منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 4 من 4
  1. #1

    الضرورات الشعريه

    التحفة التميمية في الضرورة الشعرية

    --------------------------------------------------------------------------------


    صياغة أولية
    الضرورات الشعرية:
    تعريفها : مايجوز أن يقع في الشعر مما لايجوز وقوعه في النثر .
    *الضرورات تخالف القواعد المتفق عليها في النحو .
    أسباب الضرورات الشعرية :
    1) لأجل الوزن
    2) لأجل المعنى
    3) لأجل التناسق اللفظي
    شروط جواز الضرورة :
    1) أن تكون باعتدا ل
    2) أن تكون في المواضع التي جعلها العلما ء فيما تجوز بها الضرورة
    مواطن ذكر الضرورات الشعرية من الكتب :
    1) في الكتب النحوية بشكل مبثوث في أثنائه.
    2) في كتب العروض والقافية وغالبا ماتكون في آخرها
    3) قد تفرد بكتب خاصة ورسائل جامعية.
    المواضع التي تصح فيها الضرورة:
    1)صرف مالا ينصرف :
    مثال :
    في أرض أندلس تلتذ نعماء***ولايفارق فيها القلب سراء
    2)قصر الممدود ومد المقصور :
    مثال :
    ورث الندى وحوى النهى والأزاهر بسطة ***وقنادل الأترنج لاحت في الغد
    3)إبدال الهمزة القطع وصلا :
    مثال :
    ومن يصنع المعروف في غير أهله *** يلاقى الذي لاقى مجير ام عامر
    4)قطع همزة الوصل :
    مثال :
    أيها الباني لهدم الليالي *** إبن ماشئت ستلقى خرابا
    5)تخفيف المشدود :
    مثال :
    لي بستان أنيق زاهر *** غدق تربته ليست نجف
    *ويلحق بهذا تخفيف الهمزة :
    مثال:قول أمية بن الصلت :
    هوالله باري الخلق والخلق كلهم ***إماء له طوعا جميعا وأعبد
    6)تثقيل المخفف :
    مثال :
    أهان دمك فرغا بعد عزته *** ياعمرو بغيك إصرار على الحسد
    7)تسكين المتحرك وتحريك الساكن:
    مثال :
    وقد يقال عثار الرجل إن عثرت ***ولا يقال عثارالرجل إن عثرا
    *وهذا كثير في ضمير الغائب والغائبة :
    مثال:
    فالدر وهو أجل شيء يقتنى ***ماحط قيمته هوان الغائص
    8)تنوين المنادى العلم :
    مثال :
    سلام الله يامطر عليها ***وليس عليك يامطر السلام
    9)إشباع الحركة حتى يتولد منها حرف مد:
    مثال:
    ألا أيها اللليل الطويل ألا انجل *** بصبح وماالإصباح منك بأمثل
    *الإشباع كثير في الضمائر :
    مثال :
    أخاك أخاك إن من لا أخا له ***كساع إلى الهيجاء بغير سلاح
    10)تحريك ميم الجمع:
    مثال :
    هم أهلة غسان ومجدهم ***عال فإن حاولوا ملكا فلا عجبا
    11) كسر آخر الكلمة إن كان ساكنا :
    مثال :
    ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها ***قيل الفوارس ويك عنتر أقدم
    ملحوظات :
    *قد يرد في قصائد العرب من تذكير المؤنث وتأنيث المذكر وفك الإدغام وغير
    المسوغات الغريبة قد أتت على سبيل الشذوذ
    *الضرورة الشعرية منها ماهومقبول ومنها ما هو شاذ
    * قد ترتكب الضرورة ... وتكون على لغة غير شائعة ..
    *من عيوب التي تخرم البيت الشعري وتطيح بجماليته وتدلنا على قدرة شاعرية


    لفتة
    (كتب القاضي الفاضل شيخ صناعة الكتابة في عصره عبدالرحيم بن علي البيساني سنة 596 رحمه الله الى نائبه في وزارة الكتابة الأديب الشهير الأصفهاني المتوفى سنة 597 هـ كتب اليه يقول (إني رأيت أنه لا يمتب انسان كتابا في يوم إلا قال في غده :لو غير هذا لكان أحسن ولو قدم هذا لكان أفضل ولوترك هذا لكان أجمل وهذا من أعظم العبر وهو دليل لا ستيلاء النقص على جملة البشر )
    المراجع :
    أهدى سبيل العمدة في وضع الضوابط اللغوية هو ذاك المنهل الصافي ومصدر المصادر كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وماوردنا من نثر أو شعر في زمن الاحتجاج. ( )
    الضرورات الشعرية:
    تعريفها : مايجوز أن يقع في الشعر مما لايجوز وقوعه في النثر .
    *الضرورات تخالف القواعد المتفق عليها في النحو .
    أسباب الضرورات الشعرية :
    1) لأجل الوزن
    2) لأجل المعنى
    3) لأجل التناسق اللفظي
    شروط جواز الضرورة :
    1) أن تكون باعتدا ل
    2) أن تكون في المواضع التي جعلها العلما ء فيما تجوز بها الضرورة
    مواطن ذكر الضرورات الشعرية من الكتب :
    1) في الكتب النحوية بشكل مبثوث في أثنائه.
    2) في كتب العروض والقافية وغالبا ماتكون في آخرها
    3) قد تفرد بكتب خاصة ورسائل جامعية.
    المواضع التي تصح فيها الضرورة:
    1)صرف مالا ينصرف :
    مثال :
    في أرض أندلس تلتذ نعماء***ولايفارق فيها القلب سراء
    2)قصر الممدود ومد المقصور :
    مثال :
    ورث الندى وحوى النهى والأزاهر بسطة ***وقنادل الأترنج لاحت في الغد
    3)إبدال الهمزة القطع وصلا :
    مثال :
    ومن يصنع المعروف في غير أهله *** يلاقى الذي لاقى مجير ام عامر
    4)قطع همزة الوصل :
    مثال :
    أيها الباني لهدم الليالي *** إبن ماشئت ستلقى خرابا
    5)تخفيف المشدود :
    مثال :
    لي بستان أنيق زاهر *** غدق تربته ليست نجف
    *ويلحق بهذا تخفيف الهمزة :
    مثال:قول أمية بن الصلت :
    هوالله باري الخلق والخلق كلهم ***إماء له طوعا جميعا وأعبد
    6)تثقيل المخفف :
    مثال :
    أهان دمك فرغا بعد عزته *** ياعمرو بغيك إصرار على الحسد
    7)تسكين المتحرك وتحريك الساكن:
    مثال :
    وقد يقال عثار الرجل إن عثرت ***ولا يقال عثارالرجل إن عثرا
    *وهذا كثير في ضمير الغائب والغائبة :
    مثال:
    فالدر وهو أجل شيء يقتنى ***ماحط قيمته هوان الغائص
    8)تنوين المنادى العلم :
    مثال :
    سلام الله يامطر عليها ***وليس عليك يامطر السلام
    9)إشباع الحركة حتى يتولد منها حرف مد:
    مثال:
    ألا أيها اللليل الطويل ألا انجل *** بصبح وماالإصباح منك بأمثل
    *الإشباع كثير في الضمائر :
    مثال :
    أخاك أخاك إن من لا أخا له ***كساع إلى الهيجاء بغير سلاح
    10)تحريك ميم الجمع:
    مثال :
    هم أهلة غسان ومجدهم ***عال فإن حاولوا ملكا فلا عجبا
    11) كسر آخر الكلمة إن كان ساكنا :
    مثال :
    ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها ***قيل الفوارس ويك عنتر أقدم
    ملحوظات :
    *قد يرد في قصائد العرب من تذكير المؤنث وتأنيث المذكر وفك الإدغام وغير
    المسوغات الغريبة قد أتت على سبيل الشذوذ
    *الضرورة الشعرية منها ماهومقبول ومنها ما هو شاذ
    * قد ترتكب الضرورة ... وتكون على لغة غير شائعة ..
    *من عيوب التي تخرم البيت الشعري وتطيح بجماليته وتدلنا على قدرة شاعرية
    المراجع :أهدى سبيل إلى علمي الخليل
    شرح ابن عقيل
    ميزان الذهب في شعر العرب
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  2. #2
    مثال آخر:
    من نصوصي:
    حبُكِ يادُنيا أفقرَني
    خلعَ القلبَ , وكسر الدرب.
    خلّط َ ألواني فتعسّر ..نظري فيكِ وكان الملعب.
    بالفطرة ننمو ,نتحير , كيف نحافظُ على ذا الخيرِِ؟
    من دنيا تلهو تتذبذب؟
    صيرني شيئاً ذا شكلٍ.
    والمضمون ُ ,ألمٌ يشكي.
    صيرني ورقه َ في مرمى.
    شعلةَ نار ٍفي ذا الكوكب.
    لي أيامٌ حولَ الفكَرِ...أركضُ محموماً ذا خجِلِ.
    من دنيا صابتني بسهم ٍ, من سمٍ حلو من علقم.
    من كانتْ تنوي تتزوج ضاعَ الزوجُ وصارَ الذكرى.
    والأخرى طفل ٌيتدحرج..أصبح عثرةَ في ذا المسعى.
    ذاك غنييٌ طمعٌ أصفرْ, لايشبعْ أبداً لايشبعْ.
    لاتخبرني كيفّ العيشُ.
    فكّر , قدّر كن كالمعمل, خطط ْاهدأ لا تتعجلْ.
    بضيافة قهري أتعذب,قد كنت استمع القول َ .
    هلا لاتُ النورِ تتحدب.لا تتجاوزْ أذني أبداً.
    يا للشقوةِ يا للمقلب.
    قد كنتُ أنادي وأنادي.
    خلتُ طريقاً فيهِ أسعد.
    وهمُ الأشكال ِ لنا فخٌ فارسمني طريقاً ذا مذهب.
    دمعةَ طفلِ ٍ, ورقاً أخضر.
    لكن لاتحصي عثراتي..وحدي أعرف دعني... أبعد عني وهمي,أركض نحو الشمس وأغلِب.
    فارسمني عبقاً ذا نورٍ وامشي , رافقني لن تتعب.
    29 آذار 2008
    الأخت الأستاذة أم فراس
    نص يستدعي الاهتمام، سأتناوله من حيث الوزن.
    ليس لك أن تقولي إنه نص نثري ، فإيقاع الخبب بارز فيه جدا. كما أنّ قصدك فيه للوزن تؤكده الشدة على كلمة ( خلـّّط) في بداية السطر الثالث. ولكن استقامته على الخبب تستدعي بعض اللمسات التي قد يجوز بعضها للضرورة الشعرية، على أن الإكثار من الضرورات الشعرية في القصيدة الواحدة يعيبها.
    سأبدأ بتناول أسطر من النص مع بيان خببيتها وما تقتضيه من ضرورات في اللفظ .
    حبُكِ يادُنيا أفقرَني
    حبْ (بًكِ ) يا دن يا أفْ (قرَ) ني = 2 (2) 2 2 2 2 (2) 2
    *
    خلعَ القلبَ , وكسر الدرب.= (2) 2 2 (2) (2) 2 2 ه
    *
    خلّط َ ألواني فتعسّرَ نظري فيكِ وكان الملعب.
    خلْ (لطََ) أل وا ني (فتَ) عسْ (سَرَ) (نَظَ) ري في (كِوَ) كا نل مل عبْ
    *
    بالفطرة ننمو ,نتحير , كيف نحافظُ على ذا الخيرِِ؟
    بلْ فطْ (رَـةِ ) ننْ مو (نتَ) حيْ (يَرُ ) كيْ (فَنُ) حا (فِظُ) (علَ ) ى ذدْ درْ بْ
    هنا الضرورة تقتضي حذف ألف ( علَى ) ونطقها فتحة.
    ليتك وليت المشاركين الأفاضل يستكملون البقية ولو بسطر أو سطرين للمشارك.
    يرعاك الله.
    بالفطرة ننمو ,نتحير , كيف نحافظُ على ذا الخيرِِ؟
    بلْ فطْ (رَـةِ ) ننْ مو (نتَ) حيْ (يَرُ ) كيْ (فَنُ) حا (فِظُ) (علَ ) ى ذدْ درْ بْ
    هنا الضرورة تقتضي حذف ألف ( علَى ) ونطقها فتحة.
    بمعنى انك وافقت استاذنا على تلك الحاله من ان الضرورة دعتنا لحذف الالف المقصورة وقد خطاني بعض الشعراء وطالبوني باعادة النظر
    ممتنة لك
    أستاذتي الكريمة
    هي ضرورة لا شك.
    والقول بأنها ضرورة شيء ومدى قبولها أو ردها وحسنها وقبحها شيئ آخر.
    لا أدري موقع هذه الضرورة على سلم التدرج المذكور في السطر السابق.
    يحضرني الآن مما يستشهد به بهذا الصدد قول الشاعر
    ( في كلتَ رجليها سلامى واحدة ) كلتَ بدل كلتا
    على أن الإكثار من الضرورات معيب.
    وإن أمكن تجنب بعضها فذلك خير. ويمكنك هنا إعادة الصياغة بالقول :
    أصل النص : بالفطرة ننمو ,نتحير , كيف نحافظُ على ذا الخيرِِ؟
    نص بديل1 : بالفطرة ننمو ,نتحير , كيف سنحفظ هذا الخيرِِ؟ .......... مثلا
    نص بديل2 : بالفطرة ننمو ,نتحير , نتعلم نحفظ هذا الخيرِِ..............مثلا
    يرعاك الله
    اتمنى ان تجاذب الامثله للتوضيح
    وشكرا لكل مساهمه
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  3. #3
    السلام عليكم
    موضوع جميل ....
    وبصراحة ..... الاكثار من الضرورات الشعرية ...



    وسوف اذكر مثالا أنا أيضا ...


    أذكر مرة من المرات حركت ساكنا في بيت من الابيات ...


    لم يعارضني النقاد ..لكنهم قالوا حاول قدر الامكان ...أن لا تستعمل ضرورات شعرية
    كنت قد قلت .....


    لا شيء يطلبه إلا سلامته = من الذنوب ومن شرك ٍ بلا عمد




    وكما ترين هذا من البحر السيط وبسبب ذلك حركت حرف الميم في كلمة عمْد




    ولقد أبدلتها بعد ذلك ..مضطرا ...لكي أتخلص من عيوب استخدام الضرورات ..


    فصار البيت



    لا شيء يطلبه إلا سلامته = من الذنوب وم ِ الإشراك ِ بالصمد ِ



    وأظن هكذا افضل . فالمعنى لم يتغير ... ..بمعنى أن الشاعر عليه أن لا يستخدم الضرورات إلا إذا كان مضطرا ..


    وعليه أن يجتهد و يبحث على أية طريقة لعدم استخدام ضرورات شعرية ...





    الاستاذ ريمة الخاني


    شكرا لك








    ظميان غدير

  4. #4

    يسعدني جدا مشاركتك شاعرنا الكبير ظميان غدير:وأضيف
    العزيزة المكرمة ريما
    ومع جزيل تقديري لما قدمته حول الضرورة الشعرية
    و ما جئت به من كلمات أخينا الأستاذ خشان الحبيب
    أحب أن أصوب معلوماتك حول ذلك فيبدو أن ما قدمه أستاذنا خشان خشان لم يصلك بمفهومه الصحيح و معناه الحقيقي :
    ــــــ
    أولًا - الضرورة في مفهومها :
    الضرورة الشعرية و ما يوحي به اسمها هي تقنية شعرية في الوقت الحاضر أكثر منها ضرورة
    وهي في نشأتها لم تخل من هذا المعنى حتى و إن كانت تميل للحاجة أو ما نسميه مقتضى الحال
    فالشعر قديمًا كان فنًّا ارتجاليًا ينطقه الشاعر في موقف ما أو مناسبة ما فيضطر من حين لآخر للاتكاء على ما تجود به قريحته - وهي السليمة النقية الجزلة - من تخليق لغوي للفظة بما يناسب الوزن و المعنى أو التشكيل الشعري ولولا هذا لما وجدت الضرورة أصلًا
    وهذا ما نختلف به عنهم كل الاختلاف
    فأينا - اليوم - يقف في مناسبة ما فيصدح بقصيدة من مائة بيت أو يزيد ارتجالًا ؟؟
    كلها قصائد معدة التحضير عمل فيها البديع و الكلفة عمله لكي تخرج كما ترينها بأفضل حللها و بأصح تعابيرها
    ولذا فإن استخدامنا للضرورة بات نوعًا من التقنية للتذكير بها كفن شعري قائم و مجاز
    و ليس لجعلها متكأ لزللنا و عللنا
    ثانيًا - استخدام الضرورات :
    و الضرورة ليست المخرج الوحيد في حالة عسيرة يجنح الشاعر إليها لتحل أزمته , بل هي قدرة و دراية و سعة خيال و عمق فكرة وبعد نظر
    و يقول ابن جني في ذلك في الخصائص :
    " فمتى رأيت الشاعر قد ارتكب مثل هذه الضرورات على قبحها، وانخراق الأصول بها، فاعلم أن ذلك على ما جشمه منه وإن دل من وجه على جوره وتعسفه، فإنه من وجه آخر مؤذن بصياله وتخمطه، وليس بقاطع دليل على ضعف لغته، ولا قصوره عن اختياره الوجه الناطق بفصاحته. بل مثله في ذلك عندي مثل مجرى الجموح بلا لجام، ووارد الحرب الضروس حاسراً من غير احتشام. فهو وإن كان ملوماً في عنفه وتهالكه، فإنه مشهود له بشجاعته وفيض منته؛ ألا تراه لا يجهل أن لو تكفر في سلاحه، أو أعصم بلجام جواده، لكان أقرب إلى النجاة، وأبعد عن الملحاة؛ لكنه جشم ما جشمه على علمه بما يعقب اقتحام مثله، إدلالاً بقوة طبعه، ودلالة على شهامة نفسه ". (الخصائص: 1: 216)
    و يفسرها أستاذنا الدكتور مصطفى العراقي بقوله :
    والمعنى : أن الشاعر يؤثر ما يتسق مع تجربته الإبداعية حتى لو خالف القياس الإصلي ، كما عبر سيبويه ببراعة قائلا:
    " وليس شيء يضطرون إليه إلا وهم يحاولون به وجهاً ".
    ثالثًا - مواضعها :
    وجود الضرورة الشعرية و الجواز لا يعني فيما يعنيه أن يتذرع بها المبتدئون و العاجزون و النظامون لحل مشاكلهم اللغوية و زلاتهم العروضية
    فالشعر وقبل كل دراسة هو موهبة فطرية و علم إلهي يتم صقله بالدراسة العروضية و إتقان فنون اللغة و أصولها
    و أما وضع السلم العروضي و النظم عليه فلن يخلق شاعرًا من لا شيء
    و لعلني أسوق مثالًا بسيطًا للفهم
    فلو قلنا يحوز في تأديب المرأة - في الإسلام - ضربها
    فهل يعني هذا الجواز أن نصدع نافوخها بالساطور لينفلق و ينتثر دماغها ؟؟
    نعم يجوز ضربها كما بين المصطفى عليه الصلاة و السلام - بعود أراك للسواك - وليس لتهشيمها و علها
    و الضرورة كذلك , هي جواز بما لا يهشم اللغة و النص و بما لا يمنح المتشاعر رخصة الـــ " تخبيص " و الخوض فيما لا يعرفه متكئأ على معنى الضرورة
    و على أحقيته بممارستها على اعتباره شاعرًا
    رابعًا - أنواع الضرورة :
    الضرورات كما فسرها شيوخ الأدب و أهل العلم الثقاة تندرج في أنواع منها المحببة الحسنة و المقبولة و القبيحة المستنكرة
    و حتى ما حسن منها و ما لطف و جمل
    فعندما يكثر في النص فهو إشارة ضعف و عجز و تصنع و خروج عن الفنية
    فأما الضرورات التي تقبلها النحاة رغم وصفهم لها بالرداءة فمثل :
    مد المقصور ( لأنه خلاف للأصل عكس قصر الممدود )
    ومثاله:
    قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
    إنما الفقر والغناء إلى الله = فهذا يعطي وهذا يحدُّ
    وقطع ألف الوصل:
    ظلمت نصف إسمها = هي دنيا وآخرة
    بقطع ألف كلمة اسم وحقها أن تكون وصلا
    ومثاله في الحديث قول أمير الشعراء
    الإشتراكيون أنت إمامهم = لولا دعاوى القوم والغلواء
    فقطع :الاشتراكيون، وهي من الفعل الخماسي
    ووصل ألف القطع :
    فقالت وما همت برجعٍ جوابنا = بل أنت أتيت الدهر إلا تصدعا
    فوصل : "أنت" وهي في الأصل قطع
    والفصل بين المبتدأ والخبر والنعت والمنعوت والصلة والموصول كما في قول الفرزدق:
    وما مِثْلُهُ في الناسِ إِلا مُمَلَّكاً = أَبو أُمِّه حَيٌّ أَبوهُ يُقاربُه
    فهذا كلام ملتبس لأنه موضوع في غير موضعه.
    وتقديره : وما مثله حي مقا رب له في الناس إلا مملكا وهو "خالُه" : أبو أمه أبوه .
    والترخيم في غير أسلوب النداء، مثل:
    ديار مية إذ ميٌ تساعفنا = ولا يرى مثلها عجمٌ ولا عرب
    على أن الترخيم في غير النداء ضرورة، إذ "مي" مرخم مية وهو غير منادى.
    تأمل معي كيف جعل مية مرة على الأصل ، وأخرى غير مرخمة
    في الأولى كان يتحدث عن ديار مية فلم يكن ثم داعٍ لترخيمها لأن المقصود هنا التعريف بهذه الديار ، ولكنه عندما انتقل إلى ذكر مية ذاتها متذكرا خيرها لجأ إلى الترخيم الذي يدل على الود .
    حذف أداة النداء مع المنادى المبهم كاسم الإشارة، ومنه قول المتنبي:
    هَذي بَرَزتِ لَنا فَهُجتِ رَسيسا = ثُمَّ اِنثَنَيتِ وَما شَفَيتِ نَسيسا
    والأصل: يا هذي يعني يا هذه
    وكأنها لشدة حضورها في وجدانه وقربها منه حذف أداة النداء استعجالا لمخاطبتها.
    وقد جمع الزمخشري أكثر الضرورات شيوعا فقال:
    ضرورة الشعر عشر عد جملتها=قطع ووصل وتخفيفٌ وتشديـدُ
    مدٌّ وقصرٌ وإسكـان وتحركـةٌ=ومنع صرفٍ وصرفٌ . تمَّ تعديدُ
    وأما الضرورات القبيحة غير المأنوسة فأهمها :
    تسكين المتحرك و عكسه و خطف الحروف الممدودة و مد غير القابلة للمد
    ومنها مثالنا الذي نتحدث عنه
    وهو تكرار خطفك لحرف الياء في عدة مواضع في قصيدة واحدة لا تتجاوز عدة أبيات
    و لعلك تنظرين في شعراء فحول الشعر هل مثلها من ضرورة فيه !!
    في الختام :
    ـــــــــــــــــــــ
    أنا لا أنكر وروردها - الضرورة ولاسيما ما جئت به - منفردة مرة واحدة فتدرج ضمن ما يغض عنه البصر
    أما أن تكون نهجًا و طريقة تقدمين لها على أنها مقبولة في كل حين و أنها طريقة جديدة للنظم , فلا أظن أن هناك من يتفق معك بهذا الخصوص
    و ما وجهة نظري فيما أسوقه الآن و ما سقته أعلاه إلا لكي أبين لك عدم جواز هذا الذي تسمينه جوازًا
    فآمل منك إعادة النظر في المواضع المشار إليها - نحويًا و عروضيًا و إملائيًا - ليجمل النص و يكمل
    و الرأي لك
    و الحديث حول الضرورة الشعرية حديث يطول و يحتاج للكثير من البحث و التمحيص و القراءة
    و آمل لك أن تطلعي عليه بالكلية
    و لو شئت أعنتك فيه
    ( وللدكتور مصطفى عراقي موضوع رائع بهذا الخصوص يلخص فيه كل ما سبق و قد استعنت به لبعض الأمثلة هنا و لعلني أضع رابطه لاحقًا .. )
    مودتي ريما
    و جليل الاعتزاز

المواضيع المتشابهه

  1. الضرورات الشعرية
    بواسطة سليلة الغرباء في المنتدى العرُوضِ الرَّقمِيِّ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 11-24-2013, 05:56 AM
  2. غالب الغول / الضرورات الشعرية
    بواسطة راما علي في المنتدى دراسات عروضية
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 11-01-2013, 11:40 AM
  3. الضرورات الشعريه
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى دراسات عروضية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-30-2011, 08:46 AM
  4. الضرورات الشعريه
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى العرُوضِ الرَّقمِيِّ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 10-25-2011, 04:22 PM
  5. الضرورات الشعرية {إشباع الحركات }
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى العرُوضِ الرَّقمِيِّ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 11-30-2009, 07:46 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •