهم عنها.
افتتاح المسابقة جاء عبر حفل عزف فيه سعيد يوسف على آلة البزق عدة مقطوعات ملحمية استطاعت مهارة العازف ان تكشف عن مقدار احترام الجمهور للفن فعلى مدار ما يقرب من نصف الساعة استعرض عازف البزق مقدرة الآلة الشرقية على الدخول في النفس الانسانية ونبش رغباتها وهواجسها.. ومقدرتها على جذب المستمع.
جاء حفل الافتتاح بسيطاً، بعيداً عن الحالات البروتوكولية، وقد أثبت مدير المعهد جوان قره جولي تلك البساطة حين لم يستعن بمقدم للحفل، فقام بتقديمه بنفسه وشرح بشكل مقتضب هدف المسابقة وطبيعتها وقام أيضاً بالمساهمة في العزف على آلة العود مع الفنانين عدنان فتح الله، حسين سبسبي، محمد عثمان ليقدموا بعض المقطوعات الموسيقية عبر آلة العود تحديداً، وذلك تأكيداً على أهمية تلك الآلة.
وبصرف النظر عن نتائج المسابقة، فإن مثل هذا النشاط سيكون كبير الفائدة في اعادة الصلة بين الآلة الشرقية والجمهور، خاصة عندما نجد أجيالاً جديدة «عازفين وجمهوراً» تلتم ثانية لتسمع هذا النوع من الموسيقا، والذي اعتبر كثيرون أن زمنه ولّى الى غير رجعة.
شكراً جوان قره جولي فثمة كثيرون يحترمون جهدك، ويحتاجون له.
عبد القادر المنلا