صوت فلسطيني وعربي واحد
في الذكرى الرابعة لرحيل"ياسر عرفات".

منير مزيد / رومانيا

أقام مركز القدس الثقافي مساء الأحد الموافق 9/11/ 2008 حفلا تأبينيا و مأدبة عشاء بمناسبة الذكرى الرابعة لإستشهاد رمز النضال الفلسطيني القائد الرمز ياسر عرفات (أبو عمار) مؤسس حركة فتح والذي يعتبره الفلسطينيون زعيمه التاريخي والثوري والسياسي والدبلوماسي فقد أفنى حياته الزعيم الراحل دفاعاً عن القضية والحقوق الوطنية الفلسطينية في سبيل انجاز المشروع الوطني الفلسطيني للوصول إلى أماني الشعب الفلسطيني بالعودة والدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف في مطعم كركوديل في العاصمة الرومانية بوخارست ..

حضر الحفل عدد كبير من أبناء الجالية الفلسطينية في رومانيا، بالإضافة إلى عدد كبير من أبناء الجاليات العربية و الإسلامية ، و ممثلين عن المراكز و المؤسسات العربية و الإسلامية الناشطة على الساحة الرومانية ، وحشد كبير من الطلاب العرب الدارسين في رومانيا .

شكل هذا الحشد الكبير لوحة بانورامية لتعبر عن وحدة المصير الشعب العربي والإسلامي والوقوف معا والالتفاف حول رمز نضالها القائد الرمز ياسر عرفات (أبو عمار) ، فالقضية الفلسطينية هي قضية الشعوب العربية والإسلامية الأولى ، فالقضية الفلسطينية هي القضية التي يجمع عليها كل مواطن عربي ومسلم ، وسرعان ما تحولت القضية الفلسطينية بسبب نضال وتضحيات الشعب الفلسطيني واصراره على نيل حقوقه إلى قضية الشعوب الأوروبية وكل الشعوب المحبة للعدل والسلام والحرية فوقف معه كل الأحرار في العالم ...

بدأ الحفل بقراءة آيات مطهرة من الذكر الحكيم تلاها دقيقة صمت وقراءة الفاتحة على روح الشهيد الاب ياسر عرفات وعلى أرواح شهداء الأمة العربية والإسلامية ،استهل الحفل بكلمة ألقاها الدكتور / خليل وافي ، مدير مركز القدس الثقافي ، والتي أكد فيها على ان الشهيد القائد ياسر عرفات هو قائدا ورمزا للنضال الفلسطيني ككل وليس قائدا لحركة فتح فحسب لقد دفع روحه من اجل التمسك بالثوابت الوطنية وعدم التفريط بأي منها وكان حاميا ومتمسكا بالوحدة الوطنية ولهذا يستحق منا جميعا العهد والوفاء لمسيرته النضالية والجهادية التي استشهد من اجلها، وعلى ضرورة أن تكون الذكرى الرابعة لإستشهاد القائد الرمز ياسر عرفات (أبو عمار) مناسبة لعودة الوحدة الوطنية والحوار الوطني الشامل من أجل إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية.
ومن ثم تحدث الدكتور/ ماهر عبدالكريم، رئيس إتحاد طلبة فلسطين في رومانيا بإسم إتحاد الطلبة عن السيرة الذاتية للقائد ياسر عرفات، منذ ميلاده و حتى إستشهاده وأهم المحطات التاريخية
و المراحل النضالية في حياة الشهيد الخالد ومن ثم تتابعت كلمات الحضور فقد تحدث الدكتور/ فريز اللقطة، الرئيس السابق للرابطة الإسلامية و الثقافية في رومانيا و مدير مدرسة القدس في بوخارست، حول الصراع برؤية دينية ، معززا بحديث رسول الله رسولنا الأعظم المصطفى محمد ( صلى الله عليه و سلم) الذي يخبرنا فيه بأن الساعة لن تقوم حتى نقاتل اليهود، هم غربي نهر الأدرن و نحن شرقيه، كما عبر عن أمله في نجاح المساعي الرامية لتضميد الجرح الفلسطيني و نبذ الخلافات و توحيد صفوف أبناء الوطن تحت راية الوفاق الوطني.

اما الدكتور/ عارف الأرياني ألقى كلمة إرتجالية نيابة عن الجالية اليمنية ، موضحا فيها الدور الذي لعبه القائد ياسر عرفات على الساحة العربية و بعد ذلك تسابق باقي الحضور في الحديث عما يكنوه في أنفسهم من مشاعر حب واعجاب وتقدير تجاه الشهيد فقيد الأمة وزعيم الأحرار رحمه الله ، فقد تحدث احد رجال الاعمال العراقيين والذي عبر في كلمته عن وحدة المصير بين الشعب الفلسطيني والشعب العراقي ، ومن ثم تحدث نبيل أبو ارجيله ، وعصام العقرباوي والاعلامي الفلسطيني والزميل د.بشار القيشاوي والذي يعمل معد ومقدم برامج اذاعية في راديو رومانيا فقد عمل على تغطية هذه المناسبة الوطنية أعلاميا والذي يحرص دوما بالتواجد في مثل هذه المناسبات. اما عريف الحفل : أحمد جابر.

اما الدكتور بهاء الآغا وكعادته اشرف على استقبال و توديع الضيوف ، تعبيرا عن اصالته العربية المتأصلة .

لوحظ غياب سعادة السفير الفلسطيني / د. أحمد مجدلاني، و جميع أعضاء السفارة الفلسطينية و العاملين فيها، فتوجهت بالسؤال لأحد الشخصيات الفلسطينية والذي طلب عدم ذكر اسمه قال :
" قمنا بتوجيه دعوة له و لأعضاء السفارة للحضور و المشاركة، و لكن وصلت إلى مسامعنا أنباء مفادها أن السفير الفلسطيني أعلن بكل صراحة مقاطعته للحدث، و لم يكتف بذلك فقط،
و إنما قام بإصدار تعليمات صارمة لجميع أعضاء السفارة و العاملين فيها بعدم الحضور أو المشاركة."
حسب تحليلي الشخصي وهذا مجرد رأي ، جاء الغياب كردة فعل من قبل سعادة السفير حين تم مقاطعة حفل تأبين الشاعر محمود درويش ،على ما يبدو ان الأزمة الفلسطينية باتت في الفعل و رد الفعل ، والحكمة والمنطق غائب.
و حتى لا يظن أحد أنني أناصر طرفا على حساب طرف آخر ، سأقوم باجراء حوار مع سعادة السفير الفلسطيني في رومانيا / د. أحمد مجدلاني ، حول كل الخلافات والإشكاليات الحاصلة وسبل معالجتها وبإمكانية توحيد الصوت الفلسطيني في رومانيا لأجل الوقوف مع رومانيا ، هذا الوطن الجميل والذي ما تخلى يوما عن مساندته ودعمه للقضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ، قضية العربالأولى ، والوضع في العراق .

رومانيا الآن تتعرض لهجمة إعلامية شرسه من قبل الإعلام الاسرائيلي وتهم لا أساس لها من الصحة بسبب مواقفها الشجاعة وكرم شعبها مع أبناء الجالية العربية والاسلامية ، لهذا وقبل ان أدعوا الآخرين للعفو والتسامح ، فمن الواجب أن أبدأ بنفسي أولا ، من جهتي أن اسامح أي شخص أساء لي وروج اشاعات عارية من الصحة وفوق ذلك كله اعتذر لأي شخص عربي مسلم في رومانيا عن اي تصرف بدر مني .
واتمنى على كل من يحرص على قضية فلسطين ان يثبت هذا فعلا لا قولا وخطابا والبعد عن صراع المصالح الشخصية الضيقة على حساب مصلحة الوطن والشعب ..